يجمع هؤلاء قاسم مشترك مهم، هو الانسلاخ من العقيدة، والتنكر للثوابت، وتسفيه المجتمعات التي ينتمون إليهاº بحجة المواكبة، والعصرنة والدعوة إلى التطوّر!!
والغريب أنك تجد أعلاماً أكثر منهم موهبة، وأعلى ثقافة وحضوراً، وأكثر انتماءًº لكن وسائل الإعلام، تتجاهلهم، وتغمض أعينها عن إبراز مكانتهم وتعريف الجماهير بهم.
لن أتحدث اليوم عن طعن أدونيس في القرآن والحديث، أو حقده على العروبة والإسلام وشعوبيته، ولا عن سرقاته الأدبية الموثقة، ولا تنكره لكلّ من ساعده في رحلاته وتنقلاته بين البلدان، ولا عن حصوله على تمويل من منظمات مشبوهة!
سأتحدث عن أمر طالما نادى فيه أدونيس، وطالب فيه الأدباء، وهو أن يحمل الأديب هموم أمّته، ويُسخّر أدبه لتصوير واقعها، ويكون الضمير الحيّ الذي يتحسس آلامها، ويسهم في تحقيق آمالها.
فلقد قام أدونيس بزيارةٍ, لبغداد قبل سقوط نظام صدام حسين بأكثر من ثلاثين سنة، ورأى البعثيين يسومون الناس سوء العذاب ويمارسون القمع والديكتاتورية، كما شهد معاناة الشعب العراقي، لكنه هذه المرة نسي أو تناسى واجب الأديب، وبقي صامتاً طيلة تلك السنواتº ليستيقظ ضميره على مدافع القوات الأمريكية، فيستلّ سيفه ليحاصر الشعب العراقي بفكره المريض، ويجلده بلسان الحقد والتشفي والاستهتار، بدل الوقوف إلى جانبه، ومناهضة الاحتلال المخالف لكل القوانين والأعراف الدولية!!
ويأخذك العجب العجابº عندما تجده يعيب على العراقيين صمتهم، مع أنهم كانوا تحت وطأة الديكتاتورية، وكان هو خارج العراق بعد الزيارة، وصمت كل هذه المدة..ولم يكتف بذلك بل تضجّر أدونيس خلال زيارته الموءودة من حجاب المرأة المسلمة في العراق، وساءه منظرُه الذي يدعو للفضيلة، فهو يقول: (ولماذا هذا الحجاب؟ حجاب العودة إلى البيت، خصوصاً في الليل..التقاليد سجن داخل السجن).
صار حجاب المسلمات في العراق تقاليد!! وغاب الجانب الديني والشرعي من ذهنية أدونيس المنهزمة، والذائبة في الغرب.
لم ينجُ من تقريعات أدونيس الشعوبي، خلال تلك الزيارة حتى نهر دجلةº الذي يحاول أن يغمز بالعقيدة من خلال الحوار معه فيقول: (ماضياً كان يسكن على ضفتيك بشراً لا يؤمنون بالوحدانية، وكانوا مع ذلك أكثر إبداعاً وإنسانية من أحفادهم الموحدين!!).
تُـرى لماذا خصّ الموحدين بالذكر؟ ومالذي دعاه إلى سلب الإبداع والإنسانية منهمº مع أن منصفي المستشرقين قالوا: ماعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب!
وهل يفهم من كلامه هذا سوى الحقد على الإسلام وأهله؟!
الإنجاز العظيم لأدونيس خلال تلك الزيارة أنه طلب من الشعرـ وربما من المحتل ـ أن يضع شفتيه على ثدي بغداد!! ليفتح باب التسول والارتزاق من خلال ركوب الموجة في مواكبة الأحداثº وتبرير أفعال المحتلين الذين يبتزون ثروات العراقº فهو يقول: \"ضع أيها الشعر شفتيك على ثدي بغداد\"!! والمسلم المنصف يقول: كان الله في عون بغداد، وعون المسلمين في كل مكان، وردّ كيد المفسدين والمنافقين في نحورهم.
ســؤال: كم يكلف الفيلم الذي يخرجه زياد جرجسº ويحكي عن حياة أدونيس وطفولته، وحبه الأول، بينما نجد عمالقة الأدب العربي وكبار الشعراء في حالة تجاهل من بعض وسائل الإعلام العربية الشهيرة التي تفسح مجالاً رحباً لأمثال (أدونيس) ممن يحقدون على فكر الأمة وتاريخها؟!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد