البدائـل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 ليس هناك في عالم الإدارة مفهوم أهم من البدائل وذلك لأن العملية الإدارية (وهي عملية اتخاذ القرارات) ترتكز بشكل هائل على قدرة المديرين على حصر وتحليل البدائل المتاحة ومن ثم اختيار البديل المناسب وهذه هي عملية صنع القرار في الواقع الإداري.

 

 قد يؤدي المدير هذه المهام بشكل واضح ومكتوب فنكتشفه في التقارير والخطابات والملفات الرسمية وقد يؤدي المدير هذا التحليل والاختيار في مخيلته ولكنه يتضح من خلال اختياراته وتصرفاته.. في كل الأحوال لا بد أن يمر القرار الإداري والإدارة بصورة كلية على نوع من التحليل والفرز للبدائل لاختيار البديل الأكثر مناسبة للمدير وللمنشأة.

 

 وتشكل البدائل مسارات وتصرفات مختلفة تؤدي إلى معالجة مشكلة أو تحقيق هدف وقد تأخذ في أدنى صورها شكل البديل القائل (لا تعمل شيئاً) في حين أن هناك بدائل قد تعني تغيير الوضع برمته فالأول بديل سلبي لا يهتم بأحداث أية تغييرات تذكر في حين أن البديل الثاني يعني باتخاذ قرارات تغير من الوضع القائم.

 

 البديل هو قرار لم يتخذ بعد وهذا يضع التزاما ذهنياُ على المدير الذي يجد نفسه بحاجة ماسة لممارسة نوع من الكهانة والتخيل وتحليل السيناريو ليتعرف على ماذا سيحدث لو أخذنا بالبديل هذا؟ وماذا سيجري لو اتبعنا البديل ذاك؟.. إلى آخره. وهناك تقنيات إدارية متطورة تساهم في معالجة هذه الأزمة وتقديم التنبؤات التي قد تدعم بديل معين على حساب البدائل الأخرى.. ولكن تظل العملية ذات جانب شخصي وعاطفي وليست المسألة عملية 100%.

 

 فكما أن الأب قد يعطف على أحد الأنباء ويعامله معاملة خاصة وفريدة فإن المدير قد يحن إلى أحد البدائل فيظل دائماً مؤيداً لتوجه الإدارة نحو هذا البديل وتجده يدافع عن هذا التوجه دفاعاً مستميتاً ويذب عنه في الاجتماعات واللقاءات الدورية.. ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد بل حتى بعد التطبيق وعندما تظهر مثالب وأخطاء هذا البديل فان المدير المتحمس لهذا التوجه سيحاول أن يغمز عينيه ويبحث عن تبريرات وحجم قد لا تكون منطقية.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply