الإدارة الأمينة ( 1 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المطلب الحتمي لتعزيز جهود التنمية الإدارية في الوطن العربي:

 كانت ولا تزال التنمية الإدارية في الوطن العربي هدفاً وشعاراً، بل وذريعة أحياناً، يتم من خلالها تخطيط وتنفيذ برامج ومشاريع إصلاح وتطوير أداء الأجهزة الحكومية بالدرجة الأولى، لقد حمل هذا المفهوم عبر الخمسين سنة الماضية عدة معانٍ, بالنسبة للأكاديميين والممارسين في حقل الإدارة، فقد تطور تعريف التنمية الإدارية بادئ ذي بدء من كونها عملية تدريب الإداريين، لتمتد بعد ذلك فتشمل جميع الجهود الهادفة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة من قبل الحكومة، وذلك عن طريق زيادة عدد الأجهزة الإدارية، وتحسين أنظمتها، وزيادة عدد القوى البشرية فيها وتطوير هياكلها التنظيمية، وتبسيط إجراءاتها الإدارية، على أنه وبمرور الوقت قد استقر المقام بهذا المفهوم في الوقت الراهن على التركيز على ضرورة تخلي الدولة عن كثير من الخدمات التي تقدمها فيما سبق، وإسنادها إلى القطاع الخاص، والاهتمام بقضايا الأخلاق والشفافية في الإدارة، دون إغفال بالطبع للجوانب الأخرى المتعلقة بالتطوير الإداري.غير أن المتتبع لأدبيات التنمية الإدارية في الوطن العربي يكاد يجد أن هناك شبه إجماع، بين الباحثين المهتمين بهذا الموضوع، على أن الإدارة العربية لا تزال تعاني مشكلاتٍ, جمة ناجمة عن صعوبة تكيفها مع المستجدات الراهنة تحول بينها وبين تحقيق الأهداف المتوخاة منها، رغم جهود الإصلاح الإداري السابقة في هذا الشأن، بل يمكن القول إننا عل الرغم من مضي ما يقرب من نصف قرن على بدء برامج ومشاريع التنمية الإدارية في الوطن العربي لا نزال نشتكي من كثير

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply