قَلبِي وَعَقـلِي لَدَى لَيـلَى أَسِيرَانِ *** وَالمَوتُ وَالعَيشُ بَعدَ البَينِ صِنوَانِ
قَد أَدبَرَ اللَيـلُ وَالأَحـزَانُ تَغمُرُنِي *** وَالصٌّبـحُ فِـي تَرَحٍ, آتٍ, فَأَشجَانِي
مَا خِلتُهُ أَبَـداً قَلبِـي يَهِيـمُ بِهَـا *** حَتَّى يُوَارِي الثَّرَى وَالقَبـرُ جُثمَانِي
أَحبَبتُهَـا حُبَّ قَيـسٍ, قَد يَنُـوءُ بِهِ *** هَذَا النٌّحُـولُ وَدَمعِـي شَاهِـدٌ ثَانِ
مَا مِثلُهَـا وَلَدَت حَـوَّاءُ أَو سَمِعَت *** فَوقَ البَسَيطَـةِ مِن قَـاصٍ, وَلاَ دَانِ
كَصَوتِهَـا أُذُنِي إِذ عِندَمَـا نَطَقَـت *** قَد خِلتُهَـا مَلَكـاً فِي ثَـوبِ إِنسَانِ
مِن بَعدِمَا رَحَلَت مَلَّ الكَـرَى هُدُبِي *** وَزَلزَلَ البَوحُ فِي الأَعمَـاقِ كِتمَانِي
مَا عَـادَ يُطرِبُنِي لَحـنٌ وَلاَ هَـدَأَت *** نَفسِي وَلاَ خَمَدَت فِي الصَّدرِ نِيرَانِي
أَستَنجِدُ الصَّبـرَ عَلَّ الصَّبرَ يَمنَحُنِي *** بَعضَ السٌّلُـوِّ فَمَا لاَقَيـتُ أَعيَـانِي
قَد كِدتُ أَزهَـقُ عِندَ البَينِ مِن كَمَدٍ, *** وَكَلَّ مِن أَسَـفٍ, صَبـرِي وَسُلوَانِي
وَلاَمَنِـي سَفَهـاً قَومِـي إِذِ انتَحَبَت *** يَومَ النَّـوَى مُقَلِِي وَالذَّرفُ أَعمَانِي
وَلاَ قَمِيـصَ سَيُلقِيهِ البَشِـيرُ غَـداً *** مِن بَعدِ يَأسٍ, فَيُجلِـي بَعضَ أَحزَانِي
أَمَّا الَّذِينَ هَوَوا قَبلِـي فَقَد عَلِمُـوا *** أَنِّي بِهَـا كَلِـفٌ وَالوَجـدُ أَضنَانِي
لاَنُـوا لِعِلمِهِمُ حَـالِي وَقَد هَمَسُـوا *** مِمَّا أُقَاسِي وَشَـوقِي طَـيٌّ وِجدَانِي
ذَاكَ المُعَنَّى بِهَـا مِن فَرطِ لَوعَتِـهِ *** أَضحَى كَـأَنَّ بِـهِ مَسَّـاً مِنَ الجَانِ