بسم الله الرحمن الرحيم
ترددت كثيراً قبل أن أكتب قصتي وذلك خجلاً مما فعلت، بل خجلاً من غبائي وضعفي وانقيادي وراء أهوائي، ولكن الآن سأستجمع قواي وسأروي قصتي مع الحياة ليقرأها أكبر عدد من الفتيات.
أنا فتاة في الثانية والعشرين من العمر ولقد حصلت هذه القصة قبل الآن بسنة وياليت عمري توقف ولم يحدث معي ذلك، لقد تمنيت أني لم أولد ولم أعش، لقد مرت سنة على هذه الحادثة وأنا أستيقظ كل يوم حاملة معي همومي وما فعلته بنفسي لقد تعبت من عتاب نفسي ولومها.
في يوم من الأيام تعبت أمي وذهبنا بها إلى المستشفى، وذهبت أنا معها ولم أكن أعرف أو أدري أني ذاهبة إلى دماري ونهايتي، دخلنا قسم الطوارىء وكنت أرتدي حجابي الكامل ولم يكن به مايلفت النظر وفجأة إذا بشاب يجلس في الانتظار لم ألتفت إليه كثيراً.
ودخلت مع والدتي وأجرينا لها الفحوصات ولأنه قسم خاص بالنساء رفعت الغطاء عن عيني وفجأة ونحن في انتظار الفحوصات فتح الباب وإذا عيني بعين ذلك الشاب، لم أستطع أن أغض طرفي أو أنزل الغطاء على عيني بل استمر نظري إليه فلقد كان شاباً وسيماً جداً وقد بادلني النظرات واستطعت قبل خروجي من المستشفى الحصول على رقمه وبدأ المشوار مشوار الجحيم وكانت المحادثة الأولى وحدثني فيها بأنه يريد الزواج مني؟
فقلت له: كيف وأنت لا تعرف عنيّ شيء؟
فرد: بأنه أعجب بحجابي الكامل ومما زاد إعجابه بي عيناي، لا أعرف إن كان صادقاً أم لا، أعجبني كلامه كثيراً بل سحرني بعباراته تلك.
واستمرت الاتصالات بيننا حتى طلب مني الخروج معه، ولم أتردد لحظة واحدة في الخروج معه لأنني وثقت به ثقة عمياء وخرجت معه عدة مرات، فمرة أذهب معه إلى منزل أهله أثناء سفرهم ومرة إلى منزل أخته ومرة أخرى يستأجر شقة من شقق العزاب..
وكنت أرتدي زي الرجل الكامل من ثوب وشماغ وعقال.
وأدخل معه الشقة دون أدنى شك، وذات مرة اندفعت وراء أهوائي وخرجت معه وأنا في كامل زينتي وذهبنا إلى منزل أخته في ذلك اليوم لم أكن أعلم أني سأخسر كل شيء حياتي، شرفي، عفافي، حيائي، جوهرتي جوهرة كل فتاة تعتز بشرفها وطهارتها، أما أنا فقد تنازلت عنها بكل سهولة...
ورغم أن ذلك الشاب كان يحمل شيئاً من المسؤولية إلا أنني أحمل أكثر المسؤولية لأنه لم يكن يريد أن نصل إلى تلك الحال وتلك المرحلة، لكنني أغويته وزين لنا الشيطان هذا العمل حتى وقعنا في جرم عظيم..
لقد زنيت.... زنيت....
ياالله ماذا أفعل كيف سأواجه أهلي وماذا أقول لهم وكانت أسئلة كثيرة تدور في ذهني حتى أحسست أن جبلاً قائماً فوق رأسي، أقول لنفسي كم أنتي سخيفة ولم يمر أسيوع إلا وهذا الشاب يقدم مع أهله ليخطبني فرحت كثيراً لم أصدق ولكن المصيبة أن أهلي رفضوا ذلك الشاب رغم بكائي ورجائي إلا أنهم رفضوه..
ولم ييأس ذلك الشاب حيث جاء بأهله مرة أخرى وثالثة إلا أن أهلي كان رفضهم قاطعاً وبالذات أخي الأكبر حتى إنه هدد الشاب إن عاد مرة أخرى. وخرج هذا الشاب من حياتي وبقيت أنا حاملة معي العار والذل إلى متى.. لا أدري؟
والآن أنا حائرة ماذا أفعل فلقد تقدم الكثير لخطبتي ولكني أرفضهم، إلا أنني لا أستطيع الرفض دائماً ولا بد لي من الموافقة وحينها لاأعلم ماذا أفعل؟؟
لم تنتهي مأساتي فبعد تلك الحادثة بقيت حائرة وفكري مشتت بقيت كذلك ثمانية أشهر وبعدها وقعت مرة أخرى مع شاب وبعد أن حكيت له قصتي أخبرني بأنه يستطيع مساعدتي ففرحت كثيراً ولم أصدق بأني سوف أعود إلى طبيعتي وأسترد شرفي، لكني لم أكن أعلم أنه ذئب ويكيد لي المكائد..
وفي مرة قال لي إنه سيأخذني إلى مستشفى يعرف به طبيب يستطيع أن يساعدني بعملية صغيرة تستمر نصف ساعة وبعدها أعود كما كنت سابقاً فصدقت ماقال، وبدلاً من أن أذهب للكلية ذهبت معه لكي يوصلني لذلك الطبيب وبما أنني لا أعرف في هذه المدينة شيء فقد ذهب بي بعيداً عن المدينة بعدها أدركت أنه ماهو إلا ذئب مفترس لم أعرف ماذا أفعل؟؟
صرخت بكيت كثيراً وتوسلت له بأن يتركني ولكنه كان مصراً ولم يكن أمامي إلا المقاومة فقاومته بشدة حتى أنه ضربني وشق ثيابي وعندما علم أنه لن يستطيع لمسي استسلم وعاد بي إلى السكن وبقيت ذلك اليوم كأني ميتّه.
وأدركت أن العلاج الوحيد لما أنا عليه هو التوبة النصوح والتوجه إليه بالدعاء الخالص، فلجأت بعد الله إلى اختي أم عبدالوهاب لتساعدني في مصيبتي..
فيا أخيه هذه نصيحة من أختك: حافظي على جوهرتك فأنت لديك جوهر و لاتباع بكنوز الدنيا.
كلها، لقد حاولت الانتحار أكثر من مره، وخاصة عندما انظر في وجه تلك الأم المسكينة التي تظن في بنتها العفاف والحشمة والحياء، والآن اسكن أنا والعار سواء في بيت أهلي، إلى متى، الله أعلم.
أختك: التائبة::::
قلت/ وهذه رسالة صريحة إلى كل فتاة تعرفت على شاب(ذئب بشري) بغير طرق شرعية، وأن هذه هي النهاية التي لاتحمد عقباها لمن سلكن هذا الطريق المظلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد