بسم الله الرحمن الرحيم
في القسم الأول من حوارنا مع الدكتور العبده، تكلّم الشيخ الدكتور عن نظرته إلى الداعية الإسلامي في العصر الحالي، وناقشناه حول الطروحات الدعوية، وحاجتنا إلى تغيير في أسلوب الدعوة، وأطروحات القضايا الفكرية والأولويات التربوية، وغيرها..
واليوم، نستكمل مع ضيفنا الكريم، حوارنا الذي بدأناه، لنجول أكثر في فكر الدعوة وتجارب الدعاة ونستعرض الخارطة الدعوية الجديدة.
دكتور محمد، في رأيكم، هل تحتاج المرحلة القادمة لأولويات ترى أنه لا بد من طرح شعارها بناء على الفكرة الدعوية السابقة خلال 30 سنة الماضية وبناء على مستجدات التي حصلت والهزات التي أصيبت بها الدعوة سواء على المستوى السياسي أو الفكري أو الاجتماعي، ما هي الأولويات التي ينبغي على كل من يقصر في الكتابة والتثقيف والممارسة الدعوية أن يأخذها باعتباره؟
أنا أعطي الأولوية في العمل الدعوي لصالح التلاحم مع الشعب ومع الأمةº في شتى أصناف العمل. بمعنى أن يصير فيه التحام بين العلماء والدعاة وجماهير الأمة، وهذه أولوية أراها هامة للعمل الدعوي.
لكن أنا أقصد الطرح الفكري الذي يجب أن ينافح عنه الإسلاميون في الفترة القادمة كطروحات فكرية لعامة الناس أو حتى في المواضع التربوية الخاصة، أو بمعنى آخر: ما الطروحات الفكرية الرسائل الفكرية التي يجب أن يقف طويلاً عندها الدعاة؟
في الواقع توجد الآن قضايا لها صلة بالعقيدة، ويوجد تمييع لبعض الأمور، وهي من القضايا التي يجب أن يعتنى بها ويهتم بها، يعني كما يقال في علم السياسة وغيره، توجد خطوط حمراء، وأعتقد أن هناك قضايا لها صلة بالعقيدة يجب أن يكون فيها خطوطاً حمراء، ويجب أن تبيّن هذه القضايا،
على سبيل المثال، أنا أجد أن قضية الرافضة الشيعة من القضايا التي تعد ذات خطوط حمراء، يجب عدم تجاهلها، وأي تمييع في هذا الموضوع سيؤثر على العقيدة. طبعاً لا أقصد عدم دعوتهم بالحسنى وبالطريقة الهادئة، ولكن أن يقال أنه لا فرق بيننا وبينهم، أو هناك فرق بسيط بيننا، فهذا مما لا يجب أن يكون. خاصة وأن الشيعة يسعون لذلك، دائماً، بينما عندهم مشروعهم الخاص بهم، وهو مشروع ليس في صالح أسلمة العالم، بل ضد أهل السنة. وأعتقد أنه لا يوجد لديهم مشروع آخر إلا هذا المشروع ضد أهل السنة، بل ليس لديهم أي مشروع (كما يدعون) ضد أمريكا أو أوروبا أو اليهود حتى.
أرى أنه لو كان هناك مراجعات صحيحة، فإن ذلك سيوحد صفوف المسلمين، بشرط أن تكون هذه المراجعات نابعة عن صدق نية.
ولا أرى أن مشروعهم فقط يتعلق بالجانب العقدي، بما يخص عقائدهم بالقرآن وبالسنة وبالصحابة وغيرها، بل يوجد مشروع سياسي وهو المشروع الصفوي الإيراني، كتقسيم العراق، والتحالف مع القيادة الشيعية في سوريا، وغيرها.
والذي يعرف ماذا يجري في سوريا وماذا يجري في لبنان وماذا يجري في العراق يمكن ما يتصور الخطر القادم، مثلاً قضايا العصرانيين، صحيح هم فئة قليلة، ولكنهم حقيقة خطرين أيضاً لماذا؟ لأنهم ليسوا مثلاً أعداء للإسلام، بل هم ظاهرياً مسلمين. إلا أنهم يحاولون نفي الثوابت مثل بعض قضايا الولاء والبراء أو الحدود أو المرأة.
وفيما يتعلق بمستقبل المسلمين، أرى أنه من الضروري أن يكون هناك ركن نلجأ إليه، وأعتقد أن هذا الركن هو شيء اسمه أهل السنة. بمعنى أن يكون هناك مشروع مقابل للمشروع الشيعي، مشروع سني لأن أهل السنة هم الأكثر وهم الأصل وهم الذين بنوا الحضارة الإسلامية، فالدولة الأموية سنية، والدولة العباسية سنية، وكذلك الدولة العثمانية، وأكثر المسلمين أهل سنة، وأهل السنة فيهم رحمة، وهذا واقع سابقاً ولاحقاً قديماً وحديثاً، فيهم رحمة وإنصاف وعدل، أما الطوائف الأخرى، فأكثرها تتميز بالحقد أو بالاستعانة بالخارج أحياناً.
فإذن، لماذا لا يكون الطرح أو الاستراتيجية المستقبلية هي قضية أهل السنة. وبالتالي يكون التجديد ضمن هذا الإطار في الطرح الفكري، الطرح العملي الاقتصادي الثقافي هو من خلال هذا المنهج، يجب أن يكون لنا رأي اقتصادي من خلال مرجعيتنا للإسلام وبالتالي نجمع المسلمين على شيء واضح.
ومسألة الخلاف بين المسلمين، ووجود رأي ورأي آخر أمر مرفوض، هذا يمكن أن يكون أمام النصارى واليهود، ولكن أن يأتي أحد المسلمين ويناقشنا بالثوابت الدينية في الإسلام ويقول \"هذا رأي آخر يجب أن تحترمه\"، فهذا أمر مرفوض، ولا يمكن أن يقبل.
هل ستسهم المراجعات متى تم تفعيلها بالنسبة لمسيرة الدعوة في تعزيز التقارب بين الإسلاميين بكل فصائلهم ومدارسهم أم أن هذا سيشجع الآخرين على المطالبة بالمزيد من التنازل حتى في صالح المنهج التمييعي للأصول والثوابت الإسلامية؟
في الحقيقة، أنا أرى أنه لو كان هناك مراجعات صحيحة، فإن ذلك سيوحد صفوف المسلمين، بشرط أن تكون هذه المراجعات نابعة عن صدق نية.
فمثلاً حين أقول \"إن ابن تيمية يصنف الناس ويبين مراتبهم\"، فقد لا تأخذ أنت بهذا التصنيف رغم دقته وانصافه، لأنه يصنف (مثلاً) \"إن الخوارج أفضل من الشيعةº لأن الشيعة يكذبون والخوارج لا يكذبون\"، ثم يقول \"إن المعتزلة أفضل من الخوارج لأن المعتزلة ذبوا عن الإسلام ودافعوا عن الإسلام وألفوا كتباً في تفسير القرآن وغيرها، والأشاعرة طبعاً خدموا السنة\" فلماذا أنا مثلاً أفتح معركة مع أصناف هي قريبة جداً من أهل السنة.
ورغم وجود خلاف، إلا أنني أرى أنه وفق الظروف الحالية والتحديات الكبيرة جداً التي تواجه المسلمين، يجب أن نجد مراجعات من بعض الأصناف، لمصلحة الإسلام والسنة.
قد تكون أمور الخلاف بين أهل السنة وبعض الفئات الأخرى كبيرة أو صغيرة، وقد تكون أمور في العقيدة، لكنهم بشكل عام لا يخرجون عن دائرة أهل السنة، إذن فما المانع من عدم فتح معركة معهم. هذا لمصلحة الإسلام ومصلحة الدعوة أمام الخطر الخارجي.
وأعود وأقول \" إن المراجعات الصادقة تفيد كثيراً في تجمع المسلمين اليوم\".
هذا يقودنا لسؤال آخر، في رأيك في الوقت الحاضر هل تعتقد أن الخارطة الدعوية وجغرافية التيارات الإسلامية في الساحة قد تبدلت بحيث صار ـ وفقاً لتقويم البعض ـ للتيار الجهادي أو لدعاة السلاح اليد الطولى في الساحة فيما تراجعت التيارات التي تتبنى رؤية أكثر حكمة؟
قد لا أوافق كثيراً على هذا الطرح لأننا يجب أن نصر على الجهاد، فهذا الشخص قد يكون يمارس جزءاً من هذا الجهاد، وهذا الجزء واقعي، يعني الجهاد في العراق أو الشيشان أو في الفلبين، هذا لا شك فيه، ولا أحد يستطيع أن يقول فيه غير هذا، ولا أحد يستطيع أن ينكر عليه.
اسمح لنا نقول الطرح السياسي للعمل بهذا؟
هناك أحياناً سذاجة في الطرح السياسي لدى البعض، ولست أدري ماذا أطلق عليه من تسمية، يعني شيء لا يمكن تفسيره أحياناً، خاصة وأنه ليس في مصلحة الإسلام ولا مصلحة الدعوة ولا مصلحتهم. كأن يفجروا مثلاً في دول عربية، هنا ماذا يستفيد هو؟
في العراق أنت تجاهد عدواً واضحاً، ولكن لماذا تريد أن تفجر في مناطق أخرى في العالم.
بصراحة أنا لدي يقين بأن هذا خطأ، ولكن هم كيف يفكرون؟ وما هي عقليتهم من ذلك؟ لست أدريّ!
على الصعيد السلفي، هناك ما يمكن رصده من تبدل لدى بعض أنصار هذا التيار في مسألة الممارسة السياسية، حيث تميز هذا التيار بقدر كبير من العزوف أو نوع من عدم وضوح الموقف منها أو المشاركات الفردية التي لم تكن تؤصل بطرح فكري معين، رأيك في هذا الأمر وما هو المستقبل الذي يمكن أن يفعله الإسلاميون في هذا الإطار؟
لا شك أن بعض التيارات السلفية تتصف بما ذكرت، فهناك باعتقادي خطأ اجتهادي، فلابد من المشاركة السياسية.
ولا أقصد المشاركة السياسية بالدخول في البرلمان، أو الدخول في الوزارة، لكن لا بد من المشاركة السياسية التي لها أساليب وطرق كثيرة جداً، أما الابتعاد عن المشاركة السياسية فيما الأمور تسير أحياناً إلى تدهور، فهذا مما يجب تجنبه تماماً.
أنا أعتقد أن بعض التيارات السياسية التي اجتهدت في هذا أرى اجتهادها خاطئاً، وربما بعضهم الآن عنده شبه مراجعات لذلك الواقع.
من خلال إقامتك في الغرب واحتكاكك بكثير من المجتمعات والناس من بلاد مختلفة، برأيك هل لا زال هناك ريادة لعلماء هذا البلد ورموزه في طرحهم الدعوي لبقية البلدان أم أن هناك تراجعاً في هذا الإطار وما هي برأيك الوسيلة التي يمكن أن تعاد بها الأمور في هذه الأخطاء؟
في الحقيقة يوجد تراجع واضح في ذلك، وهذا شيء يلحظه الكثيرون، ولكن الناس هناك يتمنون أن تكون هناك مرجعية، وذات المرجعية السابقة. ويتمنون لو أن المرجعيات السابقة تبقى أو ترجع أو تستمر. فهم لا يزالون يأملون بذلك، وهم ينظرون إلينا نظرة احترام، لكنهم للأسف الآن لا يجدون شيئاً ملموساً كالسابق.
وبصراحة الناس هناك يتمنون أن يسمعوا ويقرؤوا عن موقف هذه المرجعية في أحداث معينة أو قضايا معينة. وبشكل مختصر أرى أن الناس لا يزال لديها احترام لهذه المرجعيات، ولكن لديها في نفس الوقت إحباط، ونوع من الأسف، ويأملون بشيء من الثبات السابق، لتبقى نظرتهم في حلها.
ماذا لو ترجمنا هذا الكلام إلى رسالة يمكن أن تنصح بها العلماء في هذا البلد بما يمكن أن يفعلوه حتى يتمكنوا من تحقيق هذا الأمر ويستعيدوا مرجعيتهم في قيادة الصحوة؟
لا شك أن لكل عالم اجتهاد شخصي، والناس تحتاج من العلماء على اتفاق حول بعض القضايا.
فعندما تكون هناك قضية من القضايا عليها اجتماع عدد من العلماء البارزين، فسيساعد ذلك الناس بالشعور بوجود إجماع على هذه القضية.
وقد يكون لكل واحد من هؤلاء العلماء رأي مخالف في قضية معينة، وهنا يرى الناس عدم وجود إجماع على هذه القضية.
ولكن أهم ما نحتاجه هو وجود إجماع من قبل العلماء على القضايا المهمة التي تهم الأمة الإسلامية بالكامل، وهو برأيي ما نقصنا.
ألستم ترون الآن أن ثمة إشكالية تعترض طريق العاملين للإسلام تتجسد في كون العمل من خلال الجماعات الإسلامية الموجودة أو الكيانات السلفية الحركية قد خلق قدراً من التحزب لم يكن تجنبه في كل الأمثلة تقريباً، وأنه في المقابل انطلقت جهود فردية مبعثرة أحياناً لمن أراد أن يتحرر من النمط الأول؟ كيف السبيل إلى المواءمة من خلال الجهد التربوي؟
هذه الإشكالية صحيحة وموجودة، وأحد أسبابها أننا نتعامل دائماً إما أبيض أو أسود كما يقال، فإذا انتقدنا الحزبية في العمل الجماعي، فلا يعني هذا جهوداً فردية مبعثرة، بل الحالة الوسط في هذا هو التجديد في العمل الجماعي والاهتمام بالتربية العالية، والانتقال إلى العمل المؤسساتي، فالفرد الذكي وطالب العلم يمكن أن ينخرط في مؤسسات: علمية، إعلامية، اقتصادية، خيرية، مرجعية علمية... إلخ، وهذه المؤسسات لها صفة بالأمة لتشارك بمجموعها في العمل النهضوي.
الأمة الإسلامية اليوم أكثر من مليار، ونتعامل مع أنفسنا ومع العالم وكأننا أقلية تخشى من الاندثار، يجب أن تشارك الأمة وخاصة علماؤها ومثقفوها في النهضة والبناء.
تحدثتم عن الانحياز التربوي هنا لجهة العلم لدى الحالة المسماة بالصحوة الإسلامية على حد تحفظكم على المسمى على حساب الجانب الروحي والسلوكي والأخلاقي، هذا من خلال تجربة عقود، لكن في العقد الأخير ومع الحالة الإعلامية الطاغية، سواء عبر التلفزة أو الإنترنت ومع الاستقطاب الذي أحدثته للدعاة والمربين التابع لذلك، هل ساهمت هذه الحالة في استفراغ الجهد التربوي ما بين لوحة المفاتيح وشاشة التلفزة، بحيث كثر \"التنظير\" وقل التفاعل الإنساني في التربية؟
- نعم، ما زلت مُصِرّاً على ضعف الجانب الأخلاقي في التربية، أما بالنسبة إلى الانفتاح الإعلامي الكبير من خلال (الإنترنت) والتلفزة، فقد استفاد المسلمون منه في جوانب، ولا بد من المشاركة، ولي ملاحظات على هذه الحالة الإعلامية:
1 هناك مبالغة في استخدام هذه الأشياء، أعني على حساب الجوانب الأساسية: المسجد، مخالطة العلماء والدعاة، الدرس، المحاضرة، الكتاب... وكأننا كنّا محرومين فتحولنا إلى هجوم كاسح على هذه المائدة.
2 أبرزت هذه الوسائل أناساً ليسوا من أهل العلم والفضل ولكنهم (إعلاميون) يستطيعون الكلام، ولم يتعرف الناس على كثير من العلماء البارزين والدعاة المفكرينº لأن الإعلام في الغالب يريد الصوت والصورة!!
3 تجرأ كثير من الشباب على القول بلا علم أو الهجوم على الدعاة واستعمال لغة السباب والشتائم، ويضع اسماً مستعاراً وكأنها جاءته فرصة ليظهر ما عنده.
والخلاصة أن التربية المثلى والحقيقية مع عدم استبعاد الإعلام هي في اللقاء بين التلميذ والأستاذ، والأخذ من علمه وسلوكه وروحه.
ما تقويمكم لتجربة العلماء والدعاة في الفضائيات؟ وماذا ينقصها برأيكم؟
هناك دعاة معرفون نجحوا في استقطاب شريحة من الجماهير، ربما لا يستطيع غيرهم أن يستقطبها، فهذا أمر جيد، ولكن مما يؤخذ عليهم عدم التثبت من الروايات على طريقة (القصاص).
وأما بقية العلماء والدعاة فأرى ألا يكثروا من الظهور على الشاشة حتى يكون لهم الأثر الفعال، كما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: \"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة\". فلا يكون هَمّ الشيخ إرضاء الجماهير، بل قول الحق، وأن يكون الاهتمام بنشر العلم وتثبيت الإيمان، فالساحة مليئة بمن يزعزع اليقينيات ويتكلم بما لم يسمع في الأولين والآخرين، كشتم الصحابة ونشر الأضاليل والبدع.
هل تعتقدون أن الدعوة إلى مرجعية علمية سنية هو أمر واقعي ووارد رغم صعوبة تحقيقه ربما بالنظر إلى التاريخ السني؟ وهل ترون أن ظهور الحوزة العلمية الشيعية على هذا النحو من الغلبة والاحترام الشعبي الشيعي قد ساهم في تحريك هذه القضية ورواج شأنها؟
نعم، هو أمر واقعي، بل واجب شرعي، فالأخطار التي يتعرض لها أهل السنة في كل مكان ليست بالقليلة، رغم أنهم هم الأكثرية وهم أهل الحق، من يسمع بأهل السنة في إيران وعددهم لا يقل عن 30% من السكان، وغيرهم من البلدان التي تسلط عليها الباطنية، ومع ذلك لا يكون لأهل السنة صوت عال ومسموع ومهيب يدافع عنهم ويتكلم باسمهم.
إن الدعوة إلى هذا الأمر كان قبل ظهور قوة الحوزة الشيعية ولكن لا شك أن ما تخطط له الحوزات من محاولات التمدد والسيطرة ساهم في الشعور بالحظر، ومع ذلك فإن المسلم السني يتبع الدليل ويسأل العلماء ولا يعني وجود مرجعية أن تلزم المسلمين باجتهاداتها كما هي مرجعيات أهل البدع حيث ينصاع الفرد لها سواء كانت على صواب أم على خطأ وهي غالباً على خطأ، ولكن المسلم السني يطمئن عندما يصدر اجتهاد من مرجعية علمية محترمة، فهي ضرورية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد