فن الإشراف على الأسرة في المراكز الصيفية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه إشارات إلى وسائل وأساليب أظن أنها مهمة للعمل في المركز الصيفي، وبعضها من الكماليات للارتقاء إلى مستوى أفضل للمركز.

وسبب كتابتها أمور منها:

1- أنه قد يوجد من الرواد والنواب والمندوبين داخل الأسر من تكون هذه هي التجربة الأولى له

فيحتاج إلى أفكار مسبقة.

2- أنها أفكار بعض من تولى الريادة أو الإشراف فوضعها ليستفيد منها غيره.

3- أن منها أفكارا لم يستطع البعض القيام بها فلربما قام بها غيرهم.

فبسبب هذه الأمور وغيرها كانت هذه الكتابة التي قسمت إلى مباحث وهي كالأتي:

المبحث الأول: أعضاء المركز

هذا البحث يفيد مدير المركز والمشرفين فبه ونخص به الرائد والنائب والمندوبين داخل الأسر لاختلاطهم المباشر مع الأفرادº والمقصود من هذا المبحث (كيف تحرك الأفراد وتستفيد من طاقاتهم):

1- كافئ كل مجتهد في الأسرة ومن ذلك:

* خطاب شكر باسم رائد الأسرة ومختوم من الإدارة إن أمكن (خطاب أسبوعي)

* تعليق اسم المثالي داخل الأسرة

* قدِّم له جائزة رمزيه

* وأقل القليل شكره أمام الأسرة

* تبينه: احذر من تكريم غير العاملين بلا حاجه راجحة لأن فيه مساواة مع العاملين وقد تكون سببا في زرع البغضاء بين الطلاب وبين المشرفين.

2- علق لوحه داخل الأسرة يكتب عليها أن من يقدم فكره جديده فله جائزة وخطاب شكر

3- الشخص الذي يعمل ولا يصيب أفضل من الذي لا يعمل، فلذلك أكرمه.

4- قيد عمل كل عضو داخل الأسرة، على شكل جدول من ثلاث خانات:

| الاسم | العمل | النقاط |

من فوائد ذلك:

* ترتيب الأعضاء عند توزيع الجوائز في نهاية المركز،

* معرفتك لمن يعمل ومن لا يعمل

5- رواد الأسر ونوابهم ومندوبيهم يحتاجون إلى الشكر والتشجيع من إدارة المركز.

6- ادعم إحساس الأفراد بالانتماء إلى المركز و الأسرة بشكل خاص وذلك بالسؤال عن سبب غيابهم وشكرهم عند قيامهم بعمل معين، لأن:

(التقدير من قبل الرائد + العمل من قبل العضو = الأداء المتميز للأسرة)

7- كافئ المجموعة ككل في العمل الذي اشتركوا فيه.

8- اربط أعضاء الأسرة مع بعضهم وذلك من خلال:

* الرحلات الأسرية.

* الزيارات الميدانية والمنزلية خارج المركز.

* وجبة عشاء خاصة بالأسرة.

* العمل خارج دوام المركز.

* إعداد وجبه إفطار للصائمين داخل المركز.

* جعل قمصان عليها اسم الأسرة.

* توزيعهم على شكل مجموعات أسريه مثل(الشعب) وغيرها.

9- لا تنس لوحة الشرف وجدد في الأسماء.

10- جائزة لأكبر غلطه أو موقف طريف حصل لأحد الأعضاء عند قيامه بعمل للأسرة.

ومنها فوائد:

* لكسر الحاجز بين العضو والعمل للأسرة.

* وحتى يتعود العضو على حل المشكلات التي تواجهه بدلا من سترها.

* وحتى يتسنى لرائد أو النائب تصحيح الأخطاء.

11- صور إن أمكن بشريط الفيديو إنجازات الأسرة، وأثناء قيامهم بالأعمال، وكل عضو في الأسرة ثم يوزع عليهم في نهاية المركز.

12- اجعل شعاراً يوضع على كل أعمال الأسرة.

13- كتابة لوحات تشجيعية داخل الأسرة فيها حث على العمل والإخلاص.

14- انشر أسماء المتميزين في الأسرة في الصحيفة الرسمية للمركز أو للأسرة.

15- اسع للفوز باحترام الأعضاء لك وليس بالإعجاب فقط.

16- لا تفرط الاختلاط بالأعضاء اختلاطا يضعك في موقف مهين.

17- لكي تتعرف على الأعضاء الجدد في المركز ضع ورقة يكتب فيها الكل: اسمه وسكنه وسنته الدراسية وأقرب مسجد وموهبته

| الاسم | المدرسة | السنة الدراسية | السكن | أقرب مسجد | الموهبة |

18- حافظ دائما على وضع اسم الأسرة في كل شيء على لوحات الجدران وعلى الجوائز وفي الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية.

19- لنتعلم الانتمائية للمركز كما نتعلم الانتمائية للأسرة ونزرع ذلك في نفوس الأعضاء، وأن نجاح الأسرة بنجاح المركز.

20- أن الكئوس والدرجات وسيله لتحقيق الهدف وليس غاية في حد ذاته.

21- حافظ دائما على الألفاظ البنَّاءة مثل (أحسنت على فعل ذلك، نشكر الأخ فلان، بارك الله فيك) وغيرها.

22- اعلم أن المقصود من الريادة والإشراف على الأسر هو إدارة الأمور المكلف بها وتوزيعها على الأعضاء وليس المقصود منها أن تقوم بعمل كل شيء.

23- إياك و الغفلة عن السبب الرئيس للمركز وهو الدعوة إلى الله لأن من أسباب الغفلة عن هذا الهدف هو التحمس في العمل الأسري وكثرة الأعمال المناطة على المشرفين.

المبحث الثاني: التعامل مع كثرة الأعمال

سبب كتابة هذا المبحث لأن فترة المركز محدود ثم تنقضي وهذه الفترة يجب أن تقدم فيها كل جديدك ولا يحتمل أن تأجل العمل إلى فتره أخرى وينتج عن هذا كثرة الأعمال المناطة على عاتق الأسر وعلى عاتق المشرفين جميعا.

وهذه بعض الأفكار المناسبة في كيفية التعامل مع كثرة الأعمال:

1- الإخلاص والدعاء بأن ييسر الله أعمالك.

2- ابتعد عن المتاعب وبدأ بالخطوة السليمة مثاله (لا تبدأ بإثارة نقطه غير مهمة مع الأعضاء أو الإدارة)

3- خفف من حدة شخصيتك عند بداية المركز.

4- لا تتستر خلف واجهه زائفة تثير عليك المتاعب مثاله(كأن تشعر الأعضاء انك مللت من الريادة أو الإشراف ولكنك مضطر إلى ذلك)

5- لا تنتقد كونك رائدا أو نائب أو مشرف.

6- في البداية كن مستعدا لقضاء المزيد من الوقت للمركز.

7- تعرف على مواطن ضعفك.

8- حاول أن تتغاضى عن تفاصيل قد تشغلك عن المهمات وأحلها إلى غيرك مثاله(الاهتمام بالمشروبات وتوزيعها على الجمهور وقت الحفل المسرحي)

9- لا تتورط في أداء أعمال الآخرين وتترك أعمالك.

10- اطلب النصح من أعضاء الأسرة والمشرفين ومنها فوائد:

*أنها استشارة وهي سنة

* سيشعر أعضاء الأسرة بأنهم مهمين

* تتمكن معرفة عقليات الأعضاء وقدراتهم

* فتح آفاق قد تكون جاهل عنها

* سيضع الأعضاء خيالهم رهن تصرفك

11- من الجميل إشراك بعض المشرفين في البرامج الخاصة بالأسر مثل:

(الرحلات، تصحيح مسابقه، جلسة أسرية)

12- اجعل بعض الأعضاء يشاركونك الإدارة مثل طلاب ثالث ثانوي (يتابعون النظام أو العلاقات العامة أو ميزانية الأسرة أو نظافة الأسرة أو مسئول التجديد والابتكار)

13- إذا كان من المناسب تفويض العمل على من دونك وهو راغب بذلك فافعل لأن فيه تحريك لغيرك.

14- كن متحمسا للعمل بالقلب والجوارح لأن الأعضاء قادرون على تخمين تحمسك للمركز.

15- اجعل من كلمتك عقدا ملزما عليك و بادر بالوفاء به.

16- تخلص من الأفكار غير المنطقية وكن واقعيا في طموحاتك.

17- بالنسبة للرائد والنائب فمن المقترح أن يقتسما الإدارة مثل الرائد يتابع المندوب الرياضي والثقافي للأسرة والنائب يتابع المندوب الاجتماعي والإعلامي.

18- تأكد دائما أن عليك من الأعمال أكثر من طاقتك.

19- من المهم للمشرف عموما (لاسيما للرائد) المشاركة المباشرة في الأنشطة من كتابة مقال إلى لعب كرة قدم.

المبحث الثالث: الأعضاء مثيري المتاعب

عدد ليس بالقليل هم أعضاء ليسوا يتبعون لحلقات تحفيظ القرآن، أو المكتبات الخيرية. ومنهم من ليس على درجه من الالتزام فبذلك يحتاجون إلى تأليف قلوب ومداراه، وأيضا يحتاجون إلى متابعة لأنه قد يصدر منهم أشياء غير مرغوب بها وقد يضر هذا الشيء بالمركز ككل لاسيما أنه يعتبر محضن تربوي..

وهذه الفئة هم من تتمثل فيهم أي من هذه النقاط التالية:

* التي تظهر عليه علامات الفساد جلية ظاهرة.

* المعوقين لأداء الآخرين أو أخلاقهم

* إحداث بلبله داخل الأسرة.

* إلحاق ضرر بالمركز ككل

و من هؤلاء من يجب إخراجه من المركز، وهو من يكون وجوده أضر على المركز من عدمه.

وهناك أشياء سلبية قد نجنيها من عدم متابعة هؤلاء منها:

* ضرره على نفسه بعدم الاستفادة

* ضرره على أقرانه ومن دونه بالإفساد

* ضرره على المشرفين بالإزعاج الذهني والنفسي

* ضرره على المركز بإعطاء السمعة السيئة وقد تدوم

وهناك حلول للتعامل مع بعضهم – وهو من ضرره ليس بكثير-:

1- امنحه كامل اهتمامك ومتابعتك.

2- حببهم إلى نفسك مع زرع احترامهم لك.

3- أشعرهم أنهم مهمين وأنهم مثل غيرهم.

4- انسب لهم الفضل في الأعمال التي يقدمونها.

5- ابدأ بالمديح قبل أن تحل مشكله محدده.

6- الفت انتباه الشخص إلى أخطائه ولو كان بشكل مباشر.

7- قدم لهم النصح أكثر من غيرهم

8- امنحهم دائما فرصه لتوضيح وتصحيح أخطائهم.

9- تحريك طلاب حلقات تحفيظ القرآن المقاربين من أعمارهم بإسداء النصائح لهم.

* تنبيه: قد يكون من طلاب الحلقات من تنطبق عليه وصف (عضو مثير المتاعب)

المبحث الرابع: الاستجابة لأفكار الآخرين

يجمع المركز عقليات أناس كثر، وتأتيك الاقتراحات من كل حدب وصوب، ومن الصغير قبل الكبير وقد تتوارد عليك الاقتراحات فينسي أولها أخرها، لاسيما رائد الأسرة ومشرفي المركز.وهذه بعض الحلول:

1- سهل على الأعضاء الوصول إليك.

2- ساعد العضو في التعبير عن أفكاره، لأن العضو إذا أحس بأن فكرته ستتوقف على قدراته التعبيرية فإنه قد يتراجع وسوف تخسر فكرته بالتأكيد.

3- قد تستمع إلى فكرة أو اقتراح في وقت غير مناسب فقم بإرجاء مناقشتها إلى وقت مناسب حتى تفكر فيها.

4- لابد من ورقات تحملها لتدون الأفكار الواردة إليك.

5- انشغل بالاستماع إلى العضو وأعره كامل اهتمامك.

6- احكم على الفكرة هل هي جيدة أم لا ولا تحكم على أسلوب عرضها عليك.

7- قد يكون مدعي الفكرة مصر على صحتها وأنت بخلافه، فما هو الحل؟

الحل:

*أن تسأله: ماذا يحدث لو استخدمنا فكرتك؟ فإنه سيجيب وتساعده في الإجابة ثم تدخل الآثار السلبية على فكرته..

* أو تأجل النقاش إلى أن يفكر فيها جيدا وهو أفضل من المواجهة.

8- قد تكون أفكار الآخرين غير مفهومه، فلا تحاول تجاهلها ولكن الأفضل أن تشرح له ما فهمته، ثم اعرض عليه ما لم تفهمه واطلب منه شرحها وكثيرا ما توأد أفكار بعدم الالتزام بهذا المسلك.

المبحث الخامس: كيفية إدارة الاجتماعات

وهذا ليس محل البحث فيه ولكن سبب إيراده أنه قد يكون من الرواد أو النواب أو المشرفين من تكون هذه هي تجربته الأولى في ترأس الاجتماع.

والاجتماعات لها أهميه لأن المندوبين في الأسر والنواب يحبون أن يعرفوا مجريات الأمور وأن يحاطوا علما بسير الأمور كي يتمكنوا من معرفة العلاقة بين مجهوداتهم والإنجازات.

فمن هنا سوف نشير إلى أهم ما تحتويه إدارة الاجتماعات:

1- ابدأ الاجتماع في الموعد المحدد واختمه في الموعد المتفق عليه.

2- لا تناقش مسائل ليس لها دخل في الاجتماع، إلا إذا كان بقصد التنفيس وبشرط عدم الإطالة.

3- لا تعقد أي اجتماع ما لم يكن ضروريا.

4- تابع ما أقر في الاجتماع حتى لا ينسي أول الحديث أخره.

5- جدد في مكان الاجتماع إن أمكن.

6- حدد أهداف الأسرة للأسبوع القادم.

7- سؤال النائب أو المندوبين عن سير الأمور.

8- عرض بعض المشكلات الأسرية أو في المركز ومحاولة حلها.

المبحث السادس: فن التعامل مع الإدارة

من أهم ما يواجهه الرائد أو النائب أو المندوب للأسرة هو كسب تفاعل المشرفين على المركز للحصول على إنتاجية أكثر، وهذه بعض النقاط المهمة في الموضوع:

1- تعرف على الأسلوب الشخصي للمشرف في المركز.

2- ارسم صوره ذهنية واضحة لما يتوقعه منك المشرف، وذلك حتى لا يطلب منك ما لا تريد أو خلاف ميولك.

3- اعترف بالأخطاء على الفور. لأن الخطأ اليسير عند التستر عليه قد يتحول إلى كابوس يدمر ثقة المشرفين بك.

4- تكلم بصراحة والقلب مفتوح مع المشرفين.

5- أحط المشرفين علما بآخر المستجدات عن المشكلات التي تواجهها حتى يكونون في الصورة.

6- لا تضخم الأمور تضخيما مضرا.

7- عبر عن اعتراضك بهدوء ولباقة وهذه هي\"اللمسة الذهبية\"في العلاقات مع المسئولين لأن الرئيس دائما يحب الإنسان الهادئ وجرب هذا مع من دونك من الأعضاء.

8- لا تتخلى عن مسؤولياتك من أجل الضغط على الإدارة.

9- عند عرض فكره على المشرفين فكن عالما بالتفاصيل،وعرض الفكرة بشكل موجز ومتكامل ومترابط.

المبحث السابع: كيف تصنع مقرا لأسرتك

وهذا البحث من الكماليات التي تفتح الذهن للمشرفين داخل الأسر،لاسيما أن أغلب الأسر تهتم بذلك وتعطيه حيزا من الاهتمام، وهذا شيء جيد بشرط عدم المبالغة والإسراف فيه.أما النقاط فهي:

1- حدد موقع الأسرة أولا في مكان جيد إن أمكن.

2- صعوبة المقر تكمن في البداية، فكن مستعدا لقضاء المزيد من الوقت لذلك.

3- أشرك جميع أعضاء الأسرة في ذلك.

4- الفكرة البسيطة غالبا ما تكون جيدة وتحصل على الدرجات الممتازة.

5- حاول توزيع الأعضاء على شكل مجموعات وكلفهم بما تريد.

6- اكتب ما ينقصك عن احتياجات المقر ولا تعتمد على الذاكرة.

7- حاول التجديد في المقر أسبوع بعد أسبوع بإضافة شيء واحد ولا يلزم التغيير ككل.

الخاتمة :

هذا العمل هو بقايا من الذاكرة يحتاج للمراجعة،وقد يكون بعضه يناسب في وقت دون وقت، ولكن الأصل أن يتعامل الداعية مع هذه الأفكار بما يتوافق مع الحكمة والموعظة الحسنه، ولكنه جهد من مقل يسأل الله أن يطرح فيه البركة، وأن تكون مثل هذه الكتابة مفاتيح للاستفادة من المركز.

والله - تعالى - أجل وأعلم ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل.