بسم الله الرحمن الرحيم
الوصيــة الخـالـــدة:
التقوى وصية الله للأولين والآخرين، قال - تعالى -: [وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَن اتَّقُوا اللَّهَ] (النساء ـ 132).
فالتقوى أصلح للعبد وأجمع للخير، وأعظم للأجر، وهي الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، الكافية لجميع المهمات.
التقوى وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته عن العرباض بن سارية: قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح فوعظنا موعظة بليغة زرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فقال أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها).
والتقوى هي وصية الرسل الكرام:
[وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَن اتَّقُوا اللَّهَ] (الشعراء ـ 501).
[كَذَّبَت عَادٌ المُرسَلِينَ(123)إِذ قَالَ لَهُم أَخُوهُم هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ(124)] (الشعراء).
[كَذَّبَت ثَمُودُ المُرسَلِينَ(141)إِذ قَالَ لَهُم أَخُوهُم صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ(142)] (الشعراء).
[كَذَّبَت قَومُ لُوطٍ, المُرسَلِينَ(160)إِذ قَالَ لَهُم أَخُوهُم لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ(161)] (الشعراء).
[كَذَّبَ أَصحَابُ الأَيكَةِ المُرسَلِينَ(176)إِذ قَالَ لَهُم شُعَيبٌ أَلَا تَتَّقُونَ(177)] (الشعراء).
[وَإِذ نَادَى رَبٌّكَ مُوسَى أَن ائتِ القَومَ الظَّالِمِينَ(10)قَومَ فِرعَونَ أَلَا يَتَّقُونَ(11)] (الشعراء).
والتقوى وصية السلف الصالح - رضوان الله عليهم - كان أبو بكر ـ رضي الله ـ عنه يقول في خطبته: أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله، ولما حضرته الوفاة، وعهد إلى عمر - رضي الله عنه - دعاه فوصاه بوصيته قائلا: اتق الله يا عمر.
وكتب عمر - رضي الله عنه - إلى ابنه عبد الله:،أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله - عز وجل - فإنه من اتقاه وقاه، واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك.
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: أوصيك بتقوى الله - عز وجل - التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، ولما ولي خطب فحمد الله وأثنى عليه وقال:،أوصيكم بتقوى الله - عز وجل - فإن تقوى الله خلف من كل سعي، وليس من تقوى الله خلف، وقال رجل لرجل أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله، والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وكتب رجل إلى أخيه أوصيك بتقوى الله، فإنها من أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت.
ومن وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.
والتقوى هي أجمل لباس يتزين به العبد: [يَا بَنِي آدَمَ قَد أَنزَلنَا عَلَيكُم لِبَاسًا يُوَارِي سَوآتِكُم وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقوَى ذَلِكَ خَيرٌ] (الأعراف ـ 62).
إ ذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى *** تقلب عريانا وإن كان كاسيا
وخير لباس المرء طاعة ربه *** ولا خير فيمن كان لله عاصيا
والتقوى هي أفضل زاد يتزود به العبد، قال - تعالى -: [وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِي يَا أُولِي الأَلبَابِ(197)] (البقرة).
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، شحم طاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا).
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما يخفى عليه يغيب.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد