قـد جـاء نـحـرك يا سفاح والكدر*** هـيـهـات تـدفع ما بأتي به القدر
هـيـهـات تدفع نصرا كنت تحذره *** مـا عـاد يـنـفعك الإشفاق والحذر
تـبـيـت مـكتثبا حيران في صخب *** لـمـا أتـتـك بـه الأنـباء والخبر
هـا قـد أتـاك أخـو حرب تقارعه *** فـيـه الـشـجـاعة والإقدام والغير
قـد جـاء نـصر ونصر الله يصنعه *** جـنـد الـحـقـيقة فالآلام تحتضر
سـود الـعـمـائم بيض في صنيعهم *** يـوم الـوقـيـعة لا صخب ولا هذر
نساك ليل وأوابـون يـعرفهم *** لـيـل الـمـساجد والأفلاك والسحر
يـوم الـحراب هم الفرسان صولتهم *** قضت مضاجع من باعوا ومن غدروا
من قد أضاعوا حمى الأوطان من وهن *** والـذل خـالـطـه الإذعان والخور
هـل يـطلبون من التاريخ ذكرهمُُ؟ *** تـلـك الـرقـاب لها التاريخ يحتقر!
قـام الـذيـن أوار الـحرب يعرفهم *** تـسـري بـذكـرهم الأنباء والسير!
قـبـل الـطعان كخيل في مرابضها *** يـوم الـمـلاحـم نحر دونه الوطر!
أقـبـل بجندك يا \"أولمرت \" في هرج *** أقـدم لـحـتـفـك فـالآكام تستعر!
أجـلـب بـرجلك ولتُصحب دروعهم ***ُ والـقـاصـفـات ونار الحقد والشرر
واصـنـع لـنـفسك وهما لا نؤمله *** واصـدح بـزورك يـا أفاق يا أشر
هـا هـم جـنـودك أشـلاءً مبعثرة *** فـكـل شـبر بهذي الأرض ينفجر!
وكل ضرب بها فخ ومصيدة *** ورب بـيـت بـه قـد لـغم الحجر!
فـيـهـا كـماة قراع البغي صنعتهم *** تـأتـيـك منهم زحوف ليس تنحصر
بـيض الوجوه رجال في الوغى ثُبُت *** مـن قـط هـاجـمـهم لا بد يندحر
فـاهـرع بـجندك ها قد جاء واكمهم *** إن جـاء فـسـورة تـستنفر الحمر
إن الهـزيمـة قـد باتت تسربلهم *** هـذي الـجـماجم عدا ليس تنحصر
واقـصـف بـجبنك أطفالا بلا خجل *** هـذي الـجـرائم فينا كيف تغتفر؟
بـالـقصف نعلو إلى الجنات في زمر *** لا نـسـتـكـيـن فـإنا معشر صبر
هـذي الـجـرائم زادت من عزيمتنا *** أرض الـجـنوب بأهل العز تنتصر
عـزم وصـبـر وإيـمان وتضحية *** كـر وفـر بـهـا يـستوجب الظفر
هـم الـرجـال أنـاروا درب عزتنا *** كـمـا يـضـيء ظلام الحلكة القمر