من الخائفين من منعه خوف جهنم من النوم ( 2 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

عن الفرات بن سليمان قال كان الحسن يقول: إن في المؤمنين قوم ذلت ويذهب عنهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى وهم والله أصحاب القلوب ألا تراه يقول: (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) والله لقد كابدوا في الدنيا حزناً شديداً وجرى عليهم ما جرى على ما جرى على من كان قبلهم والله ما أحزنهم ما أحزن الناس ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النار..

 

ومن حديث أبي بكر بن عياش قال: صليت خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي ابنه فقرأ الفضيل {ألهاكم التكاثر} فلما بلغ {لترون الجحيم} سقط علي مغشياً عليه وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية ثم صلى بنا صلاة خائف قال ثم رابطت علياً فما أفاق إلا في نصف الليل.

 

عن رواية سعد بن الأخرم قال كنت أمشي مع ابن مسعود فمر بالحدادين وقد أخرجوا حديداً من النار فقام ينظر إليه ويبكي..

 

عن عطاء الخراساني قال كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط.

 

قال الحسن كان عمر - رضي الله عنه - ربما توقد له النار ثم يدني يديه منها ثم يقول يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر...

 

كان الأحنف بن قيس يجيء إلى المصباح بالليل فيضع أصبعه فيه ثم يقول: حس حس ثم يقول يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا ما حملك على ما صنعت يوم كذا.

 

قال البختري بن حارثة: دخلت على عابد فإذا بين يديه نار قد أججها وهو يعاتب نفسه ولم يزل يعاتبها حتى مات..

 

روي ليث عن طلحة قال: انطلق رجل ذات يوم فنزع ثيابه وتمرغ في الرمضاء وهو يقول لنفسه ذوقي نار جهنم ذوقي نار جهنم أشد حراً التوبة جيفة بالليل بطالة.

 

قال الحر بن حصين الفزاري: رأيت شيخاً من بني فزارة أمر له خالد بن عبد الله بمائة ألف فأبى أن يقبلها وقال أذهب ذكر جهنم حلاوة الدنيا من قلبي قال وكان يقوم إذا نام الناس فيصيح النار النار النار....

 

كان رجل من الموالي يقال له صهيب وكان يسهر الليل ويبكي فعوتب على ذلك وقالت له مولاته أفسدت على نفسك فقال: إن صهيبا إذا ذكر الجنة طال شوقه وإذا ذكر النار طار نومه..

 

عن أبي مهدي قال ما كان سفيان الثوري ينام إلا أول الليل ثم ينتفض فزعاً مرعوباً ينادي النار النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ثم يتوضأ ويقول على أثر وضوئه اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلم وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار...

 

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (نعمت الدار الدنيا لمن تزود فيها خيراً لآخرته ما رضي ربه، وبئست الدار الدنيا لمن صدته عن آخرته وقصرت به عن رضي ربه، فإذا قال العبد قبح الله الدنيا، قالت الدنيا قبح الله أعصانا للرب).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply