ألا من كلاب لأطفالنا !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المشهد: طفل محمول على الأعناق يساق إلى المقبرة في جمع من الناس، لفحت وجوههم الأحزان. واسودت من الخذلان!

وقلوب تتلظى بنارها، ويعتلج أوارها!! أنه الطفل رقم (50) من الأطفال البالغ عددهم (420) من أطفال مدينة بنغازي الحزينة التي طالتها يد الغدر الآثمة بفعلة دنيئة تعجز عن إدراكها العقول!!

 

في حقن هؤلاء الأطفال في ليلة شتاء باردة سرت إلى أضلاعهم الضعيفة فارتعدت أوصالهم من الحمى، فهبت الأمهات المذعورات، والآباء المنكوبين إلى حملهم إلى المستشفى بغية استعادة ضحكاتهم البريئة، وبسماتهم المشرقة، ولكنهم عادوا بهم وقد ازدادت أحوالهم من سيئ إلى أسوأ وقد سرى فيروس خطير أخذ ينهش في أوصالهم بسرعة البرق، لأنه تم تعديله وراثيا كما ورد عن: فريق من علماء أوروبا برئاسة البروفسور الإيطالي كومنديني قد اثبتوا بدراستهم العلمية المخبرية حول هذا الفيروس وبتقريرهم الموجود من ضمن مستندات القضية. أن هذا الفيروس معدل وراثياً ومعاد خلط مكوناته وأنه لم يطابق آياً من فصائل الفيروس المسجلة بمصرف الجينات العالمي بلندن وأنه قد تم تسجيله وتعريفه باسم فيروس وباء أطفال بنغازي. (صحيفة ليبيا اليوم الخميس 20 أكتوبر 2005)

 

لَقَد مَزَّقَ الحُـزنُ قَلبِي الكَسِيرَ *** وَأَثقَلَنِـي بِالهُمُـومِ الجِسَـام

بِإِحـدَى لَيَالِي الشِّتَـاءِ الرَّتِيبِ *** أُصِيبَ بِرَشـحٍ, شَبِيهِ الزٌّكَـام

نَقَلنَــاهُ لَكِـن إِلَـى حَتفِـهِ *** فَقَد دُسَّ فِي الشَّهـدِ سُمُّ زُؤَام

تَسَـاءَلتُ وَهـوَ أَمَامِـي أَرَاهُ *** يُكَابِدُ أَقسَى صُنُـوفَ السَّقَـام

لِمَاذَا تَمُـوتُ فِـرَاخُ النٌّسُـورِ *** وَخَسفُ الرَّوَابِي عَلَيهَـا تُسَام

 

من قصص الأطفال المحقونين بالإيدز.. مأساة (ضحـــى)

منطقة (الوحيشي) تعكس حالة البؤس والفقر الذي تعيشه بعض الأحياء الليبية والتي أزكمت رائحتها الأنوف... ضحى السيد عماد الدين)، التي تبنى رعايتها بعدما تخلت عنها دار الرعاية التي عاشت بها طفولتها. حقنت حينما كانت نزيلة بمستشفى الأطفال ببنغازي، وكان من المفترض أن يتم تسليمها إلى دار الرعاية أو المستشفى عقب رجوعها من رحلة العلاج، لكن ما حدث أن المستشفى رفض استقبالها، خوفا من انتقال العدوى، وبحجة أنها غير محتاجة للإيواء، وأيضا دار الرعاية رفضت استقبالها، صالح والد الطفلة (فاطمة) قام بتبنيها والقيام على رعايتها قال في مقابلة معه: لقد تعودنا عليها، هي تناديني: ((أبى))، وتنادي زوجتي ((أمي))، أيضا تقدمت بإجراءات إيفادها للعلاج بالخارج على حساب الدولة، التقارير الطبية تقول حالتها صعبة ولابد من علاجها بشكل سريع، ويمكن أن يؤثر التهاب الأعصاب على الدماغ، وقد يسبب لها شلل رباعي!!!؟ فضحى التي عاشت اليتم في طفولتها، ولفظتها مؤسسات الدولة فكفلها هذا الرجل الفقير مع ما يعانيه من عناء لأبنته المصابة؟!!!

 

إنه شاهد من الشرفاء يعجز عن ضربه كثير من العظماء... هذا أحد الأمثلة ولكن تبقى هناك مئات الأسر تتجرع الغصات.. وتختنق في صدرها الآهات.. وتعانى الويلات؟!!!

 

فأين الجمعيات الإنسانية في عالمنا العربي؟ أين المؤازرة والمساندة بالدعم المادي والمعنوي.. من مال ورعاية ودعاء... أليسوا من بني جلدتنا! وينطقون بلغتنا، ويدينون بديانتنا؟؟؟ بلى!.. ولكنها قلوب صخرية، وعيون حجرية.. لا تحزنها أنات الثكالى، ولا تدمعها صرخات اليتامى!! ولهذا لا تعجب عندما تحن الكلاب على فلذات أكبادنا ففي طاعون البصرة سنة 64هـ قال أحدهم: كنا نطوف بالقبائل وندفن الناس، فلما كثروا لم نقو على الدفن فكنا ندخل الدار وقد مات أهلها، فنسدّ عليهم الباب، فدخلنا داراً ففتشناها فلم نجد فيها أحداً حياً فسددنا بابها فلما مضت الطواعين كنا نفتح تلك السدود ففتحنا باباً ففتشناها فإذا غلام في وسط الدار..طرىّ..دهينّّ كأنما أُخذ من ساعته من حجر أمه فبيّنا نحن وقوف على الغلام نتعجب منه إذ دخلت كلبه من شقّ في الحائط وجعل الغلام يحبو إليها حتى مصّ من لبنها ؟؟ (البداية والنهاية8-266).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply