حبوب منع الحيض في رمضان


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

منذ القدم والإنسان يحاول تنظيم نسله، فاستعمل وسائل عديدة لمنع الحمل في الأوقات التي لا يرغب فيها بالحمل، فكان العزل، وقد ورد في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه: "كنا نعزل على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقرآن ينزل". وكانت هناك وسائل أخرى كثيرة لمنع الحمل، ومع تقدم العلم وتطور الطب، ظهرت أنواع كثيرة كالأقراص أو ما تعرف بحبوب منع الحمل، والعزل، والواقي الذكري، والواقي الأنثوي، وفترة الأمان، واللولب.

سوف نتناول بمناسبة شهر رمضان، أحد الاستخدامات لحبوب منع الحمل (ليس لمنع الحمل أو تنظيمه)، بل لمنع الدورة الشهرية لدى النساء في شهر رمضان المبارك.

وسنقدم فكرة موجزة عن أنواع حبوب منع الحمل، فهي تنقسم إلى نوعين:

النوع الأول: عبارة عن حبوب تحوي مركباً من نوعين من الهرمونات الأنثوية، هما "الإستروجين" و"البروجسترون"، وتسمَّى حبوب منع الحمل المركبة، أما النوع الثاني فهو الحبوب التي تحتوي على هرمون واحد وهو "البروجسترون" فقط، وهذه الحبوب تمنع الحمل عن طريق تغيير الهرمونات الأنثوية الموجودة في الجسم، فتمنع الإباضة، ومن ثم تمنع الحمل، ويعتبر هذا النوع من الحبوب من أسهل وآمن طرق منع الحمل، لأنها إذا استعملت بالطريقة الصحيحة فإن نسبة نجاحها في منع الحمل تبلغ 99. 5% تقريباً، وفي حال التوقف عن استعمالها يمكن للمرأة أن تستعيد قدرتها على الحمل مباشرة، وطريقة استخدام هذه الحبوب هي أن تنتظر المرأة بدء الدورة الشهرية القادمة، وعند أول يوم من نزول الدم، تأخذ أول حبة من العلبة لمدة 21 يوماً حتى تنتهي العلبة، ثم تنتظر سبعة أيام دون أخذ الحبوب، وخلال هذه الأيام السبعة، يتوقع نزول الدورة الشهرية، وبعد انقضاء هذه الأيام تبدأ باستخدام العلبة الثانية، وهكذا، أما إذا بدأت المرأة استخدام الحبوب في اليوم الخامس من نزول الدم، فيجب استخدام مانع آخر للحمل لمدة 14 يوماً الأولى من الدورة، ويفضَّل أن تؤخذ الحبوب في وقت معين كل يوم، كأن تؤخذ مثلاً، بعد الإفطار، أو قبل النوم، لا يهم في أي وقت، ولكن الأهم هو أن تؤخذ في الموعد نفسه.

 

كيف تتناول المرأة الحبوب لمنع الدورة الشهرية:

قد تحتاج المرأة لتأخير موعد نزول دورتها التالية كما هو الحال في شهر رمضان أو في الحج، وهنا إذا أرادت المرأة تأخير نزول الدورة الشهرية في ذلك الشهر أو الفترة عليها أن تبدأ بعلبة جديدة من الحبوب مباشرة بعد انتهاء العلبة الأولى، مثلاً إذا أخذت الحبة الأولى من حبوب منع الحمل في أول يوم من نزول الدورة وعند اليوم الحادي والعشرين عليها أن تبدأ بعلبة جديدة وتتناول الحبوب حتى تنتهي العلبة الثانية، وعندما ترغب في نزول الدورة، تتوقف عن تناول الحبوب، وعندها تنزل الدورة بعد بضعة أيام، أي لمنع نزول الدورة لمدة شهر، على المرأة استعمال علبتين متتابعتين من حبوب منع الحمل دون توقف.

ولكن لا ينصح بأن توقف المرأة دورتها الشهرية نظراً لأن هذه العملية تعتبر من الوظائف الطبيعية للمرأة، أو ما يعرف بالخصائص الفسيولوجية، لذا لا ينصح بأن تستمر المرأة في منع نزول دورتها الشهرية لمدة عدة أشهر لما لها من الآثار الجانبية للمرأة.

 

نصائح عامة لتناول حبوب منع الحمل:

-       في حال نسيان أخذ الحبة في موعدها، عليك أخذ الحبة المنسية عند تذكر ذلك مباشرة، حتى ولو كان في اليوم التالي، ثم خذي الحبة التالية في نفس موعدها.

-       إذا كان تأخر الحبة المنسية أكثر من 12 ساعة، فيجب حينئذٍ, استخدام طرق أخرى لمنع الحمل لمدة 14 يوماً، أو حتى بداية الدورة القادمة، أيهما أطول.

-       الإسهال الشديد والقيء يقللان أو يمنعان امتصاص الحبة، وبالتالي يقللان مفعولها، لذا ينصح في حال القيء أو الإسهال خلال أربع ساعات من أخذ الحبة لا بد من أخذ احتياط آخر لمدة 14 يوماً من توقف الإسهال أو القيء، وعلى المرأة الاستمرار في أخذ حبوب منع الحمل في موعدها الطبيعي.

-       إذا احتاجت المرأة لإجراء عملية جراحية يجب عليها أن تتوقف عن تناول حبوب منع الحمل قبل موعد العملية بخمسة عشر يوماً، وعليها باستخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل، ويمكنها استخدام الحبوب مرة أخرى بعد أسبوعين من عودتها للحياة الطبيعية.

-       هناك بعض الأدوية التي تقلل من الامتصاص، وبالتالي من فعالية حبوب منع الحمل كالمضادات الحيوية، أو أدوية الصرع، وفيتامين (ج)، وعلاج الدرن، والحبوب نفسها قد تؤثر على أدوية تمييع الدم، وعلى أدوية السكر، ولذا يجب الحرص عند استعمال حبوب منع الحمل، وإخبار الصيدلي أو الطبيبة المعالجة لأخذ النصيحة عند أخذ أي دواء آخر مع حبوب منع الحمل، أما عند استعمال المضادات الحيوية فعلى المرأة استخدام وسيلة إضافية لمنع الحمل حتى نهاية الدورة.

 

الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل:

-       غثيان.

-       آلام في الثدي.

-       نزول قطرات دم مهبلية لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تختفي تدريجياً مع الاستمرار في أخذ الحبوب.

-       الصداع النصفي أو الشقيقة، وذلك في بعض النساء اللاتي لديهن حساسية من حبوب منع الحمل لذا ينصح بأنه إذا كان الصداع شديداً ولا يحتمل، فإنه يتوجب على المرأة أن تتوقف عن استخدام الحبوب واللجوء إلى وسيلة أخرى لمنع الحمل.

-       الاكتئاب أو الحزن.

-       ارتفاع في الضغط.

 

متى يجب التوقف عن استخدام الحبوب:

يجب التوقف عن استعمال الحبوب في حال:

-       حدوث ألم شديد ومفاجئ في الصدر.

-       ألم شديد في إحدى الساقين أو كلتيهما.

-       حدوث ضيق في التنفس مفاجئ ومستمر.

-       صداع شديد مستمر وغير معتاد، خصوصاً إذا كان للمرة الأولى، أو صاحبه عدم وضوح في الرؤية أو قلة في حدة الإبصار.

 

الرأي الشرعي لاستخدام حبوب منع الحمل لمنع نزول الدورة الشهرية في رمضان:

هناك اختلاف بين الفقهاء في استخدام حبوب منع الحمل لمنع الدورة الشهرية في شهر رمضان المبارك، وذلك لمنع نزول الدورة الشهرية لتتمكن المرأة من إتمام صيام الشهر، فمنهم من أجاز استخدام هذه الحبوب في شهر رمضان لإكمال الصيام، ومنهم من أفتى بعدم الجواز، فقد سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين السؤال التالي:

تعمد بعض النساء إلى أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية ـ الحيض ـ والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد، فهل هذا جائز، وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟

ج: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة وتبقى على ما قدَّره الله -عز وجل- وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية لله -تعالى- حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها ردّ فعل ضارّ على جسم المرأة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا ضرر ولا ضرار"، هذا بغضّ النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء، فالذي أرى في هذه المسألة أنَّ النساء لا يستعملن هذه الحبوب والحمد لله على قدره وحكمته إذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

عيشي طبيعية

-

sara

03:48:12 2015-06-20

الحمد لله على نعمة الإسلام