يا ضمير الأحرار.. أين الضميرُ *** وبلادي مجازرٌ وقبورُ!
كيفَ يخفى » يا مجلس الأمن « جرحي *** ودِمائي في الخافقين تمور!
كيف تنسى » يا مجلس الأمن « وضعي *** ولديكم عن حالتي تقريرُ!
يا ضمير الأحرار.. ما جئت أشكو *** كيف يشكو إلى القيود الأسير؟
وإذا كانت المبادئ أسمى *** فالعسير الذي ألاقي يسيرُ
ما خبا في دمي شعاع المعالي *** في وريدي لا ينضب » التكبير «
واقف فوق سيفكم أتلظى *** وقفتي رجفةٌ وهمسي سعيرُ
يا ضمير الأحرار.. ما عزّ قومٌ *** من قراراتكم.. ولا انهل نورُ
مسرحياتك استبانت رؤاها *** شاحبات، يخونها التفكير
والغلاف الذي رسمت » صليبٌ « *** والمضامين كلها » تنصيرُ «
يا ضمير الأحرار.. دهرك ظُلمٌ *** ودهورُ الظلام يومٌ قصير
كُلّ يومٍ, تمدّ كفّ حنونٍ, *** بالعطايا، وأنت » كلب عقورُ «
في ربوع » الصومال « فرّقت أهـلي *** فأفاقوا.. ومجدهم زمهريرُ
ودخلت البلاد من ألف بابٍ, *** وأقيمت » معابد « وجسورُ
وعلى » القدس « راعفٌ من هواكم *** شرقت منه بالمدامع » صورُ «
كلّ فجرٍ, » جنازةٌ «، ورصاصٌ *** وعليها من عدلكم منشورُ
حدّثوني عن » غزةٍ, «، عن هواها *** كيف ماتت فوق الغصون الطيورُ؟
حدّثوني عن » برتقالة صيدا « *** كيف شاخت أغصانها والجذورُ؟
حدّثوني عن » وجه لبنان « لمّا *** جف فيه الندى، وجف العبيرُ
حدّثوني عن طفلةٍ, ساءلتكم *** عن أبيها، أين احتواه المصيرُ؟
الشهادات، والقضاة لديكم *** وضحايا الأسى » غيابٌ حضورُ «
كلّ دعوى لها لديك بيان *** ودليل، وشاهدٌ منك زُورُ
يُخنق الصوت في الحناجر ظلماً *** وتظلّ القلوبُ فيها زفيرُ
يخسف البدر، والنجوم تهادى *** والليالي بالمذهلات تدورُ
أيها المسلمون هذا خطابي *** عربيٌ، ما فيه حرفٌ أجيرُ
فاقرأوا سحنتي، وفحوى خطابي *** وافهموا ما تغضّ عنه السطورُ
أنا قلبٌ متيّمٌ بهواكُم *** أنا قلبٌ على أساكم غيورُ
أيها الصابرون، طال التمادي *** في خلافاتنا، وطال المسيرُ
وإذا لم يكن على الصدر سيفٌ *** فليكُن في الضلوع قلبٌ جسورُ
مجلس الأمن « لعبة أحكمتها *** كف باغ، بالموبقات خبيرُ
لكأني بكم » شياهٌ « بليلٍ, *** شتويٌ، والليل ليلٌ مطيرُ
كيف يرضى الفتى، وقد كان رأساً *** أن تُطا أوجهٌ، وتحنى ظُهورُ
كيف يغدو للخانعين مُطيعاً *** وهو في ناظر الزمان » أميرُ «
نحن مليارُ لا قرارٌ جريءٌ *** يصطفينا، ولا بنانٌ يُشيرُ
نحن مليارُ عزّ فيه رشيدٌ *** عزّ فيه للمجد سرج وكورُ
عزّ فينا.. وكيف والأمر فوضى *** عزّ فينا وقتَ النداء النصيرُ
غير أنا » يا مجلس الأمن « فجرٌ *** أحمدي، وليس للفجر » سور «
يسقط المسرحُ الكئيب جهاراً *** والمغني، والمخرج المشهورُ
يسقط المبدأ الذي كان يأتي *** يتسلى بزيفه » الجمهورُ «
صوتنا قادمٌ..وصعبٌ عليكم *** لو علمتم... ما يحتوي التفسيرُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد