وحشة وضيق وهم وغم


 
بسم الله الرحمن الرحيم 

مرت علي سنوات من حياتي لم أصلها أبداً!!

لا سجود ولا ركوع، أسمع الأذان كأني لا أسمع الأذان، أعلم فرض الصلاة ولكني لا أصلي، تقول: قضيت حياتي بالغناء، والطرب واللهو واللعب، تقول: وفي ليلة من الليالي انظر ما الذي حصل تقول: ما كنت أنام إلا في الصباح، أسهر الليل وأنام الصباح، طبعاً سهر ليس في القيام!!

وليس في الدعاء!! والرب ينزل، لا، سهرها طرب، وأفلام وأغاني ومسلسلات، تقول: وفي ليلة من الليالي، ضاق صدري، وعلاني الهم والغم، تقول: حتى أحسست أن الدنيا كلها ضاقت في صدري، تقول: لوحدي في الغرفة، في ظلام الليل، تقول: وحشة وضيق وهم وغم، تقول: ففتحت نافذة الغرفة، آخر الليل قبيل الفجر، تقول: فتحت نافذة الغرفة أنظر إلى السماء، في ظلام الليل وهدوءه، وسكونه، تقول: أبكي بشدة الألم، ومن الضيق والهم.

(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)

لكن انظروا ما الذي حصل !!

تقول: فجأة وأنا أفكر بهذه الدنيا، ماذا صنعت!!، ماذا فعلت!!، لمَ هذا الهم!!، لمَ هذا الغم!!، كل شيء أفعله، الغناء، الطرب، اللهو، اللعب.

تقول: فجأة قطع الصمت صوت، صوت ماذا!! صوت الإمام يصلي بالناس صلاة الفجر، تقول: فأخذت أستمع كأني أسمع صلاة أول مرة، تقول: فإذا بالإمام يقرأ قول الله - جل وعلا - : {قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا}

تقول: كأني أسمع الخطاب يوجه إليّ، تقول: فانفجرت بالبكاء، وأخذت أبكي وأبكي، ولا أدري لمَ أبكي!!

النور بدأ يدخل القلب، الصلاة نور، القرآن نور، هذا نور الله، تقول: حتى قررت أن أغتسل، وأتوضأ وأصلي لله، تقول: فصليت الفجر ولم أكن قد صليت منذ سنيـــــــن، تقول: فصليت صلاة الفجر، فأبدلني الله - عز وجل -، بدل الضيق سعادةً وسرورا.

(أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم) يسمع الأذان وينام (فويل للقاسية قلوبهم) يسمع الأذان ويولي (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله)..

 

----------

شريط((قرةُ العيوُن)) للشيخ / نبيل العوضي

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply