بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت وشاهدت قصصاً كثيرة للتائبين، وسمعت قصصاً أكثر في هداية الناس وانتقالهم من الكفر للإيمان والإسلام، أما القصة التي سأرويها لكم وقد شهدتها منذ أسبوعين فهي قصة غريبة وعجيبة، وقد حصلت هداية الفتاة وانتقالها من الكفر للإسلام في إحدى دول الخليج، حيث حضرت هذه الفتاة من بلد أجنبي بتأشيرة عمل، ظاهرها العمل، ولكن حقيقتها لممارسة البغاء والزنا، وقد كانت تمارس هذا العمل المحرّم من أجل أن تعيش وترسل الأموال إلى أمها وأهلها الفقراء في بلدها (هذا كلامها)، ولكن المفاجأة حصلت في ليلة من الليالي عندما كانت مع شاب قد دعاها لممارسة الحرام، وأثناء الحديث معه أزعجها الهاتف النقال الذي كان يرن بين فترة وأخرى.
فسألت هذه المرأة ذلك الرجل عن سبب الإزعاج هذا؟
فقال لها: إنها زوجتي تسأل عني وتريد أن تأخذ مبلغاً من المال حتى تصرف على المنزل والأولاد، وقد أذنت لها، فاستوقفتها هذه الحادثة وبدأت تسأل كثيراً.
- هل أنت الذي تعطي زوجتك المال؟
- وهل زوجتك لا تصرف على المنزل من مالها؟
- وهل أنت المُطالب فقط بالنفقة عليها؟
وانهالت عليه بأسئلة كثيرة أغلبها في (النفقة الزوجية) (والنفقة العائلية)، وهو كــان يجيبها بكــل بســاطة ووضــوح بما يعرفه من التزامات مالية بين الزوجــين، وهي متفاجئــة بهـذه الحياة التي تعيشها الزوجة المدللة كما وصفتها، ثم سألت الشاب السؤال الذي كان سبباً في انقلاب حياتها إذ قالت: ومن ألزمك بهـذا كلــه تجـاه زوجتــك؟
فقال لها: إن ديني وإسلامي هو الذي ألزمني، وقالها بكل بساطة.
فوقفت تلك الفتاة وقالت: لابد أن أتعرف على هذا الدين، وبدأت تسأل أسئلة كثيرة عن الإسلام وأحرج هذا الشاب، ولكنه أجابها بما يعرف، وكانت تلك السهرة، والتي كان مخطط لها لارتكاب المحرّم، سبباً في هدايتها وإسلامها، والآن الفتاة محجبة وتائبة إلى الله ومن خيرة الدعاة في تلك البلد وقد أسلم على يديها الكثيرات من زميلاتها في المهنة.
وإني أتساءل كم من فتــاة ضائعة تائهــة في العالم لا تعــرف شيئاً عن احترام الإسلام للمرأة وإعطائها حقوقها؟ ونحن لدينا الكثير من الكنوز في إسلامنا بحق المرأة (بنتاً، وزوجة، وأماً) لو استطعنا أن ننشر هذا الدين بطريقة صحيحة ونعرّف الناس برحمة وحب اللـه لهم لأقبل الناس علـى اللــه - تعالى -.
ولعل قصة كلب بني إسرائيل والزانية ليست بغريبة عن قصتنا التي ذكرناها، فقد روى أبو هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : «بينما كلب يطيف بركة (بئر) كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها واستقت له به، فسقته إياه فغفر الله لها» - رواه مسلم.
ولنا مع هذا الموضوع وقفتان:
الأولى:كم من فتاة في العالم لا تعرف مدى رحمة الله - تعالى -، ولو عرفت لأقبلت على الله وعلى رسوله.
والثانية: كم نحن مقصرون في تبليغ الناس نظامنا الاجتماعي وميزة النظام الأسري الذي نعمل به، وخاصة في احترام حقوق المرأة وحياتها؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد