التأخر الدراسي


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين … وبعد:

التأخر الدراسي مشكلة تربوية ونفسية واجتماعية واقتصادية لفتت أنظار علماء النفس والمربيين والإدارة المدرسية فدرسوا أبعادها وأسبابها وطرق علاجها، ويستطيع كل من مارس التدريس أن يقرر وجود هذه المشكلة في كل فصل تقريباً حيث نجد مجموعة من التلاميذ يعجزون عن مسايرة بقية التلاميذ في تحصيل واستيعاب المنهج المقرر، وفي أحايين كثيرة تتحول هذه المجموعة - لدوافع شتى - إلى مصدر شغب مما قد يتسبب عنه اضطراب في العملية التربوية التعليمية، وذلك لما يعانيه المتأخرون من مشاعر النقص وعدم الكفاءة والإحساس بالعجز عن مسايرة زملائهم، فيحاول هؤلاء التعبير عن هذه المشاعر السلبية بالسلوك العدواني أو الانطواء أو الهروب من المدرسة أو الانتماء إلى جماعات منحرفة يحققون من خلالها حاجاتهم التي عجزوا عن تحقيقها في مجال المدرسة مثل حاجاتهم إلى تأكيد الذات والتقرير وغيرها.

ولقد كان لفطنة المسؤولين والمهتمين بشؤون التربية والتعليم في بلادنا العزيزة دور بارز في وضع الخطط الكفيلة في تتبع هؤلاء المتأخرين حيث نصت الفقرة (188) في الفصل الثامن الذي يتناول التعليم الخاص على الآتي: \" تعنى الدولة وفق إمكانياتها بتعليم المعوقين ذهنياً أو جسمياً، وتوضع مناهج خاصة ثقافية وتدريبية متنوعة تتفق وحالاتهم \" كما نصت الفقرة التي تليها على \" يهدف هذا النوع من التعليم إلى رعاية المعوقين، وتزويدهم بالثقافة الإسلامية والثقافة العامة اللازمة لهم، وتدريبهم على المهارات اللائقة بالوسائل المناسبة في تعليمهم، للوصول بهم إلى أفضل مستوى يوافق قدراتهم.

وفي آخر فقرة من هذا الفصل نصت على أن \" تضع الجهات المختصة خطة مدروسة للنهوض بكل فرع من فروع هذا التعليم تحقق أهدافه، كما تضع لائحة تنظم سيره \".

والواقع أن غالبية الطلاب من الطلاب العاديين إلا أن هناك فئتين فئة الطلاب الموهوبين وفئة الطلاب بطيء التعلم وسوف نتناول في هذه العجالة الفئة الثانية من مفهوم التأخر الدراسي وعلاقته بالتقويم، وأنواع التأخر الدراسي، وأسبابه، والوسائل التي يستخدمها مدير المدرسة للتعرف على الطلاب المتأخرين دراسياً، وفي نهاية المطاف نتناول دور مدير المدرسة في متابعة وعلاج الطلاب المتأخرين دراسياً، وقبل أن نستعرض هذا الموضوع لا بد من الإشارة أن التأخر الدراسي مسئولية الجميع داخل المدرسة.

 

مفهوم التأخر الدراسي:

لقد تعرض مصطلح (المتأخرون دراسياً) في الأوساط التربوية إلى كثير من سوء الاستعمال لدرجة أن البعض أطلقه وأراد به طائفة من ضعاف العقول، ويعبر عنها الآن بطائفة الضعف العقلي الخفيف أو مجموعة التربية الخاصة، وتتراوح نسبة ذكائهم بين 50 و70 - وذلك بتكرار استخدام مقاييس الذكاء المقننة، ويسميها البعض جماعة العاديين الأغبياء أو الأطفال المتخلفين، أو مجموعة الحد الفاصل بين العاديين وضعاف العقول.

 

ومن التعريفات التي توضح مفهوم المتأخرين دراسياً ما ذكره الباحث انجرام بأنهم \" هؤلاء الأطفال الذين لا يستطيعون تحقيق المستويات المطلوبة منهم من الصف الدراسي وهم متأخرون في تحصيلهم الأكاديمي بالقياس إلى العمر التحصيلي لأقرانهم \". ويعرف باحث آخر المتأخر دراسياً بأنه \" الطالب الذي تكون قدراته العقلية غير كافية بدرجة تسمح له بالانتظام أو مواكبة الدراسة في فصله الدراسي، ومن الضعف بدرجة لا تسمح له بمسايرة السرعة العادية لهذا الفصل \".

 

وباستعراض هذه التعريفات للمتأخرين دراسياً نستطيع القول بأن المتأخر دراسياً: تلميذ توفرت له جميع الظروف التربوية التي أتاحت لزميله في الفصل التقدم في الدراسة ولكن التلميذ المتأخر عجز عن مسايرة زميله دراسياً ولم يتقدم في الدراسة ويصل إلى المستوى المطلوب من مثله.

 

لكن المعيار الحقيقي الذي بموجبه يعتبر التلميذ متأخراً إذا أظهر ضعفاً ملحوظاً في التحصيل الدراسي بالنسبة للمستوى المنتظر من التلاميذ العاديين في مثل عمره الزمني، سواءً أكان ذلك راجعاً إلى عوامل عقلية أو أخرى انفعالية واجتماعية ويظهر هذا التأخر في أشكال عديدة فقد يكون عاماً في كل المواد الدراسية وقد وجد أن هناك ارتباطاً واضحاً بين هذا النوع من التأخر وبين الضعف في نسبة الذكاء وقد يكون التأخر محصوراً في عدد محدود من المواد الدراسية وقد اصطلح على تقدير التأخر الدراسي بقياس النسبة التعليمية، وهي:

 

النسبة التعليمية = (العمرالتحصيلي ÷ العمر الزمني) ×100

 

ومن البديهي أن تزيد النسبة التعليمية عن 100 في حالة التلاميذ المتفوقين حيث يكون مستوى تحصيلهم متقدماً عن عمرهم الزمني.

 

أنواع التأخر الدراسي:

للتأخر الدراسي صور شتى تختلف تسميتها باختلاف العوامل المؤدية إلى التأخر فهاك المعوقون تربوياً والمعوقين ثقافياً والمضطربون انفعاليا، وقد يطلق على هؤلاء جميعاً اسم المتأخرين تحصيلياً وذلك لانخفاض نسبة تحصيلهم على مستوى ذكائهم عن المتوسط.

 

ومن خلال ذلك يمكن أن نقسم التأخر الدراسي إلى قسمين:

1. طلاب بطيء التعليم.

2. طلاب متفوقين طرأت عليهم بعض الظروف تسببت في تأخيرهم، وكلا القسمين يحتاج إلى عناية وإلى معرفة الأسباب التي أودت بهم إلى التأخر الدراسي.

 

أسباب التأخر الدراسي:

إن التأخر الدراسي نتاج عوامل متعددة متداخلة تتفاوت في نوعها وتأثيرها من حالة إلى أخرى وبعض هذه العوامل وقتي وعارض، وبعضها دائم، ولهذا ينبغي عند تشخيص التأخـر الدراسي أن نتعامل مع الحالة كوحدة فردية خاصة.

 

ولقد تعددت أسباب التأخر الدراسي لعدة عوامل من أبرزها ما يلي:

1. عوامل عقلية تتمثل في:

 

أ / انخفاض نسبة الذكاء. ب / الضعف في الذاكرة.

 

2. عوامل جسمية:

 

أ / ضعف البنية العامة.

 

ب / الإعاقة الحسية (ضعف السمع أو البصر).

 

ج / العاهات (مثل صعوبة النطق أو عيوب الكلام).

 

3. عوامل شخصية متعلقة بالطالب:

 

أ / الإهمال في أداء الواجبات المدرسية ب / تأجيل الدراسة إلى نهاية العام ج / عدم ال

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply