بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أن المسؤولين في المملكة العربية السعودية يقومون ببذل أقصى جهد لتوفير الرعاية الصحية للحجاج، وتوفير الأدوية اللازمة ومراكز الإسعاف والمستشفيات، إلا أن الزحام الشديد أثناء الحج قد يؤخر المساعدة الطبية بعض الوقت، لذا يقدم لنا الدكتور حسان شمسي باشا (استشاري أمراض القلب بمستشفى الملك فهد العسكري بجدة واستشاري الطب الإسلامي) بعض النصائح الطبية التي تهم الحجيج فيقول:
أنصح كل حاج أن تكون معه حقيبة طبية صغيرة يضع فيها الأدوية اللازمة له، بناء على نصيحة الطبيب المعالج قبل سفره.وقبل أن يبدأ الحاج في رحلة الحج المباركة عليه أن يطمئن على صحته، فيقوم بزيارة الطبيب الإخصائي إذا كانت لديه أمراض قديمة أو حديثة يعاني منها، كما يجب على كل حاج أن يعرف فصيلة الدم عنده وتسجيل ذلك في جواز السفر.وينبغي التأكد من الحصول على اللقاحات اللازمة للوقاية من الأمراض المعدية مثل الحمى الشوكية وغيرها. كما يجب على المرضى الذين يتناولون علاجاً لأمراضهم الاستمرار في تناول الدواء بانتظام، وعدم التقصير في ذلك بأي حال من الأحوال، والإكثار من تناول السوائل ما لم يكونوا مصابين بمرض يمنع ذلك. وينبغي عليهم إعلام الطبيب بذلك.
إن اجتماع الملايين من الناس في مكان واحد لأداء مناسك الحج لا بد أن يؤدي إلى ظروف بيئية صعبة عند بعض الحجيج للأسباب التالية:
الزحام الشديد سواء كان في الحرم المكي أو في الحرم النبوي أو في منى أو عرفات.
الجهد المتواصل في تأدية مناسك الحج.
الحر الشديد في الأماكن المكشوفة.
ولا بد للحاج المسلم من أن يراعي كبر سنه ووضعه الصحي من مرض أو عجز أو عاهة، فلا يغالي في التواجد في الأماكن المزدحمة بشدة، ولا يحمل نفسه ما لا تطيق، فالازدحام الشديد يعرض الحجاج للإصابة بالأمراض المعدية، كما قد يسبب سقوط بعض الحجاج، وخاصة المسنين منهم، مما يعرضهم للكسور والرضوض.
ولما كان الإسلام دين يسر لا عسر، فلا داعي للزحام ورمي الجمرات بعد الزوال مباشرة، كما أفتى بذلك سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وغيره من العلماء الأفاضل، إذ يمكن رمي الجمرات في أوقات أقل ازدحاماً للحجيج.
ضربة الشمس: وعلى الحاج الإكثار من شرب المياه والسوائل في كل الأوقات حتى يعوض ما فقده الجسم من العرق الشديد، نتيجة الجهد المبذول والتعرض للشمس مباشرة، فإذا تعرض الحاج إلى ضربة شمس، ينبغي إبعاده عن حرارة الشمس المباشرة، وتغطية رأسه بالثلج، وتعويضه بالكثير من السوائل ريثما يتم نقله إلى أقرب مركز إسعاف.
وتعتبر ضربة الشمس من أخطر ما يتعرض له الحجاج، وخصوصاً المسنين منهم. وتنجم عن خلل في وظيفة منظم حرارة الجسم في المخ، مما يؤدي إلى ارتفاع شديد في الحرارة لما يزيد عن 40 درجة مئوية، مع صداع شديد، وجفاف الفم والجلد.
وقد يفقد الحاج وعيه، ويعاني من سرعة التنفس والخفقان، وقد يصاب بالإسهال أو القيء.
الشمس والعين: وينبغي على الحاج تجنب الوقوف مدة طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، وخاصة عند المرضى الذين يشكون من التهابات تحسسية أو رمد ربيعي، مع ضرورة ارتداء نظارة شمسية سوداء من نوع جيد.
وفي حال دخول جسم غريب داخل العين ينبغي غسل العينين بغزارة بالماء، وعدم حك العين مباشرة حتى لا ينفذ الجسم الغريب إلى داخل العين، ومراجعة أقرب مركز صحي.
كما ينبغي تذكير الحجاج الذين أجريت لهم جراحات داخل العين منذ وقت قصير (أقل من ثلاثة شهور) قبل الحج بأن عليهم تجنب الإجهاد الشديد، أو السجود الطويل أثناء الصلاة، أو حمل أغراض ثقيلة.
ارتفاع ضغط الدم: يوصى المصاب بارتفاع ضغط الدم بالإقلال من تناول الملح بشكل عام، والإقلال من تناول الدهون، وتناول الأدوية بانتظام، والتأكد من أن ضغط الدم مسيطر عليه.
الكلى: لا بد للحاج المصاب بالتهاب الكلى المزمن من مراعاة النظام الغذائي الموصوف له من قبل الطبيب المعالج. أما بالنسبة للحجاج الذين يعانون من حصيات الكلى، فعليهم الإكثار من تناول السوائل بكمية تصل إلى 3 ليترات يومياً. إذا كان مريض الفشل الكلوي المزمن يشكو من أية أعراض الفشل الكلوي مثل فقدان الشهية والغثيان والقيء، ولديه مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم أو هبوط القلب، فلا ينصح بالسفر للحج في هذه الحالات.
أما إذا كانت حالته مستقرة ويجرى له غسيل كلوي، فينبغي عليه حجز مكان في أقرب مركز لغسيل الكلى بواقع جلستين أو ثلاث أسبوعياً أثناء فترة الحج.
أما إذا كان المريض مصاباً بقصور بسيط في وظائف الكلى ولا يشكو من أعراض الفشل الكلوي فيمكنه السفر.
السكر: لا شك أن نظام التغذية مهم جداً بالنسبة لمريض السكر، وتزداد هذه الأهمية في الحج لأنه يقوم بمجهود ذهني وعضلي كبير.
والغاية الأساسية في النظام الغذائي عند مرضى السكر هو تقليل المواد السكرية والدهون بشكل عام، وخاصة السكر والمربات والحلويات وأشباهها، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه التي لا تحتوي على كمية عالية من السكريات، وتناول الخبز بكميات محدودة.
ويُنصح مريض السكر المصاب بسكر غير مستقر بعدم السفر للحج حتى تتحسن حالته.
ويجب على مريض السكر حمل بطاقة مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، وفيها تشخيص المرض وعلاجه الذي يستعمله والجرعات المحدودة. ويجب أن يتأكد مريض السكر من وضعه الصحي قبل السفر للحج، وينبغي عليه أن يبتعد عن الأماكن المكشوفة وتجنب ضربة الشمس، وأن يكثر من شرب الماء. وإذا حدث نقص السكر فعليه تناول قطعتين من السكر أو ملعقتين صغيرتين منه، وينقل إلى أقرب مركز صحي.
الجهاز الهضمي: ينصح هؤلاء المرضى طوال فترة الحج بتناول الوجبات الخفيفة وخاصة الأطعمة المسلوقة، والامتناع عن المواد المحرقة كالشطة والفلفل وغيرها.
وعلى الحاج التأكد من نظافة الأطعمة وعدم فسادها، وغسل الطعام وطهيه جيداً، كما ينصح بإضافة الليمون والخل.
ويستحسن للحاج قبل السفر أن يجرى له فحص براز قبل السفر، للتأكد من عدم وجود طفيليات في البراز.
الأمراض المعدية: لا شك أن المسافرين بشكل عام والحجاج على وجه الخصوص معرضون للإصابة بمختلف الأمراض المعدية، وخاصة عند المسنين.
مريض القلب: ينبغي أن نتذكر دوماً أن في الحج مجهوداً بدنياً وعقلياً شديداً، لذلك ينبغي على الحاج وخاصة المسنين منهم التأكد من سلامة قلبه، فلا بد له من الكشف الطبي العام للتأكد من عدم وجود ارتفاع في ضغط الدم، أو إصابة بمرض في القلب.
فإذا ما كان المريض مصاباً بذبحة صدرية مستقرة ولا يشكو من أية أعراض، فعليه أن يتجنب الإجهاد الجسدي ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ويتجنب الانفعالات النفسية ويتناول أدويته بانتظام، وعليه أن يحمل معه دوماً أقراص النيتروغلسرين يضعها تحت اللسان إن حدث لدية ألم صدري. أما إذا لم يستجب الألم الصدري أو تكرر حدوثه، فعليه مراجعة أقرب مركز صحي.
أما المرضى المصابون بجلطة حديثة في القلب فلا ينصحون بأداء مناسك الحج، حيث يحتاج المريض إلى فترة لا تقل عادة عن ستة أسابيع قبل العودة إلى الحياة الطبيعية تماماً، شريطة ألا تكون هناك أية آلام ذبحة صدرية بعد جلطة القلب.
ولا يمنع ارتفاع ضغط الدم المسيطر عليه من أداء فريضة الحج بصورة طبيعية، مع الالتزام بتناول الدواء والتقليل من الملح والدهون والانفعالات النفسية.
وصايا غذائية: يجب البعد عن تناول المأكولات المكشوفة، وينصح بتناول المعلبات الجاهزة بعد التأكد من تاريخ صلاحيتها. وينصح دوماً بالاعتدال في الطعام، وعدم ملء المعدة وتحميلها ما لا طاقة لها به، ويجب تجنب الأطعمة التي تسبب عسر الهضم مثل المواد الدسمة والأطعمة التي تسبب غازات البطن كالملفوف والزهرة (القرنبيط) وغيرها.
غسل الخضراوات الطازجة جيداً وإضافة الليمون أو الخل إليها، وغسل الفواكه بشكل جيد.
طهي اللحوم جيداً.
استخدام الوجبات الجافة، والفواكه الطازجة، والمعلبات ذات الصلاحيات السليمة.
تناول المياه المعدنية، أو المياه الجوفية العميقة.
ينصح بتناول سوائل تحتوي على نسبة معقولة من الأملاح لتفادي ضربة الشمس.
الاعتدال في تناول المياه الغازية.
أخذ الملابس الملائمة للجو لاستعمالها بعد انتهاء الإحرام.
اصطحاب مظلة شمسية للوقاية من الشمس.
تجنب التعرض لأشعة الشمس مباشرة.
مراعاة النظافة الشخصية من غسل اليدين قبل الطعام، واستخدام الصابون غير المعطر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد