في عتمةِ الليل البهيم تضوَّروا * * * ألماً تضجٌّ لهولهِ الجوزاءُ
وتقـلَّبوا فوق الأنينِ بحُرقة * * * فإذا العيون تلفٌّها الظلماءُ
والريحُ تعوي بين جدران الردى * * * مكشوفةً تـلهو بها الأرزاءُ
حفرت ذئابُ الغدر مقبرةَ الدجى * * * فتساوتِ الأمواتُ والأحياءُ
والعيدُ يأتي في الوجوهِ مآتماً * * * بجراح قلب ٍ, ما لهنَّ رثاءُ
حاصر حصارك يا عدوي إنَّما * * * حكم الحصارَ الإخوةُ الجبناءُ
وتجرجرَ المسعى الخبيث بخـِسَّة * * * وتمحورت في شرِّها الحلفاءُ
زيفُ السلامِ والاعترافُ خيانةٌ * * * يُبتاع فيها الدمٌّ والشهداءُ
وتباعُ فيه القدسُ درَّةُ مجدِنا * * * وأنينُها ضاقت به الأجواءُ
ويُقوَّضُ الأقصى المباركُ حولَه * * * والدمع تسردُ نارَه الإسراءُ
لا للسلام يبيع أقصانا الذي * * * ضحى لأجل عيونه الشرفاءُ
لا للسلام يهوِّد القدسَ التي * * * أبداً بها ما فرَّط الأمناءُ
لا للتنازلِ عن مواطنِ أهلنا * * * يحتـلها أعداؤنا الدخلاءُ
ما كانت (اسرائيلُ) فرضاً واقعاً * * * لكنَّها أكذوبةٌ جوفاءُ
أفلا يُفَـكٌّ حصارُ ظلمٍ, جائرٌ * * * حتى يُـقدَّم للعدا استجداءُ؟!
حتى يموتَ الشعبُ في أغلاله * * * ويدوسَ نعلٌ فوقنا وحذاءُ
ويحرِّم العُربُ الكرامُ جهادَنا * * * بمؤامراتٍ, ما لها إفتاءُ
ستظل في عبقِ (الحماس) جراحنا * * * في تضحياتِ ما لها إحصاءُ
ونقاومُ المحتلَّ في كل الدٌّنا * * * مهما تمترسَ حولنا الإيذاءُ
بالدمِّ والبارودِ نرسمُ دربَنا * * * عهداً غضوباً والبروقُ سخاءُ
هذي بروقُ (حماسِنا) قدسيَّةٌ * * * فجرٌ مبينٌ صادقٌ وضَّاءُ
قسماً بأنـَّا عائدونَ لقدسِنا * * * مهما تـثاقـلتِ الدٌّجى العمياءُ