أحاول التوبة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في البداية كنت مراهقة غافلة.. لست من أهل المعاصي بالمعنى العامي.. و لكني غافلة.. و في إحدى الأيام عندما شاء الله لي الهداية سمعت بعض الكلمات من احد الدعاة الأفاضل أثرت بي و غيرتني ومن هنا قررت الالتزام و التعرف على ديني الذي غبت عنه طويلا.. وهنا كانت البداية.

 

و لله الحمد بدئت بالصلاة و قيام الليل و حفظ القران و كفالة الأيتام و الكثير الكثير مما يحبه الله و يرضاه أحسست بالسعادة و راحة البال... أدركت كثيرا من الكلمات التي كنت اسمعها من العلماء و لم أصدقها..

 

أدركت معنى لا إله الا الله... أدركت معنى المحبة في الله... أدركت معنى السعادة في الدين و عشت مع هذا فترة رائعة.. ولكن لم أكن اشعر بالخشوع أو الخوف من الله كنت اعبده محبة له و طمعا بجنته و كنت أتمنى أن أدرك هذين المعنيين... و اطلب من الله كثيرا..كنت كثيرة الدعاء... ملحة... في كل ليلة حتى طلوع الفجر و لم يكن يستجاب لي... أو بالا حرى مرة أو مرتين ولكن لم ايئس من الدعاء لأني ادعوا حتى يحقق لي الله ما أريد و ادعوا حبا في الدعاء فقد كنت اشعر أن الدعاء مناجاة لله و كأني أحادثه و أحاوره أفضفض له همي كصديق و هو الأعز من ذلك

 

ثم.. و بالصدفة البحتة.. فتح أمامي باب للمعصية لم أكن أسعى لها.. ومن هنا.. حدثت الانتكاسة... عدت بعدها و أسوأ مما كنت... عدت عاصية مذنبة بذنب لم أكن أتجرأ على التفكير به في أيام غفلتي... ولم اكتفي بذلك لقد كنت اجر غيري له... و طال بي الأمد مع هذا الذنب... و ذهب ما كنت عليه هجرت القرآن و الطاعات و بالكاد اصلي فرضي...

 

أدرك ما كنت عليه و ما ألت له نفسي... ما يزال الناس يروني... المؤمنة العابدة و لكن بيني و بين نفسي و من اعصي الله معهم... كنت النقيض...

 

كنت أقرر التوبة بعد الانتهاء من المعصية مع كل صباح... و اقسم بالله أني كنت صادقة في تلك اللحظة على تركها و لكن ما أن تمر الساعات و يأتي المساء حتى أعود لها و بقيت على هذا الحال كثيرا... تعلقت نفسي بالذنب و تسلل إلى دمي و لم اعد أستطيع السيطرة على نفسي و كرهت كثيرا ما أنا فيه.. تساءلت كثيرا لماذا يحدث معي هذا؟ و قد كنت عابدة و مؤمنة صالحة و داعية للخير؟ لما فتح أمامي ذلك الباب..؟ الم يرضى الله عني؟ الم يقبل توبتي الأولى؟ هل ختم الله على قلبي و سمعي و بصري و لن أستطيع أن أعود كما كنت؟

 

خفت كثيرا و جافاني النوم و شغل بالي بالتفكير... تارة في الذنب و تارة في السبيل لتركة... حتى تمنيت أني لم أكن شيئا يذكر... أحسست في لحظات مع كثرة التفكير و قلة النوم أني سأجن..

 

وصلت مرحلة من اليأس أحسست معها أني من أهل النار لا محالة و أن ما افعله من ما بقي من فرائض لن ينفع واني و حتى لو تبت و عدة كما كنت سأضل نجاسة لا تستحق أن ينظر لها لما قمت به بالرغم إني اعلم أن الله يحب التائبين و يطهرهم من ذنوبهم... ولكن كانت تراودني الكثير من الأفكار المحبطة

 

كانت تأتيني الوساوس مرة من باب أني أكثرت من محاولات التوبة و لم أستطيع حتى بت اخجل من التوبة لله خشية أن أعود مرة أخرى

 

و من باب تزين المعصية في عيني و قلبي فاشتاق للعودة لها

 

و من يئسي بدأت ابحث عن حلول.. و أدركت أني لن اخرج من هذا وحدي.. أخبرت إحدى صديقاتي عما أنا فيه و قد صدمت كثيرا أن تسمع مني هذه الكلمات كانت تجرحني قبل أن تسمعها و لكن يقال يتعلق الغريق بقشة... طلبت مني أن أغلق كل باب يؤدي لهذه المعصية.. كانت كلماتها خطوة أولى فقط و لكن ليست الحل.. فليس من السهل إغلاق أبواب معصيتي هذه.. ومن ثم تعرفت و بالصدفة ألبحته على انسانة رائعة متدينة بما تعنيه هذه الكلمة من معنى... أحببتها في الله و تمسكت بها علها تساعدني... و كنت احرص دوما على اللقاء بها

ولكن عندما تبتعد عني ابدأ ابحث عمن كنت أعصى الله معهم و انتكس... و في لحظة قلت أني ابحث عن البشر ليعينوني على تركها و رب البشر موجود!؟.

 

بدئت أفكر بالله كثيرا و بالجنة التي نسيتها و نسيت ما كنت أمنى نفسي بما سيكون لي فيها و كان ذلك يعينني على الطاعات فيما مضى.. عدت أحادث ربي و اشكوا له همي

 

وأغلقت ما يمكن إغلاقه من باب الذنب.. و قررت إن لم استطع العودة على ما كنت عليه من طاعة فأقل ما يمكن إن ابتعد عن الذنب.. و بدأت ابحث عن صحبتي الصالحة.. و تمسكت بهم و ابتعدت عن صحبتي الفاسدة و التي أفكر بهم كثيرا..و أقنعت نفسي أن اللذة و المتعة التي حصلت عليها مع الذنب ليست الا تزيين من الشيطان.. و اعلم أكيدا أن في الجنة ما هو أفضل منها و سيعوضني الله بخير منها أن تركتها له في الدنيا

 

قمت لأصلي صلاة العشاء و ما أن بدأ اقرأ فيها حتى بكيت في صلاتي كنت استغرب بكائي ولا اعلم سببه اهو حرقة الذنب أم الخوف من الله...

و تذكرت كلمات قالتها لي صديقتي: أن الله قد يكون يبتليني بهذا الذنب حتى يرقق قلبي أكثر و أستطيع أن اخشع أكثر و أخافه أكثر..

فعلا لقد بكيت على حالي أيام معصيتي خوفا من الله و خشية أكثر مما بكيته و أنا عابدة و متدينه..

 

و اعتقد أن هذا هو التفسير الوحيد الذي أستطيع الوصول إليه فعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم..

 

و أدركت أن الله استجاب لدعواتي لأشعر بالخشوع و الخوف منه... أدركت معنى أخر للتوبة... ورق قلبي أكثر مما كان... و أصبحت أقوى في مغالبة نفسي... و مازلت أحاول.. و أسئل الله الثبات...

 

و بت في كل مرة ادعوا الله أسئلة أن يعين كل راغب بترك معصية على تركها و يثبت كل تائب على ما يحب و يرضى

 

أتمنى أني لم اطل عليكم و استطعت أن أوصل لكم الكثير مما في نفسي و لا تنسوني من الدعاء

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply