بعث إلي يعاتبني على هجر الشعر، فكان الرد:
لا ادعـي شـغـلا فـوقتيَ واسع ** لا عـذر لـي كـلا ولا عـذرانِ
لـكـن حـقـلي مجدب بل مقفر ** جـرفته أمطار الحوادث والزمان
سـقطت جميع طيوره في أرضه ** لـم تـقـوَ من ألم على الطيران
جـرح الـكـآبة والهموم أصابني ** فـقـبـعت في قفص من النكران
ولـظـى الكروب أماتني وأضلني ** فـتـخـلخل الميزان في أوزاني
آثـرت شـعري، أن يكون وديعة ** مـحـفـوظـة في عتمة الجدران
وتـركـت روضي للرياح مدمرا ** وتركت في ارض الشموخ حصاني
هـذا زمـان لا أطيق لـقاءه ** نـتـن قـبيح، غصّ بالزعران
سـتـقـول لا تيأس عرفتك ملهما ** مـا هـكـذا يـسـتسلم الفرسان
سـأقـول حـقا ان قولك صائب ** لـكـنـنـي في غيهب الأحزان
عـشت المرارة وارتشفت سمومها ** وسـقـطـت ميتا وانتهى ديواني
كـل الـصـحاب تفرقوا اوقتّلوا ** وبـقـيت في الصحراء كالغربان
وعـكـاظ قد هدمت ودمر سوقها ** شـعـراؤهـا بعض من الزعران
هـربـوا جـمـيعا للنساء وكلهم ** نـقـلـوا كلام الفسق من شيطان
دعـنـي وقل عني توارى هاربا ** مـن شـدة الـنـيران والطغيان
روح الـدنـا فُـقِـدت إذا فَقَدَت ** نـور الـهـدى والذكر والإخوان
لـم ألـق يا حسّان غيرك مشرقا ** عـذرا لـلـيـلي الحالك الحيران
اطـلـل عـلـي فربما ستعيدني ** لـلـروض للإشراق للشطآن
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد