بسم الله الرحمن الرحيم
يعاني الشعب الفلسطيني الأمَرّين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ولكنه يحمل من الأسلحة المعنوية ما يقوي وتده أمام رياح الظلم العاتية. فإيمان الفلسطيني بربه وعدالة قضيته يعادل مليون دبابة إسرائيلية. هذا ما أكده الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين في حواره مع صفحة \"العائدون إلى الله\".
وأشار التميمي إلى دور الإيمان في صمود الشعب الفلسطيني أمام التحديات التي يواجهها خاصة سعي الاحتلال لهدم الجانب الإيماني لديه.. هذه المعاني وغيرها نتعرف عليها بالتفصيل في حوارنا معه، فإلى التفاصيل:
* نود التعرف على دور \"الإيمان\" في حياة الشعب الفلسطيني؟
** الشعب الفلسطيني شعب مؤمن، ودفعه إيمانه للانتفاضة الكبرى عام 2000º عندما دخل شارون المسجد الأقصى. كما دافع بإيمانه عن دينه على مر العصور، وعندما كانت تتعرض المقدسات الإسلامية للانتهاكات كان الشعب الفلسطيني يدافع عنها بكل إمكانياته.
ورغم منع الاحتلال الصلاة في المسجد الأقصىº فإن الفلسطينيين يحاولون دائما اقتحام الحواجز للصلاة فيه. وما العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الفلسطينيون إلا دليلا على إيمانهم القاطع بلقاء الله.
فعمق الجانب الإيماني للشعب الفلسطيني هو الذي يجعله صامدا في مواجهة الاحتلال، ومتمسكا بقضيته دون التخلي عنها ولو للحظة، وذلك رغم الإغراءات التي يتعرض لها من كل جانب. ومن ثم فإن حرص الشعب الفلسطيني على الاستقلالº إنما هو نابع من إيمانهم بالله ونصره لهم ولو بعد حين. فالإيمان هو سلاحنا الحقيقي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
نشر الرذيلة
* ما أهم الصور التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي لهدم الجانب الإيماني والأخلاقي في نفوس الشعب الفلسطيني؟
** تحاول إسرائيل إتباع كافة الوسائل التي تخضع بها الشعب الفلسطيني لها، وهي في ذلك تتبع ما يهدم القيم والأخلاق. فينشر الاحتلال في القدس الرذائل والمخدرات بين الفلسطينيين الباقين فيه.
إلا أننا في المقابل نحاول التصدي لذلك من خلال رفع الجانب الإيماني لدى الشباب. فإلى جانب عمل الدعوة الإسلامية أنشأنا الهيئة الوطنية العليا لمكافحة المخدراتº كما نحرص على تفعيل الجانب الإيماني عن طريق المحاضرات والندوات والمساجد.
* وكيف ينشئ الفلسطينيون أبناءهم على القيم والأخلاق الإسلامية؟
** يشتهر الشعب الفلسطيني بأن أغلب أبنائه من رواد المساجدº فهم يتعلمون ويتربون فيه. ولذلك لا تؤثر فيه دواعي التغريب أو محاولات تغيير المناهج، وغيرها من وسائل الموضة العالمية التي تحاول إبعاد المسلمين عن عقيدتهم ودينهم. وكلما تعرض الشعب الفلسطيني لمثل هذه المحاولات ازداد تمسكا بدينه وعقيدته.
فالإيمان سيظل صمام أمان للشعب الفلسطينيº لأن الإيمان بالله هو الذي يعصم الإنسان من الوقوع في مزالق الرذيلة، أو التنازل عن الحق المسلوب. وهذا الإيمان نقوم بتأصيله من خلال الحرص على تعليم كتاب الله وسنة رسوله.
وفي السنة يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداº كتاب الله وسنتي\". فالعصمة من الانحراف والضلال والفشل تكون بالتمسك بهذين المصدرين، والعمل بما فيهما، وهو ما يؤمن به كل فلسطيني.
الدعم الإيماني المطلوب
* وما المطلوب من العالم العربي والإسلامي لتحقيق الدعم الإيماني لشعب الفلسطيني؟
** إن من أوجب الواجبات ليس فقط على العربº وإنما على كل مسلم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينيº الذي يدافع عن العقيدة والمقدسات الإسلامية بكل ما يستطيع. فلا بد أن يشعر الفلسطينيون بأن العالم الإسلامي يقف وراءه ويؤيده ويدعمه ماديا ومعنويا. وبذلك ترتفع في نفوس الفلسطينيين الروح الإيمانية التي يستطيع بها الصمود أمام الاحتلال الإسرائيلي.
فنحن بحاجة إلى كل دعم إسلامي ولو بكلمة تأييدº خاصة في ظل الوضع الذي تحاول فيه الولايات المتحدة أن تصور أن دعم الشعب الفلسطيني إرهاب، مما أدى إلى تخلي كثير من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية عن واجبها في دعم الشعب الفلسطيني خوفا من أن تتهم بأنها تدعم الإرهاب.
* وما القيمة التي تراها ضرورية بالنسبة للعرب والمسلمين اليوم؟
** يدعو الإسلام إلى التمسك بالأخلاق، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الانحراف. ولذلك أرى أن من أهم السبل للتمسك بالإسلام مدارسة القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فهذه هي القيمة لا بد من إحيائها من أجل إحياء كل القيم الأخلاقية.
فإذا تسلحنا به استطعنا أن نواجه كل التحديات. فنحرص في فلسطين على قيمة تحفيظ القرآنº لأن من يعمل بأوامر القرآن ويجتنب نواهيهº يستطيع تحقيق كافة الأهداف النبيلة. والفلسطيني خاصة مطالب بأن يتمسك بالقرآن في كل سلوكهº وفي مجالات حياته كي يبتعد عن الرذائل التي تعوقه عن أداء واجبه تجاه تحرير أرضه والدفاع عن المسجد الأقصى.
وفي رأيي أنه إذا انتشر تحفيظ القرآن الكريم فإن العالم الإسلامي سيؤصل الشخصية الإسلامية المليئة بالقيم والأخلاق الفاضلة بشكل يجعله يواجه كل التحديات وعلى رأسها العولمة الموجهة خصيصا ضد الإسلام، وأطماع الاحتلال وعلى رأسها الأطماع الإسرائيلية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد