كيف يشكو إلى القيود الأسير

2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يا ضمير الأحرار.. أين الضميرُ *** وبلادي مجازرٌ وقبورُ!

كيفَ يخفى » يا مجلس الأمن « جرحي *** ودِمائي في الخافقين تمور!

كيف تنسى » يا مجلس الأمن « وضعي *** ولديكم عن حالتي تقريرُ!

يا ضمير الأحرار.. ما جئت أشكو *** كيف يشكو إلى القيود الأسير؟

وإذا كانت المبادئ أسمى *** فالعسير الذي ألاقي يسيرُ

ما خبا في دمي شعاع المعالي *** في وريدي لا ينضب » التكبير «

واقف فوق سيفكم أتلظى *** وقفتي رجفةٌ وهمسي سعيرُ

يا ضمير الأحرار.. ما عزّ قومٌ *** من قراراتكم.. ولا انهل نورُ

مسرحياتك استبانت رؤاها *** شاحبات، يخونها التفكير

والغلاف الذي رسمت » صليبٌ « *** والمضامين كلها » تنصيرُ «

يا ضمير الأحرار.. دهرك ظُلمٌ *** ودهورُ الظلام يومٌ قصير

كُلّ يومٍ, تمدّ كفّ حنونٍ, *** بالعطايا، وأنت » كلب عقورُ «

في ربوع » الصومال « فرّقت أهـلي *** فأفاقوا.. ومجدهم زمهريرُ

ودخلت البلاد من ألف بابٍ, *** وأقيمت » معابد « وجسورُ

وعلى » القدس « راعفٌ من هواكم *** شرقت منه بالمدامع » صورُ «

كلّ فجرٍ, » جنازةٌ «، ورصاصٌ *** وعليها من عدلكم منشورُ

حدّثوني عن » غزةٍ, «، عن هواها *** كيف ماتت فوق الغصون الطيورُ؟

حدّثوني عن » برتقالة صيدا « *** كيف شاخت أغصانها والجذورُ؟

حدّثوني عن » وجه لبنان « لمّا *** جف فيه الندى، وجف العبيرُ

حدّثوني عن طفلةٍ, ساءلتكم *** عن أبيها، أين احتواه المصيرُ؟

الشهادات، والقضاة لديكم *** وضحايا الأسى » غيابٌ حضورُ «

كلّ دعوى لها لديك بيان *** ودليل، وشاهدٌ منك زُورُ

يُخنق الصوت في الحناجر ظلماً *** وتظلّ القلوبُ فيها زفيرُ

يخسف البدر، والنجوم تهادى *** والليالي بالمذهلات تدورُ

أيها المسلمون هذا خطابي *** عربيٌ، ما فيه حرفٌ أجيرُ

فاقرأوا سحنتي، وفحوى خطابي *** وافهموا ما تغضّ عنه السطورُ

أنا قلبٌ متيّمٌ بهواكُم *** أنا قلبٌ على أساكم غيورُ

أيها الصابرون، طال التمادي *** في خلافاتنا، وطال المسيرُ

وإذا لم يكن على الصدر سيفٌ *** فليكُن في الضلوع قلبٌ جسورُ

مجلس الأمن « لعبة أحكمتها *** كف باغ، بالموبقات خبيرُ

لكأني بكم » شياهٌ « بليلٍ, *** شتويٌ، والليل ليلٌ مطيرُ

كيف يرضى الفتى، وقد كان رأساً *** أن تُطا أوجهٌ، وتحنى ظُهورُ

كيف يغدو للخانعين مُطيعاً *** وهو في ناظر الزمان » أميرُ «

نحن مليارُ لا قرارٌ جريءٌ *** يصطفينا، ولا بنانٌ يُشيرُ

نحن مليارُ عزّ فيه رشيدٌ *** عزّ فيه للمجد سرج وكورُ

عزّ فينا.. وكيف والأمر فوضى *** عزّ فينا وقتَ النداء النصيرُ

غير أنا » يا مجلس الأمن « فجرٌ *** أحمدي، وليس للفجر » سور «

يسقط المسرحُ الكئيب جهاراً *** والمغني، والمخرج المشهورُ

يسقط المبدأ الذي كان يأتي *** يتسلى بزيفه » الجمهورُ «

صوتنا قادمٌ..وصعبٌ عليكم *** لو علمتم... ما يحتوي التفسيرُ


السابقحشرجة ...
التاليلدى ليلى
أضف تعليق