بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تدلف إلى ذلك المبنى الأبيض، ليس لك إلا أن تسبل مدامعك
وتكتم أنفاسك....
وتنكس أبصارك...
لأنك لن تسمع إلا آهات الأمومة...
وأنات الطفولة.....
أما وجوه الأطفال فهي واجمة حزينة...
شاردة اللبّ....
ذاهلة العقل.....
قد غاب عنها رونقها وبـهاؤها وأسبغ عليها الموت رداء الصفرة والنحول!!!
أطفال.. ولكنهم خلوا من عبث الطفولة...
فلن تخفق قلوبـهم لسماع تغريد العصافير..
ولن يتراقصون تحت أشعة الشمس المتلألئة..
تعجب عندما ترى إصرار البنيات الصغيرات على ارتداء القبعات لتغطية رؤوسهن اللامعة؟؟
وقد تشبثت أيديهن بعرائس صغيرة، ليداعبن خصلاتها الصغيرة بين الفينة والأخرى، ولسان حالهن يقول: قد كان لى يوماً شعرٌ مثله؟!!
الطفلة \" بشاير الزهراني \" رسمت باقة من الزهور وكتبت عليها \" رب إنى مسني الضر وأنت ارحم الراحمين\"؟؟؟؟
\" عمار\" رسم منزل وغيمة وكتب عليها: هذه الغيمة تمطر علينا قطرات من الرحمة والشفاء العاجل لي ولكل مريض بإذن الله؟؟؟؟
هؤلاء هم أطفال السعودية الذين رضعوا الإيمان مع حليب أمهاتـهم فنمت أجسادهم الطاهرة...
وقد تدفقت الدماء في عروقهم...
وسرت البركة في أوصالهم..... فلعمري لا تعلم أيهما كان أسبق؟!!
هؤلاء هم نزلاء \"مركز الملك فهد لأورام الأطفال ومركز الأبحاث\" بالرياض خلف جامعة الأمام محمد بن سعود. والذي تفضل ببنائه رجل مفضال هو\" الدكتور: ناصر الرشيد والذي بناه على نفقته الخاصة بتكلفة 400.000.000اربع مائة مليون ريال بعد ان منّ الله عليه بشفاء ابنه من السرطان، وأدرك القيمة العالية لمتطلبات العلاج، والتي لا يستطيعها الكثير من أبناء هذا البلد.
والذين وصلت أعدادهم سنويا حسب تقرير جمعية سند إلى ألف طفل يصاب سنويا في المملكة.
أما آخر إحصائية عن أورام الأطفال في المملكة عام 2000فقد كانت اكبر نسبة 32% هى للوكيميا (ابيضاض الدم).
15% سرطان المخ والجهاز العصبي، (مجلة أطفالنا عدد 3 -2004)
وقد بلغ عدد المنومين بالمركز خلال الفترة 1997- 2003م 11875طفل.
وعدد المراجعين من عام 1417هــ1424 هـ 8630 طفل.
والغالبية من هذه الأسر كانت من الأسر الفقيرة! والذين يفدون من أرجاء المملكة ولا يجدون المأوى المناسب وخاصة أن إقامتهم تمتد لعدة أشهر!!
فجاء الرجل المفضال المهندس: ناصر المطوع ليبنى على نفقته الخاصة سكن المطوع الخيري بقرب المستشفى وتبلغ سعته (43) غرفة.
إنه شاهد من الشرفاء يعجز عن ضربه كثير من العظماء... ولكن تبقى هناك مئات الأسر تتجرع الغصات.. وتختنق في صدرها الآهات.. وتعانى الويلات؟!!!
فهب لمساعدتـهم واذكر ما سطره التاريخ من الأيادي البيضاء لزبيدة زوجة هارون الرشيد، فقد حجت وسقت أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار!!! وأسالت الماء عشرة أميال من الحل إلى الحرم! وقال لها وكيلها: يلزمك نفقة كثيرة؟
فقالت: أعملها ولو كانت ضربة الفأس بدينار!!! فبلغت النفقة ألف ألف وسبعمائة ألف دينار؟!!! ولها آثار كثيرة في طريق مكة والمدينة من مصانع وبرك أحدثتها، ولما حجت بلغت نفقتها ألف ألف وسبعمائة ألف ألف دينار؟!!! (وفيات الأعيان 2314)
لا تمنعن يَد المعروف عـن أحد *** مادمـت مقتدراً فالسعدُ تاراتُ
قد مات قومٌ وما ماتت مكارُمهم *** وعاش قومٌ وهم في الناس أموات
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد