بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة سريعة ـ ولو غير فاحصة ـ لصحفنا ومجلاتنا تكفيك لتدرك حجم الدعاية لمستحضرات التجميل وعملياته وأحدث المستجدات فيه، التي صارت حديث الساعة، يتولاها عدد من الجهات ابتداء من العيادات الطبية التي كان يفترض أن تتولى زمام الأمر وتنشر الوعي الاجتماعي بما هو ضروري وأخلاقي، وما ليس كذلك، وانتهاء بمجلات المشاغل النسائية التي أقلقها حجم المنافسة من العيادات بعد أن كانت لها السيادة ردحاً من الزمن.
إنَّ من يتأمَّل هذه المساحات الواسعة من الدعايات في مختلف الصحف والمجلات يتساءل بحرقة: هل نحن شعب قبيح إلى هذه الدرجة؟ وهل لدينا عيوب تستحق التنافس الشديد على إصلاحها؟
ولعلَّ من أعجب ما رأيت دعاية لعيادة متخصصة في طبّ الأسنان، وضعت بالخط العريض عبارة \"تمَّ استحداث قسم خاص بالتجميل والعناية بالبشرة.. مع الحصول على خصم خاص عند زيارة القسمين\"!!
لقد بدأنا نشعر أنَّ اهتمام الناس بمظهرهم الجميل، أصبح يطغى على مشاكلهم الحقيقية من الناحية الصحية، فضلاً عن استخدام الصور في الترويج لهذه الإعلانات على طريقة (قبل وبعد)! مع أنَّ الجميع يعلم سهولة التلاعب بالصور وتركيبها في عصر الحاسوب.
لقد استفحلت هذه الدعايات وتعددت إلى أمور لا يشكّ أحد في كونها من الترف والمبالغة في طلب الكمال، كما تناولت أموراً تحتاج إلى وعي بحلها أو حرمتها، وينبغي معه عدم التساهل في الدعاية إليها، حتى طالعتنا بعض الصحف بعنوان: \"بعد عمليات التجميل ستصبح الشيخوخة من التراث\"!!
فهل سيأتي يوم لا نفرِّق فيه بين الصبايا والمتصابيات؟
أما ماذا بقي؟! فهو أن تدرك محلات (أبو ريالين) حجم اللعبة فتتولى إنشاء مراكز لذوي الدخل المحدود مسايرة لرغبات المجتمع، فلا مانع من رفع الحاجب ليسقط بعد أسبوع مثلاً أو يومين، أو تكبير الشفاه بمادة تذوب بعد 24 ساعة، وغيرها من الخدمات الرخيصة كسائر البضائع الرديئة في تلك المحلات!
أما ماذا بعد؟!
فسؤال أترك جوابه للأيام القادمة، الحبلى بالمزيد من العجائب، ما دام ذلك الإنسان قد انشغل بالجسد على حساب الروح!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد