بسم الله الرحمن الرحيم
نجحت ولله الحمد وبشق الأنفس استطاع أهلي إقناعي بالتسجيل فقط من أجل أن لا تبطل الشهادة التي نلتها.. كنت مع بداية التسجيل في العاصمة.. اتهمني أقاربي بأني أتهرب من التسجيل بذلك..
كانت المهلة 10 أيام فقط.. أرادوا مني العودة إلى الولاية لكي أسجل.. أثناء تواجدي بالعاصمة، كنت أتنقل مع أخي بين المساجد.. وأتعرف هناك على الغريبات-أحسبهن كذلك-.. كن كثيرات بالنسبة لبلدي.. فالنسبة في مدينتي أقل من 0. 4بالمئة ملتزمات متحجبات والباقي... ؟؟؟!!
ومما شد انتباهي هناك قانون التبرج الذي في مدينتي.. لم يكن موجودا بالعاصمة!! ولا بالولايات المجاورة لها.. بل وحتى في الولاية التي أقطن بها!! إذن ممن هو؟.. لست أدري!!
أمرت بالعودة إلى مدينتي.. عدنا وقد بقي اليوم الأخير للتسجيل.. وصلنا في ساعة متأخرة جدا بالكاد استطعت أن أرتاح، حتى قيل لي\"قومي للسفر إلى الولاية\".. أوووه، من تعب إلى تعب وليته فيه أجر، كل ما فيه نصب بلا فائدة..
تظاهرت بالتثاقل والرغبة الشديدة في النوم.. كنت أحس ببعض التعب لكن ليس لتلك الدرجة!.. كل ما في الأمر أني لا أريد الذهاب.. لأنهم هناك في الجامعة المختلطة لا يعترفون بشيء اسمه غطاء وجه.. <ارفعي هذا الشيء لنتحقق من هويتك؟؟ >بكل بساطة، بل بكل انعدام حياء يقولون هذا..
لما أحسنت التمثيل عليهم، ملوا مني، فذهب أخي الأكبر مكاني.. الحمد لله.. زالت عني الغمة!!
ولكن.. المسكين، لم يصدقوه.. اضطروه للقسم بأني أخته!!.. أتدرون مافعلوا به بعد ذلك؟،،، حجزوا بطاقته!!
مرت الأيام.. وشاء الله أن يحضر أخ لي كان في دولة مجاورة.. حينها، بدأت مهلة التسجيل النهائي والتي تدوم15يوما.. لم آبه بها ولله الحمد فقد أثلج الله صدري لما أتخذه من قرارات..
أخي هذا، لولا احترامي له لقلت أنه ساذج جدا، ولكنه حقيقة طيب القلب جدا، وطيب القلب دائما يسمى ساذجا، أليس كذلك؟
كان شقيقي الأول طول الوقت يضحك مني ويقول: لربما صدقت أنك\"الروسية\"؟.. لا تحلمي فلن تأتي في شعرة من شعراتها!! فهي مجاهدة صابرة وأنت متقاعسة تريدين الفرج.. ؟!!
\"يا نفسي، قد صدق أخي في قوله، فأنت متقاعسة لا صيام ولاقيام، وتودين النجاة، مما تأتي النجاة بربك أخبريني يانفس؟!
فلتتوبي يانفس ولترجعي لربك بعد طول غياب\"
وهكذا بدأت أواظب على قيام اليسير من الليل، ولست أعول إلا على الدعاء..
كنت أتخذ الأسباب وأحاول بأن أدرس في جامعة غير مختلطة في بلد خليجي، ممن أنعم الله عليهم بعدم الإختلاط.. جهزت أوراقي وأرسلتها.. والتي لم تنته إلا بشق الأنفس، فمعظم الأوراق تلزمها بطاقة والبطاقة غير موجودة!!
ومن بين اللوازم التي كان يجدر بي تحضيرها جواز السفر.. حاول أخي الذي جاء به ربي من البلد الآخر لمساعدتي أن يقنعهم بشأن البطاقة وأن هذا القانون مختلق هنا فقط وأن الوجه ظاهر وهو ما يعرف به الإنسان فلماذا الانحطاط والتبرج؟!
حاورهم، جادلهم.. في بادئ الأمر لا فائدة، ثم مع الدعاء المستمر وقيام الثلث الأخير، انفرجت الكربة وكنا نظنها لا تفرج!!
10 أيام وجهزت البطاقة، ذهبت لأنهي الإجراءات النهائية، وكلي خوف من عذر جديد.. فلست آمنهم!!
ولكن الله سلم..
أخذتها وقلبي يرقص طربا، وفي قرارة نفسي أقول: قد هزمتهم، إن كيد الشيطان كان ضعيفا.. الحمد لله..
وأول ما وصلت البيت، لم أنتظر حتى أخلع حجابي، بل هويت ساجدة شكرا لله الذي أغاثني.. والحمد لله رب العالمين..
الجواز
بعد إتمام البطاقة، اغتنمت الفرصة لأتم جواز السفر أيضا.. هذه المرة ليس أقل شيء ظهور الأذنين.. لا لن أحلم بهذا، بل يجب وجوبا قاطعا أن يظهر في صورة الجواز الوجه والأذنان وأعلى الصدر والنحر، وعن الشعر حدث ولا حرج.. يجب تسويته بطريقة يرى فيها من الجانبين أيضا!!
وكالعادة محاولات كثيرة، وجدالات طويلة، لا مخرج..
خطرت ببال أخي\"طيب القلب\"فكرة،،، هرول مسرعا إلى مقر الدائرة، أخبرهم أن الجواز سوف يكون للعمرة، وهذا صدق ليس بكذب، وفي السعودية - حرسها الله - لا يرضون بالتبرج والسفور .. كان ردهم أن العمرة ليست مثل الحج، فالجواز في الحج ينتهي بعده مباشرة وأما العمرة فهو عالمي ودائم لمدة خمس سنين...
يعني بأسلوب آخر\"لن تناله أبدا إلا بعد الرضوخ لمطالبنا\"
هل انتهى أمري هنا؟ أحقا لن يكون لدي جواز سفر؟ ولكن .. الروسية حاربت حتى حصلت عليه فكيف العمل؟ كفاك تشبها بالروسية .. لا لا هي امرأة مسلمة وأنا كذلك فما الفرق؟ لست أدري لعل الله يجعل بعد ذلك أمرا..
في المرة التالية، ذهبت معه بنفسي إليهم، لعلهم يردعهم بعض حياء أهل الصحراء..
وتلاها ذهاب آخر، حتى دخلنا على سكرتير رئيس الدائرة.. كان رجلا متفهما، ولديه عقل يفكر به!
تعجب وقال: الوجه ظاهر، والشكل واضح، فأين المشكلة؟
أخذ سماعة الهاتف واتصل برئيس مصلحة الجوازات..
-السيد فلان.. الصورة في جواز السفر، إذا كان الوجه فقط ظاهرا لا تقبل؟
-نعم..
-كيف ذلك؟.. الشكل واضح، ولم يبلغني هذا القانون من قبل!
-جاءتنا مراسلة من\"فوق\".. هذا قانون.
-ااااه.. مراسلة،، شكرا، بارك الله فيك..
نظر إلى أخي متعجبا وقال له: لا عليك، سأكلم رئيس الدائرة وغدا إن شاء الله مر علي آتيك بالخبر، ومن الأحسن ألا تصطحب معك الأخت.. !!
خرجنا من عنده، وحقيقة أعجبني أسلوبه في تهدئة الأعصاب!!
بالبيت، زارنا خالي<الموظف بالبلدية>، أخبرته بأمر البطاقة وأن الجواز غدا بإذن الله تظهر النتيجة، أتدرون ما كان رده علي؟
-من وعدك بالنتيجة؟
-سكرتير رئيس الدائرة
-سليم؟
-لست أعلم اسمه!
-إنه سليم.. هو كذاب، أنا الذي أعرفهم، أنت مازلت صغيرة لتعرفي أمثال هؤلاء.
أصابني الغم ولزمني الهم ليلتها من قول خالي، كنت أصدقه فيما يقول فلم أكن لأكذبه لحظة واحدة، أحقا جاملنا بعباراته وهو كاذب؟!
استعنت بربي وتوكلت عليه فهو المعين وعليه التكلان..
من الغد، كنت أنتظر بفارغ الصبر عودة أخي من الدائرة، وكأني أحترق من الحيرة والإنتظار..
وصل، لم أتمالك نفسي، أسرعت نحوه: ما الخبر؟
ابتسم ثم أخبرني بالقصة.. كان فحواها أنه قابل رئيس الدائرة، وناقشه، فلما احتدم النقاش بينهما، صرخ به رئيس الدائرة: أحضر لي الأوراق اليوم مساء كآخر مهلة، وإلا فلن أوقع..
كدت أطير من الفرح، الحمد لله، الحمد لله.. ما أعظم رحمتك ياربي، ما أوسع لطفك بأمتك المذنبة المقصرة!!
بعد ذلك ذهبت إليهم، طبعا لإنهاء الإجراءات..
يا إلهي إنه هو !، هو نفسه الذي أزبد وأرعد رافضا البطاقة، فكيف بالجواز؟!
تقدمت بخطى بطيـئة، أراه أخي ورقة من رئيس الدائرة، أبكمته !، بدأ يأخذ مني المعلومات بأسلوب تنزعج منه القوارير، ولكني في داخلي أقول\"معه حق، المسكين ضربت بكلامه عرض الحائط ولم آخذ بقراره في التبرج فكيف لا يسخط علي وعلى كل أهلي حتى؟! \"
بدأ يسأل ويسأل، ثم أشار بيده وصرخ بي: ارفعي هذا الشيء.. حتى أتحقق من الهوية..
دهشت لقوله!! كيف بهذه الوقاحة يطلب طلبا كهذا؟!
تمالكت نفسي ثم أجبته بهدووووء تام:
-توجد موظفة بإمكانها أن تقوم بذلك.. كنت أحس حينها بأني حقا مثل الروسية..
زجرني: أنا الموظف هنا.. وأنا المسؤول..
-ولكن الموظفة هناك فقط.. هي تستطيع القيام بالمهمة..
-أقول لك أنا الموظف وتقولين لي موظفة؟، أنا الموكل بهذا العمل وأنا..
سمع صراخه رئيس المصلحة، فجاء إلينا:
-ما المشكل؟
-أقول لها أنا الموظف هنا وتقول نادوا موظفة.. لا تفهم!!
<لست أدري من الذي لا يفهم أنا أو هو؟! >
أخذه رئيسه جانبا ثم قال لي تفضلي إلى هذا المكتب من جانبك..
دخلت إليه وأنا أرتعش، كان الموقف مرعبا..
وجدت بالمكتب سكرتيرة، مسكينة قد جعل منها الشيطان مصيدة للرجال، في كامل زينتها.. والله المستعان.
-السلام عليكم.
-وعليكم السلام..
كانت مندهشة.. تحملق في صورتي بيدها.. رفعت غطائي..
-نعم.. تمام.. تحققت من الأمر..
-كاد يغمى علي..
-عذرا نرجو منك السماح..
-لا عفوا..
المسكينة، ليت أدبها ينعكس على هيئتها..
خرجت من عندها، وعدت لصاحبنا الغاضب!
واصل الأسئلة:
-لون العينين؟
-علامة خصوصية.. وشم أو خال.. ؟
-لا شيء.
-لون الشعر؟
-لا يوجد لون\".. \"، إما كذا أو كذا..
-سبحان الله! هو\".. \"
-قلت إما كذا أو كذا.. <وبدأ يرفع صوته>
-إذن كذا.. قلتها وأنا أريد الخلاص منه بأي طريقة.
-كذا؟؟
-نعم.
-في شهادة الإقامة يوجد\"طالبة\"أين الشهادة المدرسية؟
<تخيلوا شهادة مدرسية في عز الصيف!!!!!! >
رد أخي:
-هي أصلا تريد جواز السفر لأجل الدراسة ولم يدخل الطلاب بعد.. !! هل نحضر أخرى قديمة من الثانوية؟
-لا هي الآن 18 سنة ليست بسن الثانوية.. نريد الجامعية.
<أنظروا إلى حيله، أنا أصلا لست معيدة، بل أعرف في الثانوية من هو في24سنة!! >
-هي لن تذهب للجامعة المختلطة..
-يجب أن تسجل وتأتينا بالشهادة المدرسية.. وإلا فهي ليست طالبة.. إنها أوراق رسمية.. هل نلعب نحن؟
-ولكن.. !!
-إذن أضع ملفها جانبا إلى أن تحضر الأوراق اللازمة.
خرجت وأنا في مزاج رديء، مابال هذا الرجل مايريد بالفتاة أن تكون؟ أيريدها أن تكون لعبة في أيديهم يقلبونها كيف يشاؤون؟
عدنا للبيت وكانت مهلة التسجيل النهائي في أواخرها..
لما علم والدي بالأمر أمرني أن أسافر لكلية الطب للتسجيل.. للشهادة المدرسية ليس إلا..
-لكن يا أبي، الشهادة الأصلية قد بعثت بها خارج البلاد.. وهي مطلوبة..
-إذهبي، ومعك النسخ عنها، المهم إذهبي وكفى.. حاولت المماطلة كعادتي ولكني لم أفلح هذه المرة.. \"غدا تسافرين يعني غدا\"
سافرنا إلى الجامعة، كانت تبعد حوالي350كم، ولما وصلنا أخطأنا في العنوان، ذهبنا إلى فرع من الجامعة في مكان آخر.. كانت الفتيات هناك في غاية الإنحطاط.. ياربي لك الحمد أن عافيتني..
أخذنا سيارة أجرة، وذهبنا لكلية الطب..
عند دخولنا، رأيت الفتيات مابين شال وبنطال، ومابين مبعثرة لشعرها على الجانبين يكاد وجهها يصرخ من شدة ما به من أصباغ.. وأخرى قوس قزح من الناصية إلى أخمص القدمين، وأخرى وأخرى.. كان عذرهن في ذلك أني طالبة طب!
وما نفعت طالبة الطب إن هي لم تعالج نفسها أولا من أمراض الهوى؟؟
إلى موظفة بالداخل: صوتها يملأ المكان صراخا، تنادي على أحد الطلاب..
-عفوا، هنا التسجيل الجامعي؟
-لا أنتم مخطئون في العنوان، عليكم بالجامعة المركزية، وسط البلاد.
-شكرا..
لم تكد تنظر إلي فأنا في نظرها لا شيء، تخاطب أخي فقط وكأنني غير موجودة!!
خرجنا من عندها، وفي زاوية من الجامعة كدت أصطدم بطالب ملتح من الجهة الأخرى، تابع مسيره يمعن النظر إلي وكأنه لا يصدق!
<مابالك يا أخي، ألا يحق لنا أن نتفوق؟! >هكذا قلت في نفسي.. نظرتهم إلى المتجلببات تحت الصفر!!
إلى الجامعة المركزية..
يا الله!! مسجد بالجامعة؟!!.. الحمد لله، إنها بشرى سارة..
في ميدان التسجيل، ملأت ورقة أعطيتها، ثم طلبوا الشهادة الأصلية للنجاح..
عرض عليهم أخي النسخ فرفضوا، ثم نصحوه بالذهاب إلى مكتب الإنخراط..
في طريقنا إليه، ثلاث فتيات، طبعا في كامل الزينة، بنطلونات ضيقة وقوس قزح في كل شيء..
شهقت إحداهن شهقة..
الأولى: سمية ما بك؟
سمية: لا.. لا شيء.. !!!!
الأخيرة: لا عليك.. قد رأت الـ\"مدام\".. لذلك اندهشت..
أتعلمون من يقصدن بالمدام؟؟
لولا الله، ومخافة الكبر، لرجعت إليهن وبكل بساطة أقول:
إن هذه الـ\"مدام\"التي تتكلمن عنها، تسجل الآن في كلية الطب..
لأنه إذا تحجبت فتاة الحجاب الصحيح، نسبت إلى كلية الشريعة..
صبرت واحتسبت، ثم تابعا المسير إلى المكتب..
طابور طويـــــــل، بالإنتظار..
جاء دورنا..
-ما المشكلة؟
رد أخي: الشهادة الأصلية غير موجودة، والنسخ لم تقبل!
-أين الشهادة الأصلية؟ لا يقبل التسجيل على مستوى الوطن كله بغيرها..
-بعثت في طلب دراسة بالخارج..
-لفرنسا؟
-لا.. السعو..
-أقصد السعودية.. امممم..
مزق الورقة التي ملأت قبل قليل، وقال: لا تسجيل بدون الشهادة الأصلية..
-لكن اليوم آخر أجل؟!
-لا يهم..
عدنا أدراجنا، وفي الطريق قال لي أخي يسليني: في المرة الماضية بطاقة التعريف، ولو أخذوا مني هذه المرة الجواز لقتلتك.. !!
إلى الدائرة مرة أخرى..
وجدنا هذه المرة موظفا آخر..
قال: مادامت المؤسسات التعليمية لم تفتح بعد فيطلب شهادة التسجيل فقط..
أخبرته أنني أحضرتها بالمرة الماضية ولم يقبلوا بها.. أي شهادة التسجيل الأولي..
-لم أرها، أعيدوها إلي..
رجعنا بسرعة، وفتشت عنها، فلما وجدتها، بعثت بأخي سريعا إلى ذلك الموظف، ولكن.. لم يجده ووجد صاحبنا الغضوب الأول..
لم يقدر أخي على الصبر، ذهب إلى البلدية وشطب كلمة طالبة.. وقال ليكن ما يكون.. الله يسهل..
وفي طريقه إلى البيت، كان حزينا ولا يعرف كيف يخبرني الخبر.. ولكن\"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم\"
استوقفه أحد الموظفين فاستفسره عن سبب انزعاجه..
لما علم بالقصة، قال له: ذلك خير لك، ألا تعلم أنها إذا سجلت طالبة، لم تعط لها التأشيرة؟
قال أخي: كيف ذلك؟
-إنهم إن رأوا\"طالبة\"قالوا هي تدرس في وطنها.. أي أنها منسوبة إلى إحدى جامعات الوطن، ولا يمكن أن تدرس بالخارج..
تهلل وجه أخي فرحا، وعاد يخبرني بالمفاجأة..
لم أكد أصدق!! كل ذلك الجري التعب، قد كنا نلهث من أجل أن أحطم نفسي بجهلي؟!
سبحانك ربي!
تعلم الخير لنا أين يكون، ونحن لا نعرف إلا الإستعجال..
ماذا لو سجلت حقا طالبة؟!
أكيد، كنت سأرفض لطلب الدراسة بالخارج!
كيف أقدر على شكرك ياالله؟
سبحانك ياربي وبحمد.. لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك..
وهذه الأيام أنا أنتظر صدور جواز السفر الخاص بي.. وأخيرا أصبحت لي هوية، بعد أن كنت بلا هوية!!!
آخر ما حصل من وقائع قصتي..
صدر الجواز في شهر رمضان، وكنت قد قررت ألا أخرج مطلقا خلال الشهر الكريم، انتظرت حتى انتهى، ثم ذهبت وأخي، ظننت أن زمن المشاكل قد انقضى، ولكن أنى لي؟ اسمعوا ماحصل:
دخلنا إلى المكتب..
انتابني شعور غريب بالريبة، قلت لأخي: هل هذا هو صاحبنا الأول؟
قال: لا..
تنفست الصعداء وحمدت الله..
طلب بطاقة التعريف الخاصة بي.. ثم، ثم طلب التأكد من الشخصية..
قال الموظف: كيف لي أن أعرف أنها هي المعنية؟ أنظر إلى هذا الإعلان الذي أمامك((المطلوب من جميع المواطنات كشف الوجه للتحقق من الهوية))!!
قال أخي: مثلما حصل في المرة الماضية.. السكرتيرة التي بالمكتب الآخر..
قال: لا يوجد أي موظفة الآن هنا..
قال أخي: إذا لا مشكلة نعود يوم السبت..
تردد الموظف ثم بدأ في سرد القوانين التي أولها((القانون لا يحمي المغفلين))!! والقانون هو القانون وما يتبع ذلك من الأسطوانة التي طالما حفظوها!!
قال أخي: لكن الشرع لا يحلل ذلك، إن كنت أنا أرضى، هي لن ترضى بذلك..
وبدأ النقاش بينهما، وأنا يكاد قلبي يحترق غضبا من القوانين الوضعية التي سبق أن أخبرتكم أنها منهم هم فقط.. !!
يئس المسكين من إقناعي.. فبدأ يمتحنني: تاريخ المولد؟
لا أخفيكم سرا، هذا أسهل امتحان مر علي في حياتي!!
ثم طلب مني التوقيع.. واستلمت الجواز بحمد الله وشكر نعمائه...
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم.. دمتم في رعاية الله وحفظه..
نصيحة
أختي في المغرب العربي وفي العالم كله..
لست أدعي الشجاعة وقوة الإيمان، ولكنه الله - عز وجل -.. إنه الله الذي لا يدعوه داع إلا أجابه.. رحمته وسعت كل شيء..
أختاه.. اصمدي وتقوي بربك وسترين من الفرج العجب العجاب..
لا تجعليهم يغرونك بجملة\" الضرورات تبيح المحظورات \".. فالدين ليس لعبا ولهوا.. ونحن قوم لا نخاف في الله لومة لائم مهما كان.. فكيف نرضى المذلة ونحن قد أعزنا الله بالإسلام؟!
اثبتي أخية وحافظي على حجابك وسترك وحيائك... فأنت الأمل لنجاح هذه الأمة..
لا تنسوني من صالح دعائكم.. والسلام عليكم ورحمة الله...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد