جلس في الحافلة المتجهة إلى شمال فلوريدا في مهمة تجارية...عبث بلحيته الكثيفة وهو يحسب حجم الأرباح في هذه الصفقة التي جاءت في ظروف سياسية واقتصادية خاصة... وهو المعتاد على الربح الوفير من صفقاته التجارية المزدهرة منذ حل بهذا البلد.... لم يلحظ النظرات المصوبة إليه كالسهام من طرف الركاب الذين يجلسون أمامه، وتوجسهم خيفة من خلقته... تحسس وجهه بيديه ونظر إليها... فإذا هي بيضاء صافية... مرر يديه على رأسه ليتحسس طاقيته الدائرية الصغيرة فسقطت من على أم رأسه، فالتقطها ووضعها في جيبه إلى حين يتخلص من النظرات الفاحصة الهلعة المصوبة نحوه... وقفت الحافلة عند حاجز دركي (شرطة)، فصعد رجال الأمن والدرك، وأطلقت صفارات الإنذار، وصوبت الأسلحة الرشاشة في وجوه الراكبين مارة بهم وجهاً وجهاً حتى وصلت إلى وجه الراكب ذي اللحية الكثيفة فتوقفت.. وأعطى رجال الأمن إشارة لشل حركة الراكب الفزع دون أن يعرف ما الذي يحصل... أوقفوه عند مؤخرة الحافلة ويداه مرفوعتان للأعلى وصوت أحد رجال الأمن يصرخ في الكتيبة العسكرية التي حضرت للتو على وجه السرعة لعين المكان... ضبطت الإرهابي، ضبطت الإرهابي، صاح بفخر... فما تسمع إلا طقطقة البنادق ورفع أجهزة الهواتف البوليسية النقالة وصمت مرعب من طرف الركاب الذين وضعوا أكفهم على قلوبهم من هول الواقعة... أراد الراكب ذو اللحية الكثة أن ينزل يده إلى أسفل ليأخذ شيئاً ما من جيبه فصرخ الرجال في وجهه. أراد أن يتفوه بكلمات فأسكتوه بضربة من عقب البندقية على الرأس... تململ يمنة ويسرة في حركة خاطفة فإذا بقبعة صغيرة بحجم مؤخرة الرأس تسقط من جيبه.. التقطها ضابط أمن وهو يبتسم في وجوه القافلة العسكرية والاستخبارات: عفواً.. عودوا إلى مواقعكمº فالبلاغ خاطئ.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد