الحجامة بين الشريعة والطب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يوجد في السنة النبوية الشريفة الكثير من الأحاديث التي تدل على الإعجاز العلمي والطبي، فمثلاً الحجامة، فهل يجب على المسلم الأخذ بها أم ينتظر حتى تثبت فوائدها علمياً؟ و هل صحيح أن الحجامة شفاء من كل داء؟

 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد جاء في السنة أن للحجامة فوائد جمة، وأثبت العلم الحديث هذا، غير أن الحجامة لا تكون شفاء لكل داء، وهي إحدى طرق العلاج، والأولى أن تكون تحت إشراف الطبيب.

والحجامة مشروعة في ذاتها، وقد جاءت أحاديث في فضلها، منها:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم العبد الحجام يذهب الدم ويجفف الصلب ويجلو عن البصر) رواه الترمذي

وقد ثبت فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لها، فقد روي (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجرة) البخاري ومسلم

 

وقد أثبت العلم الحديث أن الحجامة قد تكون شفاء لبعض أمراض القلب وبعض أمراض الدم وبعض أمراض الكبد

، وهذا مصداق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (خير ما تداويتم به الحجامة).

 

على أن هذا لا يكون في كل الأمراض، بل لما يثبت الأطباء أن الحجامة فيه نافعة، فلا يتهافت الناس عليها إلا للحاجة، وبعد مراجعة أهل الذكر من الأطباء.

 

ولم يثبت في الشرع ولا في الواقع أن هناك دواء واحدا، يأخذه الإنسان، فيشفى من كل مرض، ومن المعلوم أن الشرع لا يناقض الواقع، وادعاء أن الحجامة شفاء من كل داء لا يقوم له دليل.

 

والدليل الشرعي على أن الحجامة لا تسن في أي وقت، هو أن الفقهاء تحدثوا عن كراهتها إن كانت تضعف من صحة الإنسان وبدنه.

 

وفي فوائدها الطبية يقول الدكتور أمير محمد صالح ـ الأستاذ الزائر في جامعة شيكاغو والحاصل علي البورد الأمريكي في ««العلاج الطبيعي»» وعضو الجمعية الأمريكية للطب البديل:

الحجامة تدرس ويعمل بها في العالم الغربي وهي جزء من العلاج الطبيعي وقال نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - : الدواء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجم وكي بنار.. ثم نهي عن الكي بالنار ولم ينه عن الحجامة وفي حديث آخر يقول: خير ما تداويتم به الحجامة، والله تعالي يقول: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ, ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ يُغشِي اللَّيلَ النَّهَارَ يَطلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنٌّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ, بِأَمرِهِ أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبٌّ العَالَمِينَ) (لأعراف: 54).

 

خلق الله الجسد وجعل له منهجا وأوامر ونواهي، فالأوامر إذا فعلناها صح الجسد وإذا ابتعدنا عن النواهي صح الجسد أيضا، والرسول علمه من علم الله .

 

و الحجامة تفيد في علاج بعض الأمراض وليس كلها.. فهي تودي إلى حدوث تحسن واضح في وظائف الكبد ومرض السكر إضافة إلى بعض أمراض الأنف والأذن والحنجرة، كما أنني حققت خطوات مهمة في علاج الأطفال الذين يعانون من شلل مخي والشلل النصفي حيث سجلت تحسنا ملحوظا في حالات عديدة، كذلك نجحت الحجامة في علاج البدانة والأمراض المتعلقة بضعف المناعة في الجسم وحب الشباب.

 

و عندما يكون المريض مصابا بالبرد أو عند ارتفاع درجه حرارته ويحظر عمل الحجامة لمن بدا في الغسيل الكلوي أو للحامل في الشهور الثلاثة الأولى وكذلك لمن عنده سيوله في الدم. انتهى

وهذا يدل على أن الحجامة مشروعة، لما لها من فوائد، ولكن فعلها يراجع فيه الأطباء المختصون.

والله أعلم.

  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply