بسم الله الرحمن الرحيم
الطموح نحوَ الكمال من دواعي النفس الشامخة، و الرغبة في التقدٌّم على الأقران غريزة و جِبِلَّة، و ليس هذا إلا في مقام المحامد و الممادح، لكن أن يكون السعي إليها إخلالاً من حيث ألاّ شعورية فهو مكمنُ الآفات، وموطن الزلات.
إن من علائم الناجح أن يكونَ مَرِناً في تسييرِ برنامج أهدافه، و أن يكون مُسدِّداً مقارباً، فلا هو الأخاذُ بالأمور بشدة، ولا هو المتساهلُ بإتمامها.
وحقيقةُ المثالية ليست في إتمامِ العمل كمَّاً، بل هي في أمرين ذوَي بالٍ,:
الأول: إتقانه كيفيةً، و هو الأساس و الأصل.
الثاني: في احترامِ العمل ونتائجه.
فهذان الأمران هما من الأمور التي تُمثِّل حقيقة المثالية في أداء العمل، أما ما يكون من المباهاة في الكماليةِ و الصورة الحسنة _ مع الإخلال بأحد هذين _ فليس من المثالية إلا في الدعوى.
ومن هنا نعرف أن كثيراً من الإداريين واقع في شِباك الزيوف المثالية، فليس هو الذي ظفر بإتقان العمل في كيفيته، و لا هو الذي احترمَ نتائجَ عمله.
و لكلٍّ, من الأمرين مهام مختصةٌ به:
فمن مهام الإتقان أشياء:
1. رَسمُ معالم العمل وأهدافه.
2. تحديدُ آليَّاته وإمكانياته.
3. مرونةُ التعامل مع العمل.
ومن مهام الاحترام:
1. السرعةُ في اتخاذ القرار، مع معرفة بواعثه.
2. نظرةُ التقدير لنتيجةِ العمل، و اعتبارُ الفشل فيها خطوة نجاح جبار، و كما قيل: النجاح في أحضان الفشل.
3. احترام عملِ الآخرين، فليس كلٌّ عاملٍ, أخطأ في نظرك هو مخطيءٌ في ذاته، و ليس كل محسنٌ محسناً.
و هذه من أسس النجاح في العمل _ أيَّاً كان _، و إن أبعدَت ففي العملِ خللٌ كبيرٌ لن يُؤتي نتيجته.
إن قضية المثالية من القضايا الإدارية التي عُكِسَ الفهم لها، و معالجتها من الأمور المهمة جداً، و هذا مدخلٌ بسيط.
و قد كان من جميلِ التفاؤل أن جُعلَ الفشل ممتعاً، ومن قبيح ما يستعمل أن يكون لمبدأ المثالية طابع الفشل.
متى؟!
إذا استعملَ في غير حق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد