ونحن لا بواكي علينا !


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إننا لم نحزن على الشيخ محمد بن صالح العثيمين بقدر حزننا على أنفسنا، لأن ما عند الله ـ إن شاء الله ـ خير له مما عندنا، ولكن الحزن علينا نحن من بعده، فمن أين لنا بمثله؟!

وهو العالم النحرير والمجتهد الكبير الذي كانت تضرب إليه أكباد الإبل وبأقواله يتواصى السمار، وبفتاويه يتحدث الركبان، وقد جعل الله من القبول في الأرض ما يدل على فضله، ويلمح إلى نبله، ويوحي بعظيم بذله.

يقول أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة فأنار فيها كل شيء ومات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأظلم فيها كل شيء، ووالله لقد أنكرنا قلوبنا من بعد أن تولينا عن قبره!

ونحن ـ والله ـ لقد أحسسنا بشيء من ذلك في قلوبنا، فنحن في زمن الفتن والمحن والشهوات والشبهات، ونحن أحوج ما نكون لمثله ليدفع عن دين الله كيد الكائدين وتلبيس الشياطين وتدليس المرجفين وتدنيس المبطلين، وقد كان من العلماء العاملين والدعاة المخلصين والمجاهدين الصابرين والفقهاء المسددين والناصحين الصالحين ـ ولا نزكيه على الله.

والعزاء أن علمه مبثوث في القراطيس ومدون في الكتب ومحفوظ في الأشرطة، فإلى حدائقه الناظرة نحيل الباحثين، وإلى منابعه الزلال ندل الواردين، وقد أفرغ الشيخ فيها ما في كنانته، وبذل ما في جعبته، وبلغ البلاغ المبين، ونصح النصح الأمين..

فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به وبأحبتنا في جنات النعيم.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply