- تربيت على ترتيل القرآن الكريم في حلاوة آياته وطلاوتها.. فهو قمة الإعجاز البياني!!
- صحت طفولتي وانتشت روحي، وتفتحت براعم وجداني على أبجدية اللغة والأدب!!
- كان للطبيعة الصافية والحياة الهادئة والحب المتبادل ومعايشة الشعراء في مدينتي أثر عميق في رقة مشاعري وإثراء موهبتي الشعرية!!
- الشعر تعبير عفوي عن مكنونات النفس، محله القلب، ومبعثه الوجدان يتقد بوهج العاطفة، وينعكس عن مرآة النفس!
- أعظم ما يميّز ديواني (بؤرة الروح) أنه يقطف أزهاره من حديقة الإسلام والإيمان بالله بشفافية الروح الشاعرة!!
- المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن من أنشط المكاتب الأدبية والثقافية وقد أثرى الألفة والأدب بيننا!!
الشاعر الإسلامي علي فهيم زيد الكيلاني شاعر مطبوع، ومهموم بقضايا الأمة الإسلامية وعلى هامش أمسية شعرية له في المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في العاصمة الأردنية التقيناه ليحدثنا عن بداياته الشعرية الأولى في طفولته وتفتح وجدانه الإيماني على القرآن الكريم وأبجدية اللغة والأدب، وعن شعره الذي يقطفه من حديقة الإسلام، وعن فضاءات أخرى في هذا الحوار....
دعنا نتحدث عن البداية، بداية الشعر والوجدان والحلم والحروف الأولى.. كيف كانت؟
بالنسبة إلى بدايتي في قرض الشعر، فكانت منذ بواكير عمري، ونعومة أظافري، وأذكر أن أول قصيدة نظمتها كاملة بعد عدة محاولات وتجارب سابقة كانت قصيدة رثاء لأحد أصدقائي من زملائي الطلاب في الصف السادس الابتدائي، واسمه (تيسير هنداوي)، ولا أذكر منها الآن إلا البيت الأول وقد نظمت بعد ذلك في مراحل دراستي التالية في مناسبات مختلفة عدة قصائد منها (حسان، ذوب السّحر، يوم السلالم، الشاعر، رسالة إلى صديق، وغيرها) ومن قصيدة ذوب السّحر عام 1953م قلت في مدينتي السلط:
مفاتن تجتليهــا كل عين *** فتشخص لا تحيد عن الفلاة
وتذهل كل نفس عن خطاها *** تعثر بالرمال وبالحصــاة
فتهتف دهشة من كل فـج *** إلهي يا بديع الكائنـــات
تخرّ مهابة تعنو خشوعــاً *** تسبح ذا الجلال وذا الهبـات
تجلّى الله آلاءً وسحــراً *** فهذه الأرض محراب الصلاة
وأظن أن السبب في قرضي للشعر في سن مبكرة يعود إلى الجو الذي ترعرعت فيه والبيئة التي عشت فيها، حيث صحت طفولتي وانتشت روحي وتفتحت براعم نفس ووجداني على أبجدية اللغة والأدب عامة، كل ما حولي كان يوحي وينطق بالشعر، ومقوماته القرآن الكريم الذي هو قمة الإعجاز البياني تربينا على حلاوة آياته وطلاوتها مع والدي الذي كان إماماً وخطيباً في أحد مساجد مدينة (السلط) وكان في العهد العثماني مدرساً في مدارسها، كذلك الحياة الهادئة الرضية، والطبيعة الجميلة الخلابة الصافية في ربوع مدينتي، والحب المتبادل من حولنا، كل ذلك وهف حسّي ورقق مشاعري، وأثرى خيالي، وكنت أسمع الشعر التعليمي من أخي الأكبر الذي تخرّج من الأزهر الشريف، وأصبح فيما بعد قاضيًّا شرعيًّا وهو الشيخ عبد الله زيد الكيلاني، كما كان أخي محمد أمين مفتي السلط الآن، ورئيس مشاريعها الخيرية وذواقة للشعر يقرض أحياناً، ويشدو بأجمل الشعر للشعراء الكبار، وكان يلتقي مع بعض الأدباء في بيتنا إذ يعقدون المناظرات الأدبية والشعرية، كما عايشت معظم شعراء العائلة فأثروا في نفسي، وأثروا تجربتي الشعرية ومنهم الشاعر حسن زيد الكيلاني - رحمهم الله - جميعاً- كما قرأت لكثير من شعراء العرب والمسلمين من خلال دواوينهم وأشعارهم المنشورة في الصحف والمجلات.
(الشعر وجع ذات يضيء من شفافية الروح) هل تزيدنا إيضاحاً لهذا القول؟!
الشعر حسب اعتقادي تعبير عفوي عن مكنونات النفس، محلّه القلب، ومبعثه الوجدان يتّّقد بوهج العاطفة، وينعكس عن مرآة النفس، أما العقل فهو الشاهد والمنسق، وأنّى لهذه الشجون أن تتطابق وتتوافق مع شجون كل نفس شاعرة على تعددها وتفاوتها! فالإبداع في أي عمل أدبي شعري تكاد تلمسه بروحك، ويعزف على أوتار قلبك، وتنشبك سحر كلماته وعباراته وتدغدغ حواسّك إيقاعاته وما من أحد باعتقادي إلا ويحمل شاعراً في داخله لو استطاع أن يعبر عن مشاعره، ويفرغ كل أحاسيسه في كلمات نابضة، وعبارات مختاره، إذًا لقرأنا ملاحم من الشعر لا تنضب، وقصائد لا تنتهي، ولأصبح الشعر لغة التخاطب والحوار يسير على أفواه الناس، كل الناس، ناهيك عن لغة العيون التي تكاد تكون من أرق الشعر الصامت وأعذبه وأوقعه في النفس، إلى جانب هذا لا بد للشاعر المبدع أن تتوفر فيه مقومات أساسية في طبيعته وتكوينه النفسي مثل: الإحساس الداخلي (الاستعداد والفطرة)، وشفافية النفس وضوائها، وتدفق المشاعر، وشبوب العاطفة نتيجة التفاعل مع الحدث والتأثر به، وأن يكون لديه قدرة على الإبداع وفي سعة الخيال والصور الشعرية، والتمكن من اللغة وغزارة المفردات، وعلى معرفة ودراية بالعروض من بحور وتفعيلات وأوزان، والشاعر المتميّز من تجمعت فيه كل ما سبق من عناصر ومقومات الإبداع.
من هنا هل لنا أن نقرأ ديوانك (بؤرة الروح) بإيجاز؟
أعظم ما يميّز ديواني (بؤرة الروح) الصادر قبل سنوات أنه يقطف أزهارها من حديقة الإسلام، والإيمان بالله، من خلال شفافية الروح الشاعرة، ففيه عدة قصائد تؤوب إلى الله بصدق إيماني منها قصائد: (الله أكبر، بؤرة الروح، من أين أبدأ، أنا الإنسان، إيقاع الحجارة، وغيرها..) وقلت في القصيدة الأخيرة:
قد شفى قلــــــبي وأحيا أملي *** هبّة الأهل وإيقـاع الحجـارة
أبدعــــــت إيقاعــــها أطفالنـا *** رددوها غــــارة إثــر غــارة
ذلك الإيقــــــاع قد عـــــــبّأنـا *** واستثار الشعب كي يطلب ثاره
إنما أطـــــــــــــفالنا أكبادنــا *** فارتمت في وهجة تلهب نـاره
انتسابك لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.. ماذا يمثل لك؟
في حقيقة الأمر أن المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي في الأردن يُعد من أنشط وأفضل المكاتب الأدبية والثقافية بسبب القائمين عليه من الأساتذة والأدباء ولما فيه من نشاطات زاخرة بالفكر والأدب والثقافة الإسلامية من خلال أعضاء متميزين وجمهور متعطش للأدب الإسلامي الأصيل، وقد أثرى انتمائي لهذه الرابطة ما لديّ من شعر وأدب، إذ تعرّفت على عددٍ, من الإخوة الأدباء والمثقفين المتميزين خلقاً وديناً وثقافة، وساعد على ذلك جو الألفة الذي تبعثه الرابطة بين أعضائها علاوة على إثراء المعرفة والنشاط، وتوسيع المعلومات نتيجة نشاط الرابطة في فعالياتها ولقاءاتها الثقافية الدورية بخبرة المثقفين المنتقين الذين يحملون الإسلام فكراً وأدباً وثقافة وسلوكاً، ولا شك أن هذه اللقاءات والندوات والحوارات بين الأعضاء والجمهور المثقف تثري الألفة والمعرفة بين الإخوة في الرابطة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد