مرثية الطين


  

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الشاعر الراحل بلند الحيدري

شرفتي عاقرٌ

 

والمدى مغلقُ،

 

زغردي يا طيورَ الأسى

 

فأنا مقفل القلبِ

 

والمشتهى مخفِقُ.

 

كنتُ وحدي

 

أسافرُ في صوتِه،

 

صوتُهُ من دم الفجر،

 

يا صوته المحتفي بالوصول

 

إلى وجعٍ, مسرفٍ, في الهبوب.

 

أزهرَ الحزنُ في شفتي،

 

قادني نايُه لانشطارٍ, سحيق،

 

هدَّ حيلَ دمي،

 

ليتني لم أكن،

 

ليتني حجرٌ في ضفاف المراثيَ

 

يا ليت في قفصي

 

ما يجاور سرَّ الذهولِ،

 

..أنا لم أجد فرحةً بعدُ

 

في غرفةِ الأرضِ،

 

لا أفقَ يحلو لديَّ،

 

..أُناشِدُكُم أيها الذاهبون إلى الفجرِ

 

أن تستعيدوا استمارةَ قلبي

 

ولا تقطفوا زاد روحي..

 

.. اكتبوا في رياح التمني

 

رحيلَ الذي ضمَّدَ الغيمَ

 

فوق حقول العراقِ،

 

رحيلَ الطيور

 

التي أَلِفَت حزنَنا،

 

نثرت أغنياتِ \"بلند\" الجريحةَ،

 

ترمي بسجّيل آهاتها

 

عند بابِ الخلافة في كربلاء،

 

يا وجوه الذين أحبٌّ!

 

ويا أيها القمرُ

 

الـ يُعشِبُ الجرحُ في راحتيهِ،

 

ويسبح في بركةٍ,

 

عذبة الموتِ،

 

تُغمِدُ صوتَكَ

 

في أقحوان الذبولِ،

 

.. فكلٌّ الذين امتطَوا

 

قبلَكَ الموتَ

 

كُنتَ المخِّبئَ

 

في دُرجِ القلبِ حزنكَ

 

يا شعلةَ الحزنِ

 

من \"خفقةِ الطين\"(1)

 

حتى \"دروب المنافيَ\"، (2)

 

كنتَ المزيِّنَ

 

تاجاً لبغدادَ

 

من دجلةِ الروحِ

 

كنتَ أَبَاً للحنينِ،

 

وما زلتَ غَصَّةَ حرفٍ,

 

ودمعةَ قلبٍ,

 

لكلِّ قصائدنا القادمه.

 

ـــــــــــــــــــــــ

1-إشارة إلى ديوانه \"خفقة الطين\".

2-إشارة إلى ديوانه الأخير \"دروب في المنفى\".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply