أفضل موظف وأسوأ موظف


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

انطلاقاً من موازنة الكفتين بين الرئيس والمرؤوس فسوف نناقش في هذا الموضوع أفضل موظف.. وأسوأ موظف لكي يعرف كل موظف حقيقته، ويقيّم نفسه من أي الفريقين هو. 

يعتبر الموظف هو الداعم الحقيقي لعجلة التطور والتنمية في المنظمة، ورافد قوي لزيادة الإنتاجيةº بل لا يمكن أن يتصور أن نكون هناك نجاحات بدون موظفين يقفون وراء هذه النجاحات. 

لقد اتفقنا على أهمية الدور الذي يلعبه الموظف في المنظمة، بيد أن الموظفين ليسوا كلهم على نمط واحد فهم يتفاوتون في الأفضلية، لذلك تسعى المنظمات جاهدة على اجتذاب الموظفين الجيدين لأنهم يحققون أهداف المنظمة على أكمل وجه، بينما تتجنب أو تُقيل الموظفين السيئين الذين ينخرون في المنظمة جذور الفشل والإفلاس. 

لقد وضع العالم (دويكلاس مايكروجر) نظريته المشهورة حول نوعية الموظف النفسية، وكيفية التعامل معه، فهذه النظرية تقسم الموظفين إلى مجموعتين: 

يقول: Anne Bruce و James.s. pepitone في كتابهما "فن التحفيز":

1- مجموعة (x)

تفترض أن العاملين لا يحبون العمل بطبيعتهم، ولذلك يجب أن يكونوا تحت إشراف مباشر، وهم كسالى وغير طموحين، ويتجنبون تحمل المسؤولية كما أن هدفهم هو الأجور فقط.

2- مجموعة (Y)

تفترض أن العاملين محبّون للعمل أصلاً، ويجب أن تتوفر لهم الفرص للإنجاز على أعلى المستويات، ويميلون إلى تحمل المسؤولية والإبداع والإخلاص في العمل كما أنهم متفانون في عملهم.

ونحن نرى أن هذه الافتراضات للموظفين تتأثر بنوعية العمل وبيئة العمل ونظام المنظمة ونوعية الموظفين.

إن الموظف الجيد هو بُغية المنظمات فتراه شعلة من الحماس والحيوية والعطاء فضلاً عن خلقه وسمته ووقاره وقيمه الثابتة التي لا تتأثر بالظروف أو الأحداث، تراهُ إيجابياً في مواقفه مع زملائه متقناً لعمله، منتجاً أينما كان، فأينما وقع نفع، فنجده محل تقدير الرؤساء والمرؤوسين بل تجد أن العلاوات والمناصب تلاحقه والفرص تتوالى عليه.

أما الموظف السييء فتراه سلبياً في عمله، فهو يؤخر العمل ولا يكترث به، وإن قام به ففيه من المثالب والأخطاء ومبدؤه ما لم ينجز اليوم ينجز غداً، وما لم ينجز غداً... ينجز بعد شهر...، فضلاً عن سوء علاقاته مع رؤسائه وزملائه في العمل فهو كالتفاحة العفنة يجب إزالتها أو إزالة العفن منها. والمشاهد أنه يستحيل أن يقر الموظف السييء بسوئه، بل ربما يعلق سوءه بالآخرين أو بالعمل، بل يرى نفسه أنه ضحية للآخرين، ويعمل ما في وسعه في سبيل إبعاد السوء عن نفسه.

وهنا قد يثار تساؤل وهو:

نرى أن العمل دائماً يوكل إلى الموظف الجيد، وترمى عليه أحمال وأعباء العمل لكونه حريصاً على العمل ومتقناً له، بينما نرى الموظف السييء لا يلزم بالعمل الشاق، وإن كان لا بد من عمل فهي أعمال روتينية لا تقدم ولا تؤخر فهو شبه (في إجازة) على مدار العام، والمشكلة أن ما يتقاضاه من أجر قد يكون مساوٍ, أو أكثر مما يتقاضاه الموظف الجيد!!.

هذا التساؤل واقعي ولكنه ليس منطقياً، إن الموظف الجيد هو محل ثقة واعتزاز وتقدير واعتماد المسؤولين عليه في إنجاز العمل، ولا يمكن أن يستغنى عنه لأنه مكسب للمنظمة، وعندما يقدم طلب نقل إلى مكان آخر واستقالته تحدث في المنظمة فجوة يصعب ملؤها إلا بمثل هذا الموظف الجيد، بينما الحال في الموظف السيئ يحدث النقيض فلا هو محل الثقة أو التقدير أو الاعتزاز من الجميع، ويمكن أن يستغنى عنه في لحظته، أما حالة الفرح والسرور فعند طلبه للانتقال أو الاستقالة.

 

هناك معايير يمكن من خلالها معرفة أفضل موظف.. وأسوأ موظف. 

أفضل موظف

أسوأ موظف

إنتاجيته عالية

إنتاجيته معدومة

محل ثقة الآخرين

لا يثق به الآخرون

منجز للعمل

معوَّق للعمل

ذو سمعة طيبة

ذو سمعة رديئة

يستمتع بالعمل

يتململ من العمل

قيم ومبادئ ثابتة

قيم ومبادئ متغيرة

لا تؤثر مشاكله الخاصة على العمل

يربط مشاكله الخاصة بالعمل

يعترف بخطئه ويعتذر منه

يلقي أخطاءه على الآخرين

يصل إلى عمله نشيطاً

يصل إلى عمله متثاقلاً

يحب التطور والتدريب

يحب الراحة والركود

يهتم بتحقيق الأهداف والإنجاز

يهتم بانتهاء الدوام والشهر

                                     

فقيّم نفسك (بتجرد)، وإذا وجدت خيراً فاحمد الله وإذا وجدت غير ذلك فأنت الخصم والحكم، وإذا أردت أن يتغير مَن حولك فغير نفسك.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply