بسم الله الرحمن الرحيم
الذّكاء الإداريّ = قيادة + إدارة:
تكلمنا كثيراً عن الفرق بين القيادة والإدارة، ودافع بعضنا عن القيادة وأيّد آخرون الإدارة. وبدا الأمر كما لو كانت القيادة نقيضاً للإدارة. فظنّ كثير من المديرين أنّ عليهم إما أن يقودوا أو يديروا. لكنّ الفريقين مخطئانº فلا يمكن للقيادة أن تقود دون إدارة، ولا يمكن للإدارة أن تدير دون قيادة.
إدارة الذكاء الإداري:
قيادة
- عقل - قلب
- مقاييس ماليّة - رؤية استراتيجيّة
فالمدير لا يقضي كل وقته في القيادة أو في الإدارة. أحياناً يتحتم على المدير أن يغلق بابه ويمسك بسجلات الحسابات، ويقرر إلغاء بعض البنود وتقليص النفقات وهو هنا يمارس الإدارة. وفي أحيان أخرى يغادر المدير مكتبه ويتواصل مع مرؤوسيه ويستمع إلى مقترحاتهم ويحفزهم على العمل، وهنا يمارس القيادة.
فليس هناك من يستطيع أن يستغني عن الإدارة بالقيادة أو عن القيادة بالإدارة. ولا بد للمدير أن يجمع بين القيادة والإدارة. وهذه هي فكرة الذكاء الإداريّ.
-ففي عام 1996م صرح بيتر دراكر ووارين بينيس بأن المشكلة الحقيقية في مؤسسات الأعمال هي أنها تُدار أكثر مما تُقاد (overmanaged unfilled) وبالفعل كانت الأرقام في مؤسسات الأعمال في هذا الوقت أهم من الأفراد وكان ذلك خطأ.
ب ذكاء وجداني:
- التعامل مع الأفراد (الموظفين والعملاء)والإنصات إليهم وفهم مقاصدهم.
- توليد أفكار جديدة واستعراض البدائل المختلفة باستخدام العصف الذهني.
- مهارات القيادة والتفاوض والإقناع والتأثير في الآخرين وحفزهم.
- البصيرة أو الحاسة السادسة، والقدرة على استلهام السيناريوهات المتوقعة للأحداث.
- إدارة الأزمات والكوارث قبل وقوعها.
تلك هي القدرات الذهنيّة والسمات الوجدانيّة المطلوبة في المدير الذكيّ، وهي على العكس مما يتوقع كثير من المديرين لا تقتصر على مهارات إدارة الأفراد وتطبيقات محاسبة التكاليف.
إذن ما هي المعضلة الإداريّة العصريّة؟
نحن نحيا في فترة عجيبة من فترات التاريخ البشريّ، فبعد أن وصلت القدرات البشريّة الابتكاريّة والتكنولوجيّة والاستثماريّة إلى مراحل غير مسبوقة، تراجعت القدرات الإداريّة بشكل غريب، وكان المفروض حدوث العكس.
*خلال الوقت الذي تحتاجه لقراءة هذا المقال يحدث ما يلي:
- 84 شركة تخرج من السوق.
- منها 6 شركات تعلن إفلاسها.
- 86 شركة جديدة تدخل السوق.
حيث يخرج من السوق على مستوى العالم مالا يقل عن 2000 شركة كل يوم. ويدخل السوق حوالي 2200 شركة جديدة كل يوم.
فهناك تعادل نسبي بين حالات الفشل والنجاح الإداريّ، رغم فرص إنشاء الأعمال والمشروعات، وزيادة الأفكار والتكنولوجيا ورؤوس الأموال المتاحة عن أي مرحلة سابقة في التاريخ البشريّº فلماذا هذا الضعف في النجاح الإداري؟.
أما الآن فقد انقلب الوضع، وأصبحت مؤسساتنا تقاد أكثر مما تدار. فقد سادت المحاباة الشخصيّة، وأصبح المديرون يصدرون أكثر قراراتهم اعتماداً على قلوبهم لا عقولهم. لقد أصبحنا الآن بحاجة إلى جرعات متعادلة من القيادة والإدارة لكي نصل إلى الذكاء الإداري المتوازن.
-على المدير أن يضفي على قدراته الإدارية مزيداً من القيادة الوجدانية. وعلى القائد أن يعادل قدراته القيادية بمزيد من الإدارة العقلانية.
إنّ سرَّ سقوط الشركات الكبرى أمثال (إنرون) هو سيادة القيادة على الإدارة. فقد تعامت هذه الشركات عمّا تقوله الأرقام (الحسابيّة) وأنصتت فقط لما تقوله الرّؤية (الاستراتيجيّة)، فقد عُرِف (جيف سكيلنج) مدير (إنرون) بأنه ينفذ ما يراه مطابقاً للرؤية الاستراتيجية حتى لو كان مخالفاً للأرقام المحاسبية.
-الذكاء الإداري يخصص مجالاً للقيادة ومجالاً للإدارة.فلا يجب أن تحلّ واحدة منهما محلّ الأخرى.فالمدير الحق هو من يضع عيناً يقظة على النتائج وعيناً حانية على الأفراد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد