بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فرض علينا الصلاة، وجعلها طهرة للعيوب ومغفرة للذنوب، وكتب بها النجاة، والصلاة والسلام على رسول الله الذي قال: \"وجعلت قرة عيني في الصلاة \". وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه، أما بعد:
فإن الصلاة ركن ركين من هذا الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله، بها تمحى الذنوب، وتغفر السيئات، وترفع الدرجات، وتقال العثرات، ولا عجب، فهي صلة العبد بالرب!
ولو علم العبد ما جعل الله فيها من الأجور لانحنى ظهره قياماً وركوعاً وقراءة وسجوداً، ولذلك كان السلف لا يتحسرون عند موتهم على شيء اعظم من حسرتهم على فقد الصلاة ولذة التمتع بها.
ولن نعيش ـ ويا للحسرة! في هذه الدنيا إلا مرة واحدة، ولن نقضي فيها إلا عمراً واحداً، إذا انتهى انتهت حياتنا به، ورحلنا إلى الله!
والمفاجاة!
أن أعمارنا ستطول بالصلاة! ولكنº كيف؟!
الحقيقة أن الأمر يحتاج إلى فقه في دين الله لنعلم ما الصلوات التي يضاعف أجرها عن غيرها لنقوم بها، فنؤجر عليها، ومنها:
الصلاة في الحرم المكي والمدني:
فعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف فيما سواه \" رواه أحمد و ابن ماجة بسند صحيح.
فثواب عشر ركعات في الحرم المكي تعادل ثواب مليون ركعة فيما سواه.
ولو أن مسلماً صلى في الحرم المكي يوماً كاملا، وأدى فيه الفرائض الخمس مع السنن الرواتب لكان جزاؤه كما ترى:
(12) ركعة في الحرم من النافلة = 1200000 (مليون ومئتي ألف) ركعة في غيره.
(17) ركعة فريضة = 1700000 (مليون وسبعمائة ألف) ركعة في غيره
ولو أن عبداً صلى عاماً كاملاً في الحرم المكي صلاة الفريضة فقط = 17 / 360 = 6120 ركعة تقريباً
نافلة = 12/ 360 = 4320
ركعتين في الحرم نافلة (200000 - 4320 = 30، 46
ركعتين = صلاة ستة وأربعين سنة وثلاثة أشهر تقريباً. في غير مكة
صلاة الجماعة:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" صلاةٌ مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده \" مسلم.
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" صلاةُ الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة \" بخاري ومسلم.
(فرجل يصلي الفريضة في المسجد كأنما عاش 27 مرة ضعف من يصليها في بيته)..
* صلاة العشاء والفجر في جماعة:
عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام الليل \" البخاري ومسلم..
عشاء لمدة سنة كأنما قام = 180 يوم.
عشاء + فجر لمدة سنة = 360 يوم قياماً.
* النافلة في البيت:
عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين \" رواه أبو يعلى بسند صحيح.
عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع \" رواه البيهقي في الشعب بسند صحيح..
وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة “ مسلم.
* الصلاة في الفلاة:
عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة، فإذا صلاها بأرض فلاة، فأتم وضوءها وركوعها وسجودها، بلغت صلاته خمسين درجة \" رواه أبو داود بسند صحيح..
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" يَعجب ربك من راعي غنم، في رأس شظيَّةٍ,، يؤذن بالصلاةِ ويصلي، فيقول الله - عز وجل -: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاةَ، يخاف مني، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة \" رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح..
وعن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" إذا كان الرجلُ بأرضِ قِيٍّ, فحانت الصلاة، فليتوضأ، فإن لم يجد ماءً فليتيمم، فإن أقام صلى معه ملكاه، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه \" صحيح الترغيب بسند صحيح.
* التحلي ببعض آداب الجمعة:
أبي هريرة - رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعةَ، فاستمع، وأنصت، غُفرَ له ما بينه وبين الجمعةِ الأُخرى، وزيادةُ ثلاثة أيام \" مسلم..
أوس بن أوس الثقفي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" من غسَّل ـ قيل جامع أهله فهو السبب في اغتسالهم ـ يوم الجمعة واغتسل، ثم بكَّر ـ راح أول الوقت ـ وابتكر ـ أدرك أول الخطبة ـ، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة، أجر صيامها وقيامها “.
فمائة خطوة إلى المسجد من بيته إلى المسجد تعني ثواب صيام وقيام مائة سنة.
فإن استمر على تلك الأعمال لشهر بأربع جمع بمائة خطوة = 400 سنة
فإن استمر عليها لمدة سنة = 50 جمعة / 100 خطوة = 5000 ثواب قيام خمسة آلاف سنة قيامها وصيامها.
فإن استمر عليها لمدة عشر سنوات فإنه يحوز أجر خمسين ألف سنة بقيامها وصيامها.
* قيام ليلة القدر:
قال - تعالى - {ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر}..
فالعبادة فيها ـ وخصوصاً القيام فيها بالصلاة ـ أفضل عند الله - تعالى - من عبادة 83 سنة و 3 شهور.
ولو دام على قيامها لمدة عشر سنوات أدرك ـ بفضل الله ـ أجر 833 سنة عبادة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والمحروم من حرمه الله هذا الخير، نعوذ بالله من الخذلان والحرمان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد