حياتي والغيرة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال:

سيدي الفاضل إني متزوجة منذ أربع سنوات، وأنا سعيدة مع زوجي، مع العلم أنا وزوجي ملتزمان ولله الحمد، ولكن هناك ما غيرَّ حياتي إلي جحيم وهي الغيرة، فأنا غيورة بقوة، ولا أدري هل صارت الغيرة جزءاً مني لدرجة أني صرت أغار عليه من أخواته؟ أرجوك ساعدني وأنقذ حياتي.

 

 الجواب:

أحمد الله - عز وجل - على أن منَّ عليك بهذه السعادة، وأسأله - سبحانه - أن يديمها عليك، فهي أساس استقرار الأسرة، ونشأة جيل سوي لينفع الله به الأمة.

كما أن الواقع مر فعلاً حينما نرى الأسرة تعصف بها المشكلات والأزمات التي ربما قوضت أركانها.

الغيرة - أختي الفاضلة - هي نتاج الحب غالباً إذ تتولَّد رغبة في النفس بالاستئثار بالمحبوب دون الآخرين، وهي شعور جميل إذا قارنه الاعتدال، ولكن إذا زاد عن حده ربما كان طريقاً إلى الشك، وإلى مشكلات أخرى أنت في غنى عنها.

حينما تشعرين أن الغيرة صارت جزءاً منك سوف يصعب عليك علاجها، ولكن إذا أقنعت نفسك أنها صفة دخيلة يمكن تجاوزها والتخلص منها فسوف يهون الأمر عليك.

وأنت قادرة على مقاومتها بطرق كثيرة، ولكن المهم الآن أن تحاولي بكل طاقتك ألا تظهر على تصرفاتك تجاه زوجكº لأن هذا يوهي حبال المحبة في القلوب، وخلال فترة المقاومة هذه يمكنك فعل الآتي:

1. أن تزيدي الثقة بنفسك، فإن الغيرة المفرطة هي غالباً نتاج نقصان الثقة بالنفس، فالمرأة غير واثقة في مشاعر زوجها تجاهها، وقدرتها على استمالة قلبه، وإثارة الإعجاب بشكلها ومعاملتها، وطريقة كلامها في نفسه، لذلك حاولي أن تتعرفي على ما منَّ الله به عليك من مميزات وإمكانات، في تدينك ومحافظتك، في شكلك ومظهرك، وألا تظهري أمام زوجك إلا في أحسن صورة يراها، في أسلوب حديثك، وطريقة كلامك، ورقَّة تعاملك، فإذا تعرفت على حقيقة ذلك فيك فسوف تزيد ثقتك في نفسك بلا شك.

2. أن تمنحي زوجك قدراً كبيراً من الثقة، فما دام متديناً فسوف يعصمه دينه عن العلاقة المحرمة بإذن الله، وما دام يحبك فما الذي يجعله يتطلع إلى امرأة غيرك، وأن تحذري كل الحذر من الشك وسوء الظن، فإضافة إلى كونها ظلم وتعد، فهي من أسباب إفساد العلاقة الزوجية.

3. أن تتعرفي على الآثار السيئة التي تترتب على الغيرة المذمومة، وأنها نار في قلبك تحرقك، وقيود وضغط نفسي على زوجك يؤذيه، وتوتر في العلاقة الزوجية يقلقها، وعليك أن تستشعري ضرورة التخلص منها.

4. أن تدعي الله بإلحاح أن يذهب عنك هذه الغيرة، فإن الله - عز وجل - قادر على ذلك.

طمأن الله قلبك ووفقك وزقك الذرية الصالحة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply