هكذا علمنا السلف ( 100 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 من أنواع معرفة الله - تعالى -:

من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان، ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز، ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام، ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة، ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء، ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته.

وأعظم هؤلاء معرفة من عرفه من كماله، فإنه يعرف رباً قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال، منزه عن المثال، بريء من النقائص والعيوب.

له كل اسم حسن وكل وصف كمال، فعال لما يريد، فوق كل شيء، ومع كل شيء، وقادر على كل شيء، ومقيم لكل شيء، أمرناه متكلم بكلماته الدينية والكونية، أكبر من كل شيء، وأجمل من كل شيء، أرحم الراحمين، وأقدر القادرين، وأحكم الحاكمين، فالقرآن أنزل لتعريف عباده به، وبصراطه الموصل إليه، وبحال السالكين بعد الوصول إليه. الفوائد ص233

 

1- البدء بالنفس :

قال الحكيم سمنون - رحمه الله - : ((من تفرس في نفسه فعرفها : صحت له الفراسة في غيره وأحكمها))(2)

 

2- آثار الأخيار بعد الممات:

 قال بشر الحافي : ((بحسبك أن قوماً موتى تحيا القلوب بذكرهم، وأن قوماً أحياء تقسو القلوب برؤيتهم))(2)

 

3- اصطحاب النية في كل عمل:

قال هشام بن عبد الملك عن عمه عمر بن عبد العزيز الأموي - رحمه الله - : ((ما أحسب عمر خطا خطوة قط إلا وله فيها نية)) (3).

 

4- ويتعاظم الخير في عقود المؤمنين مع الله كلما زاد التجرد حين العقد، ولذلك رأت الدنيا عظم الخير في ولاية عمر بن عبد العزيز لما تجرد سليمان بن عبد الملك - رحمه الله - محض التجرد حين عقد له واستخلفه وقال: ((لأعقدن عقداً لن يكون للشيطان فيه نصيب)) (4)

 

5- من صفى صفي له:

قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : ((صلاح العمل بصلاح القلب، وصلاح القلب بصلاح النية، ومن صفا: صُفّي له، ومن خلط : خُلِّط عليه)) (5).

 

6- الهمة قرينة النية:

قيل:((همتك احفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها: صلح له ما وراء ذلك من الأعمال)) (6).

 

7- علو القلب:

 قال ابن القيم : ((مثل القلب مثل الطائر، كلما علا : بعد عن الآفات وكلما نزل: احتوشته الآفات)) (7)

 

8- الهمة العالية:

قال محمد بن أحمد المعروف بابن رزقويه: ((والله ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ولكن أحبها لذكر الله، ولقراءتي عليكم الحديث)) (8).

 

9- تقوى القلوب تقود إلى تقوى الجوارح:

((وإن تقوى القلوب في الحقيقة هي التي تقود تقوى الجوارح، كما قال - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ}، وقال : {لَنَ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا، وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقوَى مِنكُم}.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((التقوى ها هنا)) وأشار إلى صدره.

 

----------------------------------------

(1) تاريخ بغداد لخطيب 9/ 236.

(2) الرقائق / 34.

(3) سيرة عمر لابن عبد الحكم 30 / 29.

(4) سيرة عمر لابن عبد الحكم 30 / 29.

(5) الرقائق / 45.

(6) الرقائق / 46.

(7) الجواب الكافي 70، الرقائق / 46.

(8) تاريخ بغداد 1 / 352.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply