فوائد الوضوء على عمل الكلى


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

أوجب الله -سبحانه وتعالى- الوضوء شرطاً للصلاة بقوله {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}، لذا نتوضأ قبل أن نقوم إلى الصلاة بغسل اليدين والوجه والرجلين بالماء الطاهر.. وعندما نتوضأ -بعدما أصابنا التعب بسبب السفر أو الاشتغال- يسري النشاط للنفس والحيوية للجسم، حتى يدرك به الإنسان قسطاً وافراً من الوعي والتركيز تمهيداً للصلاة.

عند الوضوء أو تطهير الجسم بالمياه الباردة تحدث تغييرات كثيرة في أجسامنا لأن الماء من أهم عناصر الجسد حيث يشكل أكثر من ثلثي أجزائه الكلية، كما يحتاج الجسم إلى الماء لتبريده عندما ترتفع درجة حرارته بسبب تبخر المياه الداخلية بواسطة العرق، لذا يقوم  الوضوء بدور مهم في تبريد الجسد من الخارج ويساعد على خفض درجة حرارته.

ونرى أن عادة صب المياه على المغمى عليه لإفاقته تنتشر في جميع البلدان تقريباً.

ومن طرق العلاج المعترف بها منذ زمن بعيد إمرار المياه على أجزاء البدن المختلفة لشفاء الأمراض، وقد أمر الله -تعالى -أيوب -عليه السلام- أن يغسل بدنه بالماء البارد ويشرب منه لإزالة السوء منه ويقول: ركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب 42(ص).

وسجل التاريخ طرق العلاج بالمياه، كما صنف في هذا الموضوع كتب كثيرة عن الفوائد الطبية للاغتسال بالماء البارد، ويتمكن بعلاج المياه أن يحتفظ الجسم بمقاومة الأمراض، وكانت موجودة في أوروبا وغيرها حمامات عامة بنيت بهدف الحصول على هذا العلاج.

كلما مس الماء البارد أي جزء من الجسد تقلص شريان الدم فيه، وازداد تدفق الدماء إليه من سائر الجوانب لموازنة درجة الحرارة، وعند  الوضوء تندفع الدماء إلى الوجه واليدين والقدمين وسائر الأعضاء المغسولة.

وخلال جريان الدم من الأعضاء الباطنية إلى الجوارح الخارجية تمتص غدة العرق نفايات الدم وتلفظها إلى الخارج بواسطة حفريات الشعر الموجودة في الجلد، وتختلط هذه الملوثات بماء  الوضوء وينظِّف الجسد منها بعد  الوضوء.

وفي العادة يجري هذا التنظيف بواسطة عمل الكلية بامتصاص النفايات من الدم وإفرازها مع البول، وهكذا عندما يعرق جسم الإنسان تطرح هذه النفايات إلى خارج الجسد كافة وتمكث على الجلد حتى يتم غسلها مع  الوضوء، لذا يساعد  الوضوء على تخفيف عمل الكلى المستمر ويحفظها بقدر ما من الأمراض الكلوية.

ومن الأعمال العسيرة للقلب إيصال الدم إلى الوجه والكفين والرجلين لوقوعها بعيداً عن  القلب، وعندما نتوضأ ينجذب الدم إلى هذه الأعضاء بتغير توازن الحرارة بمس الماء البارد لها، لذا يساعد  الوضوء القلب أيضاً في مهمته ويريحه من أعباء العمل.

وهكذا يحصل بالوضوء البرد والحيوية للأعصاب الموجودة في اليدين والقدمين وسائر الأعضاء المغسولة، وبارتباط هذه الأعصاب بالوريد الرئيس في المخ يجد الإنسان النشاط بعد  الوضوء، مما يقلل من إمكان حدوث  الهم والغم و القلق والتوتر ويدفعها جزئياً.

وجدير بالذكر هنا التذكير بوصية رسول الله (بالوضوء عند الغضب) لأن الوضوء يبرد  النفس والمخ والجسم ويحد من نبض  القلب الشديد الحادث بسبب الغضب ويحمي مرضى  القلب من الإصابة بالنوبة  القلبية بسبب الخوف والغضب.

ويزداد جريان الدم إلى الرأس بعد مس المياه للوجه، ويفيق المغمى عليه كذلك، ويشفى دوار الرأس من الذين يعانون فقر الدم وضغطه.

وفي  الوضوء عندما تبلل  العين والأذن والأنف و اللسان يشتد جريان الدم إلى أعصاب هذه الحواس وينشطها.

كما صار صب الماء الصافي في  العين طريق علاج لأمراض  العين بإزالة القذر والغبار من  العين، كذا ينصح وضع القطن المبلل على جبهة المحمي لكي يحفظه من شدة الحرارة.

والذين يشتغلون بأعمال عقلية شاقة فإنها تُجري إلى دماغهم دماً كثيراً ويمكث فيه ساخناً، وب الوضوء يجد هؤلاء راحة واطمئناناً لتبريد دماء الدماغ.

كل هذا دليل على قدرة  الوضوء على جعل الإنسان واعياً يقظاً قبل الصلاة.

وتدل الدراسات التي أجراها  العلماء في روسيا على أن هناك تأثيراً إيجابياً في دلك الوجوه بما يحميها من أمراض جلدية، لأن العضلات والعروق في الوجه سطحية وقابلة لفائدة التدليك، كإزالة التقلصات والجفاف بتكثيف جري الدم في جلد الوجه، حتى إن نفعه أكبر من استخدام كريمات مستحضرات الجمال.

وأما دلك أجفان العين مع غسل الوجه فيساعد على إزالة الغبار والجراثيم من العين ويحد بصر العين.

كما ينفع الاستنشاق مع الوضوء لشفاء الزكام وفتح سد البلغم في الأنف وإبادة بعض أمراض الحساسية الحادثة بسبب تنفس الغبار وحبوب اللقاح والجراثيم وغيرها.

ودلت الدراسة التي أجريت على الكلاب أن البدن حينما يبرد يزيد مستوي النشاطات الهضمية Metabolic rate  فيها بمقدار 7%، ويحسن بنا أن نذكر في هذا الصدد توجيه النبي (للوضوء قبل الطعام وبعده). كما كشفت البحوث التي أجريت على الفئران أن الغدة الد رقية تنشط عندما يبرد الجسم.

وأوضحت بعض الدراسات أن درجة الحرارة جسم الإنسان ترتفع درجتين عند إثارة عواطفه بسبب الخوف والغضب فتكون مضرة لصحته، وأما  الوضوء فيساعد الإنسان على تثبيت درجة حرارة الجسم الداخلية عند 37 درجة، حيث يعمل الماء البارد على تبريد الجسم، كما يزيد نشاط الإنسان بتبريد أعضائه، حتى إنه أفضل من شرب القهوة والشاي للتنعيش عند الفتور والإعياءº لأنهما يسببان توسيع عروق الدماء بما يحتويان من كافين وسائر المواد الكيماوية.

كما وجد أن درجة الحرارة تنخفض في مناطق الفم واليدين والحنجرة والأذنين إذا وضع القدم مدة ثلاث دقائق في الماء البارد، كما تخفف نبض  القلب أيضاً بسببه، ولا شك أن هذا التغيير يحدث في سرعة عجيبة عند  الوضوء بعد أن يمس الماء سائر الأعضاء.

كما تظهر بعض البحوث أنه يمكن رفع درجة حرارة الجسم من 36 درجة مئوية إلى 38 درجة مئوية بالتوضؤ بالماء الساخن عندما يكون الطقس بارداً، كما يزيد سرعة التنفس من 12 مرة إلى 29 مرة، ويمكن أن نستنبط من هذا التغيير أن بدن الإنسان ينفعل سريعاً للوضوء، سواء أكان بالماء الساخن أيام الشتاء أو بالماء البارد أيام الحر، ويبقى أثره طويلاً في الجسم.

ويرى الفقهاء أنه يستحب التبول قبل  الوضوء، لأن مس الماء البارد للجسم يزيد الباعث على التبول، كما أن الاستنجاء بالماء يعد من فطرة الإسلام وعادة الأنبياء، حيث إنه يحدث تغيير في الأعضاء التناسلية بما تحتوي هذه البقعة كثيراً من العروق الدموية، ومس الماء البارد في هذا العضو أيضاً يبرد الجسم ويخفف أعمال  القلب والدماغ، كما يقوم  الوضوء بدور كبير في حفظ جمال الإنسان لأن جلود الإنسان تتجعد بسبب تعرضها للأشعة فوق البنفسجية من خلال ضوء الشمس، وبمرور المياه على الجلد مرات في اليوم والليلة يقلل من تجفيف الجلد وتجعيده.

وتعتمد شركات ومصانع مستحضرات التجميل على حفظ الحالة الرطبة لطبقات الجلد السفلي باستخدام المواد الكيماوية مثل. Cosmetic Moistures وأما دلك الجلد بالماء البارد مرات كما يفعل في الوضوء فهو أفضل طريق لاحتفاظه برطوبة الجلد.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply