بسم الله الرحمن الرحيم
تقسم الأمراض التي تصيب الإنسان إلى أمراض عضوية: وهي تحدث نتيجة اضطراب ملموس أو حادث في عضو أو أكثر من الجسم كالكسور في العظام أو إصابة في المفاصل أو الإصابة بجروح أو تمزق عضلي أو تكوين ورم خبيث، وهي تحتاج إلى استخدام الطرق التقليدية في الطب الحديث في علاجها، وأثبتت الدراسات السريرية نجاحها ولا حاجة إلى التخلي عنها والبحث عن علاجها بأحد أساليب الطب البديل، كما يصعب على الجسم الشفاء منها بواسطة الجهاز المناعي أو آليات حيوية أخرى.
وأمراض غير عضوية: ويسميها البعض وظيفية، وهي تضم شكاوي عدد كبير من المرضى، وقد عجز الطب الحديث عن علاج الكثير منها والتوصل إلى تفسير دقيق لأسباب حدوثها، وإنما ظهرت حولها فرضيات علمية واختفى بعضها، ويستعمل على أساسها أدوية كيماوية مثل بعض أوجاع المفاصل والعظام والروماتيزم والصداع وآلام الظهر والقولون العصبي (غير معروفة السبب) ويكثر شكاوي الناس منها، ويستشيرون الأطباء التقليديين عن علاج شاف لها، ولم ينجح الطب الحديث في تفسير حدوث الكثير من هذه الاضطرابات الصحية غير معروفة السبب إنما استهدف في علاج الكثير منها بأدوية تغطي الشعور بالألم ولكنها لا تزيله كليًا، وقد يؤدي استخدام هذه الأدوية الكيماوية إلى إضعاف مقاومة الجسم الطبيعية.
وبالرغم من التطورات الحديثة الرائعة في تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان يزداد اهتمام أعداد كبيرة من الناس في العالم بما يسمى «أساليب الطب البديل Alternative medicine»، فمثلاً استقبلت عيادات الطب البديل بالولايات المتحدة حوالي 435 شخصًا عام 1990م (وهذا يثير التساؤل عن جدوى هذا النوع من العلاج واختلافاته عن الطب البديل)، ويوجد أكثر من مئة مركز لممارسات هذا النوع من الطب في العالم الذي أجازته «منظمة الصحة العالمية WHO»، كما يوجد الكثير من الكليات الجامعية والمراكز الصحية والمستشفيات في العالم التي تدرس أو تمارس أو تنظم عمل هذا النوع من الممارسات الطبية في علاج أمراض الإنسان.
وفي الولايات المتحدة تأسس عام 1993م مكتب خاص بالطب البديل، وصنفت ممارسات الطب البديل فيها إلى خمسة مستويات، وتركز معظم طرق الطب البديل على تحسين الحالة الصحية للمريض عن طريق تغيير نمط حياته العائلية وأسلوب المعيشة وتكوين علاقة أفضل بينه والآخرين.
ويشمل الطب البديل جميع الممارسات التي تقع خارج العلاج الطبي التقليدي بالأدوية والجراحة والإشعاع وسواها، وتختلف طرق الطب البديل المستعمل من مجتمع بشري إلى آخر.
ويستخف الكثير من الأطباء بمعظم أساليب الطب البديل ويرون أنه مجرد علاج نفسي أكثر منه علاجًا عضويًا، ويمارس الطب البديل بشكل واسع في مختلف دول العالم تحت عدة مسميات، منها: الطب الشعبي، الطب الشمولي، الطب الرديف، الطب الموازي، علاج الجسد والروح معًا، الطب المكمل، الطب غير التقليدي، طب المواجهة الأول، «هيموباثي Hoemeopathy»، العلاج بطريقة Biofeed back وطريقة T.N.S.
ويكتشف العلم الحديث يومًا بعد يوم الأضرار الناشئة عن طول استخدام الأدوية في العلاج ومضاعفاتها الصحية في الجسم، كما يسعى عدد متزايد من الأطباء التقليديين إلى تعلم بعض أساليب الطب البديل بعد سماعهم نجاحه في علاج أمراض عجزوا عن المساعدة في شفائها.
في الطب التقليدي مثلاً قد يخضع المريض مثلاً عند تشخيص شكواه من آلام في الظهر إلى إجراء فحوص إشعاعية والتصوير الطبقي المحوري C.T.SCAN يتعرض خلالهما إلى الأشعة السينية ذات التأثيرات الضارة بالصحة، بينما تساعد بعض طرق الطب البديل كالوخز بالإبر الصينية أو العلاج بالضغط لمناطق معينة في الجسم أو الاسترخاء أو العلاج بالايحاء على تخلص المريض من آلامه واستعادة جسمه حالة الاتزان الحيوي دون حصوله على أدوية يكون كثير منها له تأثيرات جانبية سيئة على صحته.
والحق فهناك أسباب كثيرة مسؤولة عن لجوء عدد متزايد من المرضى إلى أساليب الطب البديل سعيًا للشفاء مما يعانونه من أمراض مستعصية، منها:
- يلجأ الكثير من ضحايا الأمراض المستعصية كالأورام الخبيثة إلى الطب البديل بأنواعه بعد عدم نجاح الأطباء والطب التقليدي بشكل تام في علاجها، وعجز الأطباء أو عدم رغبة المريض بمتابعة طرق العلاج التقليدي بالأدوية والإشعاع وسواها، ويفضل بعض عامة الناس اللجوء إلى الطب البديل على طرق الطب الحديث بعد أن عانوا اضطرابات نفسية أو عصبية لم يجدوا لها شفاء عند الأطباء التقليديين.
- قد يلجأ بعض الناس إلى الطب البديل كشيء مكمل للطب التقليدي وما يسمعونه من الأطباء، وهذا يعني ضرورة فهم الطبيب اهتمام المريض وآراءه لتحسين علاقته الشخصية معه مما يساهم في تحسين فرص شفائه.
- كثرة طلب الأطباء من مرضاهم مراجعة العيادات لمتابعة علاجهم وما يقابل ذلك من تطور للمرض.
- زيادة الوعي الصحي للناس في المسائل الصحية.
- خوف بعض الناس من الطرق التقليدية للعلاج ومنها الأدوية والإشعاع العلاجي.
وتقبل بشكل خاص ربات المنازل غير المثقفات السعوديات على استخدام الطب البديل أكثر من باقي قطاعات المجتمع بالمملكة، ويكون مصدر المعلومات عن أساليب هذا النوع من العلاج وفوائده الأصدقاء والأقارب يتناقلونها بينهم خلال لقاءاتهم، وتمارس في المملكة بعض أساليب الطب البديل مثل الكي والحجامة والفصد نتيجة اعتقادات إسلامية راسخة في عقول بعض عامة الناس حول ما جاء في الطب النبوي قبل قرون طويلة، وأسيء فهم الكثير من تطبيقات هذه الطرق الشعبية في علاج الأمراض وخاصة ما عجز الأطباء عنه، وتكثر ممارسات الطب البديل بين سكان البادية، وتكون بعض ممارسات الطب البديل بالمملكة معروفة أو غامضة أو خطيرة على الصحة، كما في حالات الكي والفصد، وتكون سببًا لانتقال بعض الأمراض الخطيرة على الصحة مثل استعمال الحوصلة الصفراوية للخروف في علاج مرض السكر التي عانى معظم مستعمليها من اضطرابات هضمية، وكذلك استخدام بعض المستحضرات النباتية التي تسبب حدوث تسمم كبدي.
لذلك ظهرت حديثًا ضرورة فهم الطبيب طرق العلاج الشعبي الشائع في مجتمعه، كما انتشرت المراجع العلمية حول الطب البديل، وعقدت الدورات التدريبية الخاصة بالأطباء الراغبين في فهم أساليب الطب البديل حتى لا يقفوا عاجزين أمام استفسارات مرضاهم حول رغبتهم في استخدام الطب البديل كوسيلة لحل مشكلاتهم مما يدفع أعدادًا متزايدة منهم إلى مراجعة عيادات للطب الشعبي (بحثًا عن وسيلة للعلاج) وقد تحوي ممارسين غير قانونيين يمزجون بين الخداع والشعوذة في تعاملهم مع ضحاياهم من المرضى.
إن أساليب الطب البديل على اختلافها تهدف إلى إعطاء الجسم الفرصة لمقاومة ما يصيبه من أمراض والتغلب عليها وإعادة حالة التوازن الطبيعي في الجسم، ومن أشهر أنواعه:
- اليوجا
تمكن الهنود من تطوير عملية استرخاء جسم الإنسان إلى فن سموه اليوجا والتأمل النفسي، وتستند هذه الطريقة إلى استرخاء كافة عضلات الجسم الإرادية وتقليل شدة تقلصها، فلا يمكن حدوث الأمراض العصبية أو النفسية أو الاضطرابات العضوية في الجسم مع استرخاء الجسم، فالراحة هي ضرورية للجسم للوقاية من الإصابة بالمرض بأنواعه ويتضح في استعمال اليوجا اتباع ما يلي:
- لجوء الشخص إلى الراحة الجسمية عند شكواه من الإرهاق وممارسة أعماله ضمن حدود إمكانات جسمه دون زيادة.
- الالتزام بالابتسام في وجه الآخرين حتى عند مواجهته مشكلات حياته اليومية.
- التنفس بشكل عميق ومنظم لتهدئة الأعصاب.
- البساطة في المعيشة والتعامل بهدوء النفس مع الآخرين.
- قضاء حاجة الجسم في الذهاب إلى الحمام عند الضرورة وعدم حبس البول.
- التدليك والمساج
التدليك هو فن يمارسه متخصصون فيه بشكل يوفر للشخص متعة جسدية ونفسية وعلاجية لبعض الاضطرابات الصحية التي قد يعانيها، وهو فن قديم عرفه قدماء الإغريق وفي الطب الإسلامي.
ويفيد التدليك في تحسين الدورة الدموية بالجسم وفي تخفيف شدة التوتر العضلي وما يليه من تأثر نفسي. ويعتقد بعض الناس بفائدة تدليك منطقة معينة في الجسم في التخلص من القلق والاكتئاب النفسي وغيرهما، كما يلجأ آخرون إلى تدليك منطقة محددة أو أكثر في الجسم بهدف علاج مرض معين.
- الإيحاء
تكون نفس الإنسان ضعيفة أمام آراء الناس حولها وتتأثر بما يقولونه عنها، ويتصرف صاحبها بناء على آراء الناس وإيحاءاتهم، وبدأ بعض الأطباء بتطبيق هذا الأسلوب في التأثير على مرضاهم لتحسين حالتهم الصحية والنفسية بما سمي العلاج بالإيحاء مثل قول أحدهم لمريضه بأن وجهه شاحب اللون ويبدو متعبًا فيصاب بالقلق والتوتر النفسي، وقد يشعر فعلاً بالتعب ويتغير مزاجه ويلجأ إلى أقرب مكان ليستريح فيه ويفكر في إصابته بأمراض خطيرة، وعند زيارتنا إلى طبيب يفيد إيحاؤه المتفائل بمرضنا في تخفيف شكوانا بقوله إن وجوهنا تبدو أفضل وصحتنا أحسن ولو كان غير ذلك، ويفيد العلاج بالإيحاء النفسي في تحقيق نتيجة إيجابية تصل إلى 50?.
- تدليك القدمين
يعتقد الصينيون بوجود خريطة لمواضع على كف اليدين وباطن القدمين في جسم الإنسان تمثل طاقة مختلف أعضاء جسمه كالرئتين والقلب والكليتين وسواها، وتوجد في هذه النقاط مجالات مغناطيسية فيؤدي الضغط عليها بالأصابع أو تدليكها بطريقة خاصة بأيدي محترفين لهذه الطريقة العلاجية إلى حدوث ردود فعل في منطقة أخرى في جسم المريض وهو ما يسميه البعض علم ردود فعل الجسم Reflexology، ويعتقد بفائدة هذه الطريقة في سرعة شفاء المريض بعد إجرائه عملية جراحية وتخفف الشكوى من آلام الظهر والألم في مناطق أخرى من الجسم وتخفف شدة الصداع وتقلل حدوث نوبات الربو القصبي بما يسميه البعض علاج الأمراض بتدليك كفي اليدين أو باطن القدمين، ويستعملها البعض في برامج إنقاص وزن البدناء اعتقادًا بفائدتها في تنشيط مراكز الشعور بالشبع، فتضعف الشهية للطعام وبالتالي تقل كمية ما يتناوله البدين من طعام تؤدي إلى نقص في وزنه.
- التنويم المغناطيسي
أحيط العلاج بالتنويم المغناطيسي بهالة فيها الكثير من الخرافات وأعمال السحر والشعوذة، وينظر إليه بعض الناس بشيء من الخوف وأحيانًا بالتقديس، وقيل إن الفراعنة استعملوا هذا النوع من الإيحاء ممزوجًا بممارسات علاجية أخرى. ويقوم بعض محترفي استعمال التنويم المغناطيسي بالإيحاء إلى مرضاهم بالشفاء في قولهم بأنهم تحت تأثير مغناطيسي سلط عليهم وقد يحملون قضيبًا من الحديد لترسيخ هذا المفهوم في عقل المريض، ويدعون بقدرة المنوم المغناطيسي في السيطرة على شخص آخر وجعله يفعل ما يريد. ويقال إن التنويم المغناطيسي له قيمة علاجية لبعض الأمراض النفسية والاضطرابات العصبية التي قد يشتكي منها بعض الناس، وقد يستعمل التنويم المغناطيسي كوسيلة للتخفيف من الشعور بالألم كما في الولادة أو في إجراء عمليات جراحية في الأسنان أو في عمليات جراحية أخرى، واستخدم أيضًا في تخفيف الشعور بالألم وفي المساعدة على التوقف عن التدخين وفي علاج الشكوى من سلس البول وتبول الأطفال في الفراش والأرق وأحيانًا في برامج إنقاص الوزن وغيرها.
الاسترخاء الجسمي
يؤدي حدوث التوتر العصبي والقلق بالإنسان إلى تقلص الكثير من عضلات جسمه، وإلى ظهور تجاعيد في وجهه وإلى توتر وألم الأطراف، وقد تتقلص الأمعاء ويحدث ما يسميه عامة الناس مرض «القولون العصبي» ويفيد في علاج هذه الحالات المرضية ارتخاء عضلات جسم المريض للمساعدة على سهولة حركة الدم في الأوعية الدموية لتروية كافة أعضاء جسمه، ويفيد في تحسين حالة استرخاء الجسم تكرار قراءة آيات قرآنية أو ترانيم دينية بصوت هامس وحصوله على نفس عميق ثم إخراجه هواء الزفير عدة مرات بالإضافة إلى تذكره أشياء جميلة في حياته ونسيانه المشكلات وتركيز تفكيره على أن الحياة لا زالت جميلة.
- التأمل
يفيد التأمل في إزالة أسباب القلق والتوتر النفسي التي تصادفه خلال حياته اليومية في هذا العالم، وهو رياضة ذهنية وطريقة للعلاج عرفها قدماء الهنود والصينيون والمصريون، وفيها يسعى الشخص إلى الاستغراق بالتأمل والتفكير لإضفاء الهدوء والسكينة على نفسيته. ويمارس بشكل واسع نوع من أشكال التأمل يسمى «نامباسانا» في منطقة جنوب شرق آسيا مثل تايلاند وسريلانكا ومينامار (بورما) وهي تعني التأمل ونفاذ البصيرة (أي إدراك الأشياء كما هي في أصلها) ويدعي مستعملو هذه الطريقة أنهم يستطيعون السيطرة على الألم الذي قد يعانونه.
- طريقة كي إيكي جاتسو
تستعمل طريقة «كي إيكي جاتسو Ki Iki Jutsu» في تخفيف الألم وزيادة قوة التركيز الفكري وتحسين النوم، وفيها يضع الشخص يده اليمنى على قمة رأسه طيلة ممارسة هذه الطريقة العلاجية، ويضع يده اليسرى لفترة 3 دقائق في المواضع التالية بالترتيب: بين الحاجبين، على الأنف، أعلى عظم القص (نهاية العنق)، منتصف الصدر، أسفل عظم القص، فوق السره، فوق عظم العانة، أسفل البطن، فوق عظم العصعص من الخلف.
- الأشكال الهندسية
تستند هذه الطريقة العلاجية كما قال مخترعها الدكتور المهندس إبراهيم كريم على تنظيم الطاقة الحيوية في جسم الإنسان بواسطة حمله بعض القطع المعدنية وسواها ذات الأشكال الهندسية مثل الدوائر والمثلثات أو وضعها في مجاله، فهي تتداخل مع مستويات الطاقة الذاتية حوله وتعمل على تنظيمها وإصلاح الخلل فيها، فيؤدي ذلك إلى زيادة قدرة الجهاز المناعي بالجسم وتحسين الحالة الصحية للمريض، ويفيد العلاج بالأشكال الهندسية كما يذكر الدكتور كريم في علاج مرض السكر والروماتيزم والربو القصبي، أي تستطيع هذه القطع المعدنية التي يحملها المريض في إصلاح داخل جسمه وزيادة مناعته الذاتية ضد الإصابة بالأمراض، وابتكر مخترع هذه الطريقة العلاجية 400 شكل هندسي لتنظيم مجالات الطاقة حوله وبالتالي علاجه أو وقايته من الإصابة ببعض الأمراض.
وبلا شك هناك ضرورة إجراء دراسات علمية على تأثير الأنواع المختلفة من الأشكال الهندسية على الوظائف الحيوية أو عدمه في حيوانات التجارب ثم تطبيق ذلك على متطوعين قبل تعميم استخدامها.
- تدليك القدمين
يعتقد البعض بوجود مجالات مغناطيسية في مواضع محددة في أسفل القدمين للإنسان، ويفيد الضغط عليها أو تدليكها في حدوث ردود فعل في منطقة أخرى بالجسم، وهناك خرائط لنقاط معينة في الجسم ممثلة في أسفل القدمين، ويقال إن تدليك موضع أو أكثر في أسفل القدمين يفيد في تخفيف الشعور بآلام الظهر والأرق والصداع النصفي وسواها.
- شياتزو
وهي تعبير ياباني يعني الضغط بالأصابع على مواضع معينة في جسم المريض، وكلمة شي: هي الأصابع واتزو: الضغط، وتعتمد على استعمال أصابع اليد في الضغط على نقاط معينة في الجسم للمساعدة على الاسترخاء والإحساس بالنشاط والحيوية، وينتشر استخدام هذه الطريقة بشكل كبير في علاج بعض الأمراض في اليابان، وفي برامج إنقاص الوزن للبدناء مع اتباعهم الحمية الغذائية قليلة السعرات الحرارية وممارسة رياضة بدنية، ويتركز الضغط بالأصابع على أماكن معينة في الجسم وأهمها منطقة فوق الكتفين أو بينهما وتحت الإبطين وإبهام اليدين وخلف الركبتين، ويستطيع الشخص القيام بها بنفسه دون مساعدة الآخرين.
- الكي التقليدي
الكي بمفهومه التقليدي هو تعريض منطقة معينة من جلد الإنسان فترة قصيرة للهب النار أو لقطعة معدنية مسخنة إلى درجة الاحمرار، وفضل الأطباء القدامى استعمال الحديد على غيره من المعادن في عملية الكي لارتفاع درجة حرارة انصهاره وبطء سرعة برودته، وتستعمل في عملية الكي قضبان حديدية ذات أشكال مختلفة حسب المكان المراد استخدامها فيه ودرجة اتساع منطقة الكي.
ولقد وصف لنا الطبيب الجراح الشهير أبو القاسم الزهراوي الذي عاش بين 936 و1013 ميلادية في الأندلس أشكالاً متنوعة من أدوات الكي واستعمالاتها في علاج العديد من الأمراض، وتختلف تأثيرات الكي حسب درجة حرارة الأداة المستعملة فيه، فيعمل الحديد المسخن إلى درجة الاحمرار الأبيض كالمشرط فلا يلتصق بالأنسجة التي يكويها بل يقطعها بسرعة ولا يوقف النزيف الدموي، بينما إذا سخن الحديد إلى درجة الاحمرار القاتم فيمكنه اختراق الأنسجة بدرجة أقل ويلتصق بها ويقطع النزيف الدموي لكنه أشد إيلامًا للمريض، واستبعد الأطباء القدماء استخدام المواد الكاوية في عملية الكي لأن تأثيراتها تتجاوز المنطقة المراد كيها فلا يتحقق هدف عملية الكي في أن يكون تأثيره موضعيًا.
- الحجامة
عرفت المجتمعات البشرية القديمة كالإغريقية والرومانية والصينية الحجامة كإحدى الطرق العلاجية لبعض الأمراض ثم نقلها عنهم عرب الجاهلية إلى بلادهم، واستمر استخدامها في صدر الإسلام ثم أفاض الأطباء العرب الأوائل في ذكر فوائدها في مؤلفاتهم، واستمرت الأجيال البشرية في مختلف أجزاء العالم تتناقل تعاليمها جيلاً بعض جيل إلى يومنا الحاضر، وأصبحت الحجامة إحدى الطرق العلاجية في الطب الشعبي المعروف في المنطقة الممتدة من الصين شرقًا إلى إفريقيا غربًا، ويستعملها بعض الناس بين حين وآخر بعد يأسهم من الأطباء وما وصفوه من دواء أو تيمنًا بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
واختلفت مواضع الحجامة التي اختارها الأطباء القدماء في علاج الأمراض، فشملت معظم أجزاء الجسم كالرأس والظهر والصدر والقدم والمقعدة، في حين ورد في السنة النبوية استخدام الرسول - صلى الله عليه وسلم - الحجامة في الرأس وظهر القدم والأخدعين (وهما عرقان على جانبي العنق) والكاهل ومقدمة أعلى الظهر، ويفضل الحجامون الآن حجامة المرضى في الأخدعين والكاهل.
كل ما سبق لا ينفي حاجة «الطب البديل» إلى بعض الاقتراحات التي تخرجه من فوضى التجربة والمخاطرة وتحيطه بالتقنين والتجربة، ومن هذه الاقتراحات:
- ضرورة إجراء دراسات علمية دقيقة على الفوائد المحتملة لأنواع الطب البديل المنتشر استخدامها لتأكيد بعضها ونفي الكثير منها.
- تنظيم عمل الممارسين لأساليب الطب البديل التي تثبت فائدتها في علاج بعض الأمراض لاستبعاد المشعوذين والدجالين عن استخدامها.
- زيادة الوعي الصحي لأفراد المجتمع حول الطب البديل والطرق الصحيحة لاستخدام بعض الأنواع التي تثبت فوائدها العلاجية ولا تسبب مضاعفات صحية للمرضى.
- دراسة مخاطر استخدام الكثير من ممارسات الطب الشعبي على صحة الإنسان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد