المفاتيح العشرة للشخصية الفعالة ( 2- 3 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نتابع الحديث عن الصفات التي يجب أن تتحلى بها الشخصية التي تريد أن تكون فاعلة ومؤثرة في أي مكان توجد فيه وذلك بعدما تحدثنا عن أهمية أن تكون قوية البنية ومتينة الخلق..ومن بين تلك الصفات ما يلي:

3 مثقفة الفكر: فالعلم والثقافة أصلان من الأصول اللازمة للشخصية الفاعلةº إذ لا يمكن أن يكون المرء مؤثراَ في الناس وهو جاهل ليس لديه ما يعطيه لهم ففاقد الشيء لا يعطيه، خاصة ونحن أمة نزل كتابها بقوله - تعالى -اقرأ.فالشخصية كي تكون فاعلة لابد أن تتعلم وتتثقف باستمرار لأن ذلك مفتاحها إلى التأثير..

أربعة ضوابط تساعد في ذلك:

ليكن لك ورد قراءة يومي لا يقل عن ساعة قد تزيد عند الضرورة.

الصحيفة اليومية من الوسائل الضرورية لإطلاعك على الجديد والمفيد من الأخبار.

ليكن لك دورية تطلع عليها ولتحرص على ذلك.

الوسائل الحديثة للمعرفة كالحاسوب والإنترنت تعد ثورة هذا العصر في مجال الثقافة فينبغي أن نستفيد منهما.

الاتصال المباشر بالعلماء والمثقفين له أثره المباشر في تكوين الشخصية الفعالة. فالمرء يتعلم دائماً من تجارب الآخرين.

لا تظن أنك كبرت على العلم والثقافة. فهما بحر كلما غصت في أعماقه خرجت باللآلئ والدرر.

 

أقوال:

\"كمال كل إنسان يكون بهمة ترقيه وعلم يبصره ويهديه\" (ابن القيم الجوزية)..

\"وإني أخبر عن حالي.. ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب\" (ابن الجوزي).

ويقول الشاعر:

نعم الأنيس إذا ما خلوت كتاب

تلهو به إن خانك الأصحاب

لا مفشياً سراً إذا استودعته

وتنال منه حكمة وصواب

4 ذو عقيدة سليمة: فالعقيدة السليمة هي التي تحمي المسلم من الانحراف والزلل في التفكير. بالإضافة إلى أن معرفة أصول العقيدة هي أصل من الأصول التي يجب أن تتحلى بها الشخصية الفاعلة.

5 صحيحة العبادة: فالعبادة الصحيحة هي الزاد الذي يمد الإنسان بالطاقة الروحية التي تدفعه إلى التقدم والعمل الدءوب المستمر. بالإضافة إلى كونها الطريق إلى مرضاة الله - عز وجل -.

ومما يساعد على صحة العبادة ما يلي:

دراسة الأصول الإسلامية دراسة واعية متأنية ومن منابعها الأصيلة وهي القرآن والسنة.

أداء الفرائض الشرعية على الوجه الصحيح.

الحرص على أداء النوافل ما استطاع المرء. ذلك لأنها مُجلبة لحب الله - عز وجل -. يقول محمد الراشد في كتاب الرقائق إن \"سجود المحراب واستغفار الأسحار ودموع المناجاة: سمات يحتكرها المؤمنون ولئن توهم الدنيوي جناته في الدينار والنساء والقصر المنيف فإن جنة المؤمن في محرابه\".

فمجاهدة النفس لها فوائد عظيمة للإنسانº لأن المرء ما دام مسيطراً على نفسه كان أكثر تأثيراً في غيره، وأكثر قدرة علي اتخاذ القرار الصحيح. فالنفس دائما تأنس إلى الراحة وهذا يتنافى مع الشخصية التي تريد أن تكون فاعلة ومؤثرة. إذاً لابد للشخصية الفعالة أن تجاهد نفسها باستمرار حتى يسلس قيادها فتنطلق في فعل الخير لا تخشى البطش من هذا ولا التنكيل من ذاك فهي تحررت من كل الأمور التي تجذبها إلى الدنيا بكل زخارفها. وانطلقت لا تبغي سوى رضا ربها.

 

وسائل تساعد على مجاهدة النفس:

الاستعانة بالله - عز وجل -.

مجالسة الصالحين.

الوقوف مع النفس عقب كل موقف للمحاسبة والمراجعة.

شكر الله - عز وجل - على الخير الذي قمت به.

الاعتذار للآخرين عند الخطأ واستغفار الله - عز وجل - على ذلك.

المحافظة على أوراد المحاسبة اليومية.

القراءة في سير أصحاب النفوس الصالحة لتتعلم.

مراقبة الله - عز وجل - في كل عمل تقوم به.

استشعار قوله - تعالى -ما يكون من نجوى\" ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى\" من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم (المجادلة: 7)

روي عن سفيان بن عيينة أنه قال: مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها فقلت لنفسي: أى نفس، أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً.. قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي. (1)

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply