زغاريد

2.4k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

\"المألوف -غالباً- في تشييع الأموات أن نسمع أصوات عويل النساء ونحيبهن..أما أن نسمع زغاريد النساء كأننا في عرس -كما فعلت شقيقتا الشهيد محمود زكيري في نابلس- فهذا قمة التحدي والصبر والاحتساب..فلا نامت أعين الجبناء.. !

زغردي خلف الضحايا زغردي*** مـأتـم اليوم ابتهاج في الغد!

يـا ابنة الخنساء! في مضمارنا *** ألـف خـنساء تصيح: استشهد

زغـردي لـلـشبل! هذا يومه *** لـتـزفـيـه لـعـرسٍ, أبدي

ومـضـة الآمال في زغرودة *** تـقـذف الحزن بوجه المعتدي

وتـريـه هـامـةً شـامـخةً *** ورثـتـهـا لـبـوةٌ من أسد

لـم تـطـاطئ للمآسي.. إنما *** تـمـتـطـيها للحياة الأرغد

لــيـسـت الآلام إلا جـذوة *** تـنـضـج الآمال مثل الموقد

يا ابنة التاريخ.. تاريخي الذي *** لـم يمت في وطني المضطهد

جـددي (اليرموك) في ساحاتنا *** جـددي (خيبر).. هيا جددي!

وإذا جـاؤوا بـأثـواب الردى *** واصـطفوك برداءٍ,.. فارتدي!

فـي حياض الموت ينمو عزنا *** شـامـخ الرأس جليل المشهد

وكـتـاب الله قـد عـلـمنا: *** يـوم الاسـتـشهاد يوم المولد

* * *

نـحـن يـا أختاه جيل بائس *** وافـر الـهـم جـريـح الكبد

طـوقـونـا بـعـدو حـاقدٍ, *** وصـديـقٍ, بـالأعادي يقتدي

جـعـلوا أرض بلادي مسرحاً *** لــعـراك زائـفٍ, مـطـرد

فـالـيـهود ابتكروا (ليثاً) لهم *** وتـمـسـكـنا بذئب أدرد(1)

كـيـف نـنـجو ولديهم أسدٌ *** هـازئ مـن ذئبنا المستأسد؟

كـيـف لا يختل ميزان القوى *** ويـجـافـيـنا لواء السؤدد؟

كيف لا يستفحل اليأس بنا…! *** ويـسود المعتدي في بلدي.. ؟!

مـسـرحـيـاتٌ أعدوها لكي *** نـنـحـني للغاصب المستعبد

فـهـدمـنا مسرح المكر على *** مـن بـنـوه بـجـهاد منجد

بـجـهـاد سـنـه الله لـنـا *** لـصـلاح الـمفتدى والمفتدي

بـجـهـاد صـادق مـنـدفعٍ, *** لا يـبـالـي بالدجى المحتشد

فيه إحدى الحسنيين.. اجتمعت *** فـيـهـمـا كل منى المجتهد

إنـه عـقـدٌ مـع الله.. فمن *** أبـرم الـعـقد فذاك المهتدي

قـد عـقـدنـا صفقةً رابحةً *** ويـد الله أضـاءت فـي يدي

قـل لإسـرائـيل: ولى زمنٌ *** لـم يـؤرقـهـا صمود الجلد

وأتـى جـيـل فـداء بـاسل *** يـرخص الروح لربي الصمد

فـاهجمي إن شئت إني هاهنا *** أتـلـقـاك وسـيفي جسدي!

جـسـدي البركان.. إن فجرته *** حـصـد الـبركان جيش اللدد

وأنـا مـاضٍ, لألـقـى قدري *** في ربا (بيسان) أو في (صفد)

* * *

فـالـزمي يا أخت.. هذا دربنا *** إنـه درب الـنـبـي الأمجد

فـإذا أبـصـرتـني مستشهداً *** فـجِّري أو كبّري أو زغردي


أضف تعليق