الذهبية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وَدّع ظُـنـُونـَك َ إنّـنــا غُـرَمَــاء ُ*** وسَــيقضي يَوماً بَينَنا الحُكماءُ

وَدّع ظُنونَـكَ فالحَياة ُ قَصـــيرَة *** ٌ يا قلبُ مَهـلا ً فالأمَـانُ غَبــــاءُ

إلعَق جراحَكَ حَربُنا عَشـــــواءُ *** فهيَ الليالي سَــــوادُهنَّ سَــواءُ

وَدّع ظُـنونَـكَ فالـزَفـيرُ أزيـزُها *** ولـهــا تُـقـدَمُ أنفـُــسٌ ودمــاءُ

قد عِشتُ دَهراً يا فؤادُ مُحَطمــاً *** بثـرى بلادِكَ يَحكُمُ الغُـرَبــاءُ

هذا زَمانٌ سادتِ الفَحشــــــــاءُ *** تَعِظُ القِيـانُ ويُـطعِمُ اللـؤمـَـاءُ

كم مِن بلادٍ, مثلَ حال ِعراقِــنــا؟ *** فالـقدسُ كَـربٌ والعـراقُ بـلاءُ

لكن ومِهـما قـد يَطولُ ظَلامُهُـم *** لابُـدَّ يومــاً وتَنجَـلـي الغَبـراءُ

ودّع حَبـيـبــاً فالفـِراقُ مظَـنَّتـي *** وأنا المُسَــهَّدُ شِــيمَـتي اللأواءُ

ودعتُ قلبي فاســتُثيرَت دَمعَتي *** فهيَ المَدامِعُ وصــفُها حَمقــاءُ

سَــحّيتُ دَمعي فالحَبيـبُ مُكبـّلٌ *** يَشـكو المَهانَةَ، خانَهُ العُمَلاءُ

وسَعَيتُ أنشدُ راحة ًفي رَوضـَـــة ٍ, *** فـإذا الغُيـُومُ تَلبّدت سـَـــوداءُ

ورأيتُ في دُنيا العَجـائـب ِأمرَنا *** فالأرضُ جَدب ٌوتُســتَدرُ سَماءُ

ودّعتُ قلبـــي كي أنالَ مَفـَـازة ً *** نَحـوَ المَعالـي مَطيتــي العَنقـاءُ

فإذا وإنّي في الضَبابِ سِـــراحَتي *** فَهيَ الهُمومُ سـَــفينةٌ خَـرقــاءُ

وإذا وقلبــــي بـَلاقِـعٌ بَـيــــداءُ *** حارَ الأطبَة ُ، ملَّت ِ الأدواء ُ

وإذا بنَفســــي تَســتَغيثُ مََنيَتـي *** فَـأَنــا الـميـاهُ حُـرِِمتُها وهَـواءُ

ودّع لـي هَمّـاً يا فُـؤادي رَيـثَـما *** يَغشَــاني فألٌ ويَحتَوينـي رِفـاءُ

وإذا الغَـوالــي للحَـقيـقة ِوهـمُها *** قَـد كـانَ ظَـنّي إنّـها حَســـناءُ

إنَّ الظُـنونَ خَديعَـة ٌ وصَـــنيعـَة *** ٌ كَسـرُ القُلوب ِفأرضُها رَمضَـاءُ

وبَكـيتُ سـَــيلا ًفالعُروبة ِجُثـّــة ٌ *** أتعودُ يوما ًعَروسَـــــة ٌ لمَياءُ؟

فَشـَـكوتُ للهِ العَظــيمِ مُصـَـابتــي *** ما زلتُ أشـــكُو والكَلامُ عَناءُ

ورَحَـلتُ عَن دارِ الكَريــم ِبـذِلَّـة ٍ, *** يَزداد ُ هـَمّي فناقَـتي عَرجــاءُ

ولّيـتُ وجهـي للأُخـوةِ رِحلَتــي *** كُلٌّ الأَمانــي تَضُمُنـي النَجـلاء ُ

ورَجَوتُ في دارِ الأخُـــوةِ بُغيَتـي *** يَغشـــانـــي ودٌ، عِنايـة ٌوَرِداءُ

فإذا الأُخوةُ خِنجَـرٌ في جانِـبــي *** وإذا اللـقــاءُ تَهَكٌّـمٌ وجَفــــاءُ

وإذا المَراحُ تنكّـَرَت وتـَعبَّـســَـت *** فهيَ الوجُوهُ قَبيحَـــةٌ صَــفراءُ

وإذا الرَغيفُ يَفـرٌّ منـــي هاربــاً *** خَلط ُ السـَــــجايا وخامَةٌ بَلقاء ُ

كُنـّـا نـَظُـنٌّ بالأُخُـــوةِ دِيـمَــــة ٌ *** قَحط ٌ تَجَلى فأرضُهُم سَــــوداءُ

وأخَذتُ مِن وَحي الأخُوةِ غَدرُهــــا *** لكنَّ طَبعي تَجَشـٌّــــمٌ ووَفَـــــاءُ

مَن قــالَ يومــاً للأخُـــوة ِحَقٌّهــا؟ *** مَن قالَ يَوماً أخُوة ٌســَــمحَـاءُ؟

ما زالَ نَزفـي مِن جِراحِ أُخوَّتــــي *** مازالَ ظُلمٌ يَلُفـٌّنـــي وشَـــــقاءُ

وتَجأجَأوا يـَـومَ الوَطـيسِ بذلـَّــــةٍ, *** أينَ المزاعِمُ؟ أينَها الكَحـــلاءُ؟

أبنـــاءُ عَــلاتٍ, حَقيقـــة ُأمرهِــم *** ليسـُــوا شُموســـــــاً إنَّهم بُلَهاءُ

يا أيٌّها العِرقُ الشَــريفُ عراقُنــا *** رأسٌ  تعالى وقامةٌ هَيفـــــــــــاءُ

ورَفَعتَ رايــاتِ المحبــةِ عُنـــوةً *** أصـــلُ النوايا نَبيلة ٌبَيضـــَــــاءُ

أعدَدنا للحَربِ الضَروسِ كُماتَهــا *** فَخراً تأبطَ تاجُها العُظَمَـــــــاءُ

وبَذَلنا للأوطــانِ كـُـلَّ عَزيـــــزة ٍ, *** هانَت وفاتَت مَواسِـــمٌ خَضــراء ُ

هذي جُـذوري وهؤلاءِ عُمومَـتــي *** هذي الخِصالُ تَزاحَمت وَســناء ُ

شُم ٌّالأنُوفِ شَريفة ٌ أنســــابُهُم *** ظلُّ مديــدٌ و عِترَة ٌ وَرقــــــاء ُ

يا فَخــرَ تاريـخ ِ البَريـّــةِ مِلَّتــِـي *** أصـواتُ عزٍّ, تَرُوقُني وحُــــداء ُ

وقَدِمنـا للفعـلِ العظيـم ِبرايــــَـة *** ٍ, رَفَّـت وغـَنَّت رايـة ٌعَليـــــــاءُ

هذي فِعالٌ، رِفعةٌ وســـَــــــناءُ *** إخلاصُ قَـول ٍ, وعِـفَّــــةٌ وَ وَلاءُ

من أينَ ابتدأُ الكَلامَ أحبَّتــــــــي؟ *** لا عُذرَ عِندي تَرومُني الشَهباءُ

 ولأهـلِنـا في النازِلاتِ فِعــالُــهُــم *** شَـَرفُ العُروبةِ، رَوضَة ٌ غَنـّاءُ

أبناءُ إســـلام ٍ,تَقاطَــرَ شــَـهدُهُـم *** حُلـوُ المَذاق ِ، رجالُهُم رُحَمـاءُ

ولأهـلِ دجـلَةَ كُلٌّ حيـــن ٍ, مَوقفٌ *** فَهُمُ الرجــالُ حَـوارثٌ ونَقــاء ُ

أهلُ الفُرات ِ تزاحَمـــوا في نَخوة ٍ,***  كَيمـــا تُــزاحُ مَـعِـرَّةٌ كَئـداءُ

حَيّوا النَشامى حينَ يُتلى ذِكرُهُم *** ذِكرُ الكرامِ مَفاخِـرٌ وسَـــــخاء ُ

يا ليتَ شـِـعري أن أكونَ بقُربِهِم *** فأشـُـمٌّ عِطراً تَفُـوحُهُ الهَيجـــاء ُ

آســادُ دين ٍ, في المَصائب ِ زَمجَرت *** قام َ رِجـالٌ أعِـزَّة ٌ نُجَبــــــــاء ُ

أنتُم وقَـفتم للعَــدوِّ بمـَرصـــَــــدٍ, *** والبَعضُ خانوا، وجُوهَهَم زَرقاء ُ

وتَخَبـَّطَ العَـادونَ حتــى ما دَرَوا *** كَيفَ الهُروبُ، وإنَّهم فُرَقـَــــاء ُ

دارَت رَحـاها كُلٌّهــــــــــــا آلاء ُ *** حِكراً تَداولَ مَجدَها الخُطَبـــــاء ُ

ووقَفنا صَفـاً في الجِهــادِ مُوحَــدا *** ً كُنّا شـِـــداداً، لأهلِنا نُقَبـــــــاء ُ

وأســــوَدّت ِ الدُنيا عَليهم حينَها *** فبَكى الشَــبابُ وشَـيبَة ٌشَـــمطاء ُ

وضَرَبنا من فَوقِ السُروج ِرِجَالَهُم *** نَحنُ انتَصَــرنا والعُلوجُ هَبَـــاء ُ

هذا جَـزاءٌ من قَليل ِرِجَـامِنـــــا *** فــإذا نِداهُم تَخُــورٌ ورُغــــــاء ُ

زُبَرٌ تَناثَرَ دِرعُهُم أشـــــــــــلاءٌ *** نَصَــــبوا لَهُ في العالَميــنَ عـَـزاء ُ

حتى إذا نَفِدَت ذَخيرَةُ حَربِنـــا *** فهيَ البَديلُ سـِــلاحُنا الحَصباء ُ

وفَضَحنا في كلِّ النوادي زَيفَهُـــم *** فَهُمُ الصِـــــغارُ وإنّنا الزُعَمــاء ُ

ووَهَصـــنا مِنهُم كلَّ رأس ٍ,أشـعَث *** وُقِذَت بِنار ٍ,مُعدَّة ٌ عَجمَــــــــاء ُُ

أبكينا من بينِ السـَـــرايا رَمزَهُـم *** حتى تَباكى رجَالُهُ الجُبَنــــــاء ُ

فهيَ الجُهَينـةُ عنــدَها أخبــارُهُم *** فَهُــم الكُلــوحُ أذلـَّـةٌ وجِــــراء ُ

فإذا جُيوشُ الغَربِ تَلعَقُ ذِلَّهــــــا *** تَعِسَـــت جُيوشٌ هَزيلةٌ وَخَواء ُ

ويَقومُ غِرٌّ للعَـدو ِّ مُناهِضـــــــــــاً *** قامَـت تُنافــحُ بنتُنــــــا العَذراء ُ

وانحازَ للشأنِ العظيمِ رجَالُنـــــــا *** عَلَـمُ الجِهـادِ وعِفَّـةٌ عَصـمـَــــاء ُ

وَتَعَطَّرت بالنائِباتِ ثيابُنــــــــــا *** نَحنُ الحَنُوط ُ وعِطرُنا الحِنـّــاء ُ

ودّع وَودّع فالبَقـــــاءُ لأُمـّـــــــــة *** ٍ, عَزَّت فقامَت، رجالُـها الأُمَـراء

 وَدّع ظُنونَــــكَ إنَّنـــــــا بُرَئــــاء ُ *** حِقدٌ دَفينٌ وجُوهُهـُم وَقَفـَـــــاءُ

ضَرَبُوا العراقَ فكانت ِالدَهمَــــــاءُ *** قَـتـلُ العـراقِ جَـريمــةٌ نَكـراء ُ

ماذا عَســـــاني أن أقولَ بحقِّــــهِ *** مِلحُ الزمـان ِوليلــــــةٌ عَـفـرَاء ُ

وأشتدَ غَربٌ والتَعَسُـــفُ طَبعُهُم *** باللهِ يُكفَــرُ والنَّبيٌّ يُسُــــــــاء ُ

فـَهُمُ الذيــــنَ تَجَــرؤا وتَهَــيــؤا *** وهمُ الذينَ تَقدمُـوا وأسَــــاءوا

وهُمُ الذيـــنَ تَطـاولـوا وتَجـاوزوا *** كُلَّ الحُـدود ِ، عُقُولُهُم صَـــمّاء ُ

جاءُوا إلينا والشـُــــرورُ تُعينُهم *** حِقداً عَلينا حَياتُنا نَعمَــــــــاء ُ

ولكم وقفتُ على الحَوادث قارِضاً *** أبكَتني دَمعَاً قَصائِدي العَصماء ُ

ولَكم لَكم هَاجت بنَفســـي لَواعِجٌ *** كانت لرُوحي تَقـَرٌّحٌ وعَنـــــاء ُ

لكنَّ شــِــــعري للعــراقِ مُنمـَّق ٌ *** شـِعري يَقولُ ما العِراق ُ يَشـاء ُ

نَحنُ الذينَ يَقولُ فينا رَبُنــــــــا *** صُــدقُ العُهود ِ أئِمَةٌ عُظمــاءُ

وهمُ الذينَ يقولُ فيهِم رَبُنــــــا *** حَطَـبٌ لِنارٍ, أذلَّةٌ وغُثَـــــــــاء ُ

جَنَّاتُ خُلدٍ, في النهايةِ فوزُنـــــا *** زُمَرٌ نُســاق ُ والجِنانُ حَفــــاء ُ

نيرانُ خُلدٍ, في النهايــــةِ أمرُهُم *** تَعِسـَـت قُلوبٌ قَبيحَةٌ عَميـــاء ُ

الأُمنياتُ تَراقَصت من ضَربِنـــا *** حَربٌ ضَروسٌ يَؤمُها العُلَمـــاء ُ

صارَت مَضاربُنــا مَفاخِرَ عِزِّنـا *** نَحنُ الكُماة ُ لدينِنـــــا سـُـفَراء ُ

إنّا أُناسٌ ليسَ يُؤمنُ مكرُنــــــا *** صِــيدٌ وإنّا للسـَّـلام ِنَمــــــــاء ُ

أنا الذي أبكاني دَهراً حالُنـــــا *** عُذراً بلادي قَريحَتي لَكنـــــاء ُ

ألَمٌ تُقَطَّعُ أرضُنا أشــــــــــــلاء ُ *** غارَت مياهٌ فَتَمرُنــا شَيصـــاء ُ

قالوا سَنَبني في العراقِ جُنـينـةً *** حَكَوا الكَثيرَ وَغَابتِ الفَحــواء ُ

وَطَـنٌ مُباحٌ ومِحـنَةٌ بُرَحـَـــــاءُ *** شَعبٌ يُعاني هَدَّهُ الإعيـــــــاء ُ

هذا أنا قد بُحتُ كُلَّ حَشــــيتي *** فهوَ العِراقُ طَبيبُنــــــا ودَواء ُ

وهوَ العراقُ سَـــبيلُ كُلِّ ضَعِينَة ٍ, *** إنَّ العـراقَ تَبَسـٌّــــــــمٌ وعَلاء ُ

كلأٌ بِلادي والكَـرامــةُ مـــــاؤه ُ *** مَرعـىً تَنافسَ أرضَهُ اللُقَطــاء ُ

هذي الحَياةُ تَكدٌّرٌ وَهَنَـــــــــاءُ *** رَمــزُ التقلٌّبِ إنَّــها الأنــــواء ُ

ذَهَبٌ حُروفي والمـِدادٌ صَفَــــــاءُ *** عَجَباً تَناولَ سـَـــكَّها الشٌّعراء ُ

ذَهبيتـــي فَيضٌ لكُلِّ حَقــيقَــةٍ, *** ألـقٌ ويُطـعَمُ حَرفـَها الفُقـَراء ُ

عَبثاً يُحاولُ طَمسَها الخُبَثـــاءُ *** وغداً تُقوَّم ُ ملَّة ٌ عَوجـــــــــاءُ

هذا مَقـالي للعراقِ قَصيدتـــي *** ما قُـلتُ دُراً وما يُقـالُ هُــراءُ

فهو العِراقُ حَديقةٌ وخِبـــــاء ُ *** إن مَـرَّ صَـيفٌ أو أطَلَّ شِتـــاءُ

يا رَبٌّ صَلِّ على النَبيِّ مُحمـد ٍ, *** ما أنَّ طِفلٌ وهَدهَدتهُ نِسَـــــاءُ

 

               

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply