بسم الله الرحمن الرحيم
كانت مجموعة من الفتيات المقصرات، ويعشن في رغد من العيش، ويركبن سيارات فارهة، والأموال في أيديهن، في بلد الناس من حولهن يجتهدون ويكدون من أجل توفير أبسط ضروريات الحياة، وهن مشغولات بإشباع رغباتهن. سلكن طريق التقليد الأعمى دون وعي ولا إدراك.
شعورهن منكوشة مصبوغة....وكأن الرماد ذر عليها، ملابس عجيبة، فاضحة وأشكال مزعجة، تكاد تمزق من الضيق، مفتوحة من الجانبين، كاسيات عاريات، أحذية ذات كعوب عالية، تجعلهن راقصات في مشيتهن.
تراهن فتشمئز نفسك من أشكالهن. يستميلهن الإغراء، ويميل بهن الإغواء. سهر بالليالي في الحدائق وخروج إلى الأسواق.
أراد الله بهن خيرا ً.. حيث مرضن وأصابهن القلق والأرق والاكتئاب النفسي. ذهبن إلى المستشفيات ولم يجدن علاجا ً لحالهن، وأشار إليهن أحد الأشخاص بأن هذا المرض سحر أو عين أو حسد. فذهبن إلى المشعوذين ولم يجدن علاجا ً.
سمعن عن رجل يعالج بالقرآن فهرعن إليه وبعدما عرف سلوكهن وبعدهن عن طريق الحق واتباعهن الشيطان، أخذ معهن أسلوب الداعي الواعي وعرَّفهن بأن عليهن التوبة والرجوع إلى الله، فأخذ يعظهن بالحسنى حتى رجعن إلى الله تائبات متحجبات وملتزمات بشرع الله. حيث وجدن الراحة والطمأنينة فيه وأصبحن داعيات للإسلام ونادمات على فعلهن.
تقول إحداهن: كنت لا أعرف النوم وفي قلق دائم رغم مظاهر الحياة التي كنا فيها.
وبعد التوبة والرجوع إلى الله وجدت الراحة الحقيقة والاطمئنان النفسي. والحمد لله الذي هدانا قبل الغرغرة وهذا من أعظم ما امتن الله به علينا وإني أقرأ القرآن الكريم كل ليلة وأشعر بالطمأنينة وأرجو من الله - تعالى -أن يتجاوز عن سيئاتي ويزيد في حسناتي، وهو الرؤوف الرحيم، العفو الحكيم. حيث يقول - سبحانه وتعالى -: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ً إنه هو الغفور الرحيم}.
وتقول أخرى: كنا نعصي الله على أرضه وهو يرزقنا، ويحلم علينا. والحمد لله الذي مدَّ لنا المهلة وفسح لنا في آجالنا حتى رجعنا إليه ولم يعالجنا بالعقوبة ولم يقطع علينا سبيل المراجعة. كما قال - سبحانه وتعالى -: {وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا}.
والحمد لله الذي عمنا بسابغ إحسانه وفضله. كما قال - صلى الله عليه وسلم -: \" إن الله - عز وجل - يقبل التوبة العبد ما لم يغرغر \".
ومن هنا أدعو الآباء والأمهات بالاهتمام بفلذات أكبادهم، حيث إن دورهم مهم للغاية في توجيه الأبناء إلى الطريق الصحيح. ولم يجرنا إلى هذا المنزلق إلا عدم اتباعنا لتعاليم ديننا الحنيف. نسأل الله أن يثبتنا على الحق المبين وأن يفقهنا في ديننا.
ختاما ً نصيحتي لأخواتي في كل مكان أن يتقيدن بتعاليم الإسلام وأن يجتهدن في طلب العلم النافع الذي تركنا عليه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وأخذ الدين من العلماء المشهود لهم بالصدق والبُعد عن قيل وقال، وعليهن عبادة الله الواحد الصمد، من غير شرك ولا رياء وعدم الركون إلى الدنيا وزينتها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد