التقصير في جنب الله يسبب ضعف المناعة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المناعة هي قدرة الجسم على مقاومة الجراثيم والفيروسات وتشمل أيضاً مواجهة السموم بأنواعها والخلل في عمليات التمثيل الغذائي، وضد الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية والجسدية بالإضافة لمقاومة أعراض الشيخوخة.

 

ولجهاز المناعة أهمية كبيرة، ولكن قد يضعف لسبب أو لآخر، مما ينتج عنه أضرار صحية تجعل الإنسان عرضة للإصابة بسهولة بالعديد من الأمراض.

 

في السطور القادمة نعرض لأهمية جهاز المناعة، وأسباب ضعفه، وكيفية تقويته.

 

أساس الحماية

عن أهمية جهاز المناعة يقول الدكتور محمد سعد عبد اللطيف أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة أن المناعة هي الأساس لحمايتنا، وقوة هذا الجهاز تتضح في بعض مظاهر الجسم الخارجي للجسم السليم، ومن قوة أداء أعضائه الداخلية، كما في الحالة الفكرية والعصبية والبدنية التي يتحلى بها صاحب الصحة القوية مثل هدوء الأعصاب واستقرار ضربات القلب وسلامة المنطق وصفاء الذهن مع توافر البشرة النضرة.

 

لماذا تضعف المناعة؟

وعن أسباب ضعف جهاز المناعة يحدثنا الدكتور محمد قائلاً: مستوى جهاز المناعة لدى أي شخص يمكن أن يقوى ويضعف ويعود ذلك لعدد من العوامل متعلقة بأسلوب ونمط الحياة المتبع، ونوعية الغذاء وكميته وعاداته ومستوى السموم التي تدخل الجسم يومياً، والحالة الذهنية التي يعيشها المرء وبالتالي تؤثر هذه العوامل على مختلف جوانب الصحة والقدرة الإنتاجية والحياتية بشكل مباشر.

 

ويكمل بقوله: علاوة على هذا فمن أسباب ضعف جهاز المناعة الجوع وسوء التغذية وتناول الأطعمة التي تعتبر مسممة لأنها تؤثر على تركيبة الجسد البيولوجية، والتي لها آثار ضارة بشدة على جهاز المناعة مثل جميع أنواع الجبن والسمن والزبد والملح والمقليات والمسبكات والجمع بين البروتينات والنشويات في الوجبة الواحدة والمياه الغازية والمعلبات والعصائر الصناعية والحلويات. ومن أكثر العوامل أيضاً تأثيراً بالسلب على المناعة الإجهاد الجسدي والفكري والإرهاق العصبي نتيجة نمط الحياة الضاغطة والتدخين والمخدرات والكحوليات وتعاطي الأدوية على المدى الطويل، والإفراط في النشاط الجنسي، وفقدان الأعضاء الناتج عن الحوادث والصداع والإمساك المزمن والعواطف الانفعالية السلبية مثل الحقد والغضب والحزن والقلق والتعرض للأجهزة الإلكترونية بأنواعها واستخدامها لفترات طويلة.

 

علامات فقد وضعف المناعة

ويوضح الدكتور محمد سعد بعض ملامح وعلامات فقد المناعة وضعفها فيقول: علامات الضعف كثيرة ومنها الهزال والوهن البدني والذهني والإرهاق إثر بذل أي مجهود بسيط والإحساس بالثقل في مختلف أنحاء الجسم وصعوبة الحركة وما يصاحبها من تيبس بالعضلات والإحساس الدائم بالكسل والنعاس مع تكرار الإصابة بالأمراض المزمنة والمعاناة الدائمة للآلام وعدم انتظام المظهر الخارجي للبشرة والجلد وأخيراً ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة مثل ترهل الجلد وضمور وارتخاء العضلات.

 

كيف نقوي جهاز المناعة؟

أما عن طرق الحفاظ على تقوية جهاز المناعة فيوضحها الدكتور محمد سعد على النحو التالي:

للحفاظ على المناعة قوية يلزم التغذية الجيدة المناسبة لحالة الشخص، والتي تحتوي على متطلباته اليومية القابلة للامتصاص والتمثيل والتي تستند على العادات الغذائية الصالحة وتناول مستخلصات للأنواع المناسبة من النباتات البرية للجسد والذهن (التي تزرع بدون كيماويات أو أسمدة صناعية، أو التي تنمو بشكل غير مقصود مثل الشيكورايا التي تنمو مع الفول والبرسيم، وتحتوي على مركبات القُوَى)، مع ضرورة التأكد من سلامة الأوعية الدموية والقلب وقوتها، وممارسة الفروض الدينية والممارسة المنتظمة للرياضات الجسدية والذهنية مع الحفاظ على سيطرة السلوكيات الحسنة مثل الصدق والتواضع والإحسان إلخ، مما يعود على الجسد والذهن بالصحة. مع الاستقرار في العلاقة بيننا وبين الخالق - سبحانه وتعالى - فهذا أقوى العوامل التي تساعد على تقوية جهاز المناعة، مع الحفاظ على السلام الداخلي بين الإنسان ونفسه والقناعة والبعد عن التوتر والعصبية لأنها أكثر ما يضر بجهاز المناعة ويسبب الأورام والسرطانات التي تعتبر أمراضاً مناعة، ويُضاف لهذا الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم يومياً في وقت النوم الطبيعي ليلاً، والنوم مبكراً بعد صلاة العشاء بساعة والاستيقاظ قبل الفجر بساعة، مع صلاة قيام الليل.

 

إخلاص النية لله

ويضيف جانباً جديداً بقوله: تحري النية الخالصة لوجه الله في جميع أعمالنا، ونية تسيير حاجات الآخرين ومساعدتهم تقوي البدن وتقوي المناعة، كما أن أخذ نية التقوت بنية العبادة والسعي في الأرض لإعمارها بالمفهوم الشامل للعبادة، يساعد على تقوية الجسد.

 

ويفسر الدكتور محمد أكثر روشتة الحفاظ على المناعة وتقويتها أكثر لنا فيقول:

الحفاظ على القلب يأتي من خلال ممارسة الرياضة بصفة منتظمة طبقاً للمرحلة العمرية والمهنة والحالة الصحية، فكل إنسان له قدرة وتحمل للجهد تختلف من شخص لآخر. علاوة على الاهتمام بممارسة الرياضة الذهنية التي ترتبط بالروح.

 

نظام رباني للحفاظ على المناعة

وإذا نظرنا للنظام الرباني الذي حدده الله - عز وجل - سنجده مثالياً والكلام لدكتور محمد- ويحافظ على جهاز المناعة، فاليوم الطبيعي لأي إنسان يجب أن يبدأ قبل الفجر بساعة وهذا ما يؤيده العلم، ثم يتناول الشخص أكبر وجبة في اليوم كماً وكيفاً (السحور)، باعتبار إتباع حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه لا نوم بعد صلاة الفجر، وتكون آخر وجبة في اليوم بعد المغرب بساعة (العَشاء)، ويتناول أطعمة أخرى أثناء النهار، علاوة على التقوت بغذاء الروح، والذي توفره العبادات، وقد أثبتت الدراسات أن هذا النظام الحياتي أفضل ما يحافظ للإنسان على مناعته وصحته عامة، إذ يكون أعلى معدل لسكر الدم سواء في مرضى السكر أو الأصحاء يكون قبل الفجر بساعة حيث يقوم الكبد بضخ وتحليل الجيلايكوجين وتحويله على جلوكوز وضخ الجلوكوز في الدورة الدموية، وذلك بهدف توفير طاقة للأعضاء لبداية اليوم، فإذا لم يستهلك هذا الجلوكوز في الحصول على الطاقة والقيام بمهامه اليومية يرتفع معدل الجلوكوز في الدم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply