أطبقَ الصمتُ كليلٍ, * * * مُظلمٍ, أخفى شهابه
والهدوء الحلو يسري * * * مثلَ نومٍ, في سحابة
وأنا بين السكو * * * ن معلمٌ أرخى كتابه
واستطاب الشرحُ حتى * * * صبَّ في القلبِ صبابة
والعيون النُعسُ حولي * * * ذاهلاتٍ, في غرابة
والوجوه البُكم أبدت * * * لي من الفهمِ نجابة
وي كأني في ظلامٍ, * * * قبسٌ مدَّ شهابه
ولساني لم يكن * * * يخفي من الفرطِ لعابه
وفؤادي في ذهولٍ, * * * حائرٌ يخفي الغرابة
يسترُ النجوى لنفسي: * * * ما لصفي ما أصابه؟!
أين أيام صياحي * * * صرخة في قلب غابة
أدخل الصفَّ كأني * * * خُضتُ بحراً واضطرابه
ذاكَ يأتيني بدعوى * * * عن يد شقت كتابه
طالبٌ يُرغي ويُزبدُ * * * علّني أرعى اغتضابه
طالبٌ يشكو وفي * * * دمعاته يخفي انتحابه
أو شقيُّ فوق درجٍ, * * * خاض في عِرضٍ, وعابه
أو ثقيلٌ يُطلقُ الس * * * خف ويحسبهُ دُعابة
* * *
تلك أيامٌ تولّت * * * أضحت الآن خرابة
إنني اليوم بصفٍ, * * * مُطبِقٍ, عن ذاك بابه
رائقٍ, صافٍ, كفجرٍ, * * * لا تعكره ضبابة
* * *
لم أكن أدري بأنَّ * * * الصفو قد يرمي حجابه
لم يدم صفوي طويلاً * * * قبل أن أنعي غيابه
حينما هبَّ يُنادي * * * مارقٌ يُعلي اصطخابه
يرفعُ الصوتَ نذيراً * * * هزَّ للموتِ حِرابه:
إنّ في الصف ذبابة * * * إن في الصف ذبابة
ساعة النجدة حانت * * * فيُمط كلُّ حجابه
إنه الهول فهيّا * * * دونكم ثأر القرابة
إنّ في الصف ذبابة * * * إنّ في الصف ذبابة
* * *
فانبرى القوم وكلُّ * * * سلَّ للخطبِ كتابه
واعتلوا متن الدرو * * * ج وفي ملامحهم صلابة
واصطراخ الثأر دوّى * * * والضجيج رمى إهابه
واستثار النقع حتى * * * شقت الكتب عبابه
والوجوه البكم أضحت * * * أسداً أنشرَ نابه
وي كأنَّ الصفَّ جُرحٌ * * * هائجٌ أبدى التهابه
لا ترى إلا أيادٍ, * * * بين قفزٍ, ومثابة
* * *
وأنا.. وحدي بعيدٌ * * * أرقبُ الخطب رقابة
بين بؤسٍ, وابتهاجٍ, * * * وانقباض وصبابة
ضاحكُ الحيرةِ شادٍ, * * * هَمٌّهُ شدٌّ الربابة
أكتمُ النجوى لنفسي * * * في متابٍ, وإنابة
* * *
إيه .. ما أحلى زمان الصفو ما أندى إيابه
إيه..ما أحلى زمان الصفو ما أندى إيابه