صبرا أُخي

5.5k
4 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

صَـبـراً أُخَـيَّ إِذا أَلـمَ َّبَلاءُ!! * * * فَـالصَّابِرونَ على الهُدَى أُمَناءُ!

صَـبراً أُخَيَّ عَلى قَضاءٍ, نازلٍ,! * * * فَـهُـوُ امتحانٌ لَيسَ عَنهُ غَنَاءُ!

إنَّ الـشَّـدائِـدَ يـا أُخَيَّ مِحَكٌّنا * * * فَـيَـبـينُ مِنَّا الجّلدُ والضٌّعَفاءُ!

كَـم مُـدَّعٍ, صِدقَ الخِلال بِفُرجَةٍ, * * * لـكِـنَّـها وَقتَ المَضِيقِ هَبَاءُ!

كَـم مَـعدِنٍ, يُرضِيكَ مِنهُ بَريقُهُ * * * فَـتَـمـيزُهُ النِّيرانُ وَهِيَ جَلاءُ!

وَلَـقَـد عَـهِدتُكَ يَا أَخَانَا مُؤمِناً * * * وَالـمُـؤمِـنُونَ لَهُم سَناً وَسَناءُ!

أَوَلَـسـتَ تَـملِكُ يَا أُخَيَّ عَقِيدَةً * * * مِـن نُـورِهَـا تَتَبَدَّدُ الظَّلمَاءُ؟!

أَوَلَـسـتَ تَملِكُ يَا أُخَيَّ شَرِيعَةً * * * فِـيـهَا الحَيَاةُ وَمَدٌّهَا المِعطَاءُ؟!

أَوَلَـستَ تَقبِسُ مِن شُعَاعِ مُحَمَّدٍ,؟! * * * فَـمُـحَـمَّـدٌ شَمسٌ لَنا وَضَّاءُ!

وَصَـحَـابَةٍ, ضَاءَت بِهِم دُنيَاهُمُ * * * فَـهُـمُ الـنٌّـجُومُ وَرَايَةٌ بَيضَاءُ!

فَـالـسَّـابِـقُـونَ الأَوَّلُونَ أَئِمَّةٌ * * * لِـمَـن اهـتَدَى فَحَياتُهُم غَرَّاءُ!

رَبَّـاهُـمُ رَبٌّ الـوُجـودِ بِوَحيِهِ * * * وَمُـحَـمَّـدٌ مِـن فَيضِهِ رَوَّاءُ!

هَـذا رَسُـولُ اللهِ يَـبـدو قِمَّةً * * * لِـلـعَـالَـمـينَ فَسِيرَةٌ عَليَاءُ!

قَـد عَـلَّمَ الأَصحَابَ كُلَّ فَضِيلَةٍ, * * * لـكـنَّـمَا الصَّبرُ الجَمِيلُ وِقَاءُ!

هَـذا بِـلالٌ شَـامِـخٌ بِـسُجودِهِ * * * وابـنُ الأَرَتِّ وَمُـصعَبٌ وَإِمَاءُ!

وَصَـحَـابَةٌ كُثرٌ تَحَدَّى صَبرُهُم * * * كُـلَّ الأَذَى فَـلتَشهَدِ الصَّحرَاءُ!

فَـتَـرَاهُـمُ في النَّائِبَاتِ رَوَاسِياً * * * تَـرتَـدٌّ عِـندَ سُفُوحِهًا الأَنوَاءُ!

وَتَـرَاهُـمُ مُـسـتَمسِكِينَ بِعُروَةٍ, * * * وُثـقَـى وَآَيُ كِـتَـابِهِم أَندَاءُ!

وَبِـسُـنَّـةِ الهَادِي اقتَدَوا بِعَزِيمَةٍ, * * * أَثـنَـى عَـلَـيهَا اللهُ وَالعُلَمَاءُ!

فَـجَـزاهُمُ اللهُ الشَّكُورُ بِصَبرِهِم * * * عِـزَّ الـحَـيـاةِ ودارُهُم غَنَّاءُ!

أَمَّـا الَّـذِينَ تَجَبَّرُوا وَتَغَطرَسُوا * * * فَـاسـأَل بِـهِم مَن عِندَهُ الأَنبَاءُ!

يُـخـبِركَ أَنَّ الحَقَّ ثَلَّ عُرُوشَهُم * * * فَـتَـسَـاقَـطُوا وَيَمِينُهُم شَلاَّءُ!

لَـم يُـغنِ عَنهُم جَمعُهُم شَيئاً وَمَا * * * نَـفَـعَ الـنَّذِيرُ فَحَقَّتِ الأَسوَاءُ!

فَـلَـقَـد أَذَلَّـهُـم الإِلهُ بِظُلمِهِم * * * وَالـنَّـارُ مَـثوَاهُم وَذَاكَ جَزَاءُ!

سَـقَطَ الَّذِينَ استَعبَدُوا أَهلَ التٌّقَى! * * * وَعَـلا عِـبَـادُ اللهِ والـفُضَلاءُ!

وَالـمُـؤمِـنُونَ الصَّادِقُونَ أَعِزَّةٌ * * * فـي دَولَـةٍ, دُستُورُهَا الأَضوَاءُ!

حَـمَـلُـوا الرِّسَالَةَ مُؤمِنينَ بِأَنَّهَا * * * طِـبٌّ الـحَـيَاةِ فَلَيسَ بَعدُ دَواءُ!

وَدَعـوا إِلـى اللهِ الحَميدِ بِحِكمَةٍ, * * * فَـمَـن اسـتَجَابَ فَإِنَّهُم سُعَدَاءُ!

لـكِـنَّ مَن صَدَّ الوَرَى عَن هَديِهِ * * * فَـلَـهُ الـجَـحِيمُ وَذِلَّةٌ وَشَقَاءُ!

مَـن ذَا يُـبَـدِّلُ سُـنَّةَ اللهِ الَّذي * * * خَـلَـقَ الوُجُودَ فَجَلَّتِ الأَسمَاءُ!

مَـن ذَا يُـقَـاوِمُ قُـوَّةَ اللهِ الَّذي * * * أَخَـذَ الـطٌّـغَـاةَ وَأَخـذُهُ إِفنَاءُ!

* * * * * ** * *

تَـعِسَ الَّذينَ نَسُوُا الإِلهَ وَغَرَّهُم * * * بِاللهِ سُـلـطَـانٌ لَـهُـم وَثَرَاءُ!

فَـكَـأَنـهُم لَم يَعلَمُوا خَبَرَ الأُلى * * * مِـن صَـيحَةٍ, بَادُوا وَتَمَّ قَضَاءُ!

فَـتَـراهُـم مُـتَنَمِّرِينَ وَمَا دَرَوا * * * مَـكـرَ الإِلـهِ فَـأَينَ مِنهُ نَجَاءُ!

وَعَـلَـى فِلَسطِينَ المُعَذَّبِ شَعبُهَا * * * هَـبَـطَ الـبُـغَـاةُ كَأَنَّهُم دَأدَاءُ!

غَـصَبُوهُ أَرضاً قَد تَبَارَكَ تُربُهَا * * * بِـمُـحَـمَّـدٍ, وَتَعَطَّرَت أَجوَاءُ!

غَـصَبُوهُ أَرضاً قَد تَضَمَّخَ تُربُهَا * * * بِـدَمِ الـشَّـهَـادَةِ يَومَ عَزَّ لِوَاءُ!

يَـا وَيـلَـهُـم قَد مَزَّقُوهُ شَراذِماً * * * فـي كُـلِّ أَرضٍ, مِـنهُمُ أَشلاءُ!

وَارَحـمَـةَ الشَّعبِ المُعَذَّبِ خَانَهُ * * * مَـن يَـدَّعِي القُربَى فَضَلَّ نِدَاءُ!

وَارَحـمَةَ الشَّعبِ المُرابِطِ وَحدَهُ * * * مِـثـلَ الـيَتِيمِ وَحَولَهُ اللٌّؤَمَاءُ!

* * * * * ** * *

قَـد سَـامَهُ الأَعداءُ أَلوانَ الأَذَى! * * * هَـيَّـا انظُرُوا مَا يَفعَلُ الأَعدَاءُ!

يَـا وَيـلَهُم قَتَلُوا الرَّضِيعَ وَأُمَّهُ! * * * وَأَبُـوهُ في الأَسرِ الرَّهِيبِ ذَمَاءُ!

وَتَـراهُـمُ بِسِلاحِهِم حَولَ الفَتَى * * * مِـثـلَ الذِّئابِ وَقَد تَعَرَّضَ شَاءُ!

فـي قَـسـوَةٍ, قَد مَزَّقُوا أَوصَالَهُ * * * بِـنُيُوبِ حِقدٍ,، حَشوُهَا البَغضَاءُ!

لَـو يَـملِكُ الفِتيانُ مَا مَلَكَ العِدا * * * مِـن عُـدَّةِ لَـتَـلاشَتِ الأَدواءُ!

لـكِـنَّـهُ حَـجَرٌ يُواجِهُ مِدفَعاً! * * * هَل يَستَوِي الأَمرانِ يَا زُعَمَاءُ؟!

هَيَّا انظُروا الفِتيَانَ قَد قَهَرُوا العِدا * * * بِـصُـمُـودِهِـم يَا أَيٌّهَا الجُبَنَاءُ!

مَـا صَـدَّهُم نَسفُ البُيوتِ وَإِنَّها * * * جُـهـدُ الـزَّمَانِ وَللبَنِينَ ثَوَاءُ!

مَـا صَـدَّهُم حَرقُ الزٌّروعِ وَإِنَّها * * * زَادُ الـعِـيَالِ وَلَيسَ عَنهُ غَنَاءُ!

وَالـمـالُ قَد سَلَبُوهُ مِن أَصحَابِهِ، * * * إِنَّ الـحَـيَـاةَ بِـدُونِـهِ لأوَاءُ!

لَـو عَـادَ هُولاكُو لأَنكَر بَطشَهُم * * * بِـالآَمِـنـيـنَ، وَسَاءَهُ اللٌّؤَمَاءُ!

جَثَمُوا عَلى صَدرِ الضَّعيفِ فَمَا لَهُ * * * مِـن نُصرَةٍ, جَادَت بِهَا العُظَماءُ!

لا يَـمـلِكُ الأَهلُونَ غَيرَ حِجَارَةٍ, * * * قَـذَفُـوا بِهَا المُحتَلَّ وَهِيَ ظِمَاءُ!

والـعُـربُ حَولَهُم تَجَافَى جَنبُهُم * * * عَـن مَـضـجَعٍ, حَتَّى يَتِمَّ فَنَاءُ!

يَـا وَيلَهُم مَكَرُوا بِقُدسِ دِيَارِهم! * * * فَـهُـمُ الـبُـغَـاةُ وَإِنَّهُم لَوَبَاءُ!

وَهُـمُ الـعَبِيدُ وَلَو تَسَمَّوا سَادَةً! * * * وَهُـمُ الـطَّـغـامُ وَإِنَّهُم لَغُثَاءُ!

لا تَـحـسَـبَنَّ اللهَ يَغفَلُ لَحظَةً! * * * عَـن غَـدرِهِم إِنَّ الجَزَاءَ كِفَاءُ!

وَاللهُ يُـمـهِـلُ كَي يَزيدَ عِقَابَهُم * * * فَـإِذَا أَرادَ، فَـلا يُـرَدٌّ قَـضَاءُ!

* * * * * ** * *

يـا مُـسـلِـمينَ تَنَبَّهُوا لِعَدوِّكُم * * * فَـهُوَ الفَنَاءُ!! وَهَل يَطيبُ فَنَاءُ؟!

فِـرٌّوا إِلـى اللهِ الـعَزيزِ يُجِركُم * * * مِـن كُـلِّ سُـوءٍ, أَيٌّهَا الضٌّعَفاءُ!

لا عِـزَّ إِلا بِـالَّـذِي عَـزَّت بِهِ * * * أَسـلافُـنَـا يَـا أَيٌّهَا \"الرٌّفَقَاءُ\"!

عُـودُوا فَـكُونُوا مُسلِمينَ لِرَبِّكُم * * * فَـهُـوَ الـقَـوِيٌّ وَمَا لَهُ أَكفَاءُ!

هَـيَّـا انصُروا دِينَ الإِلهِ بِقُوَّةٍ,! * * * فَـبِـديـنِـهِ قَد عَزَّتِ الحُنَفَاءُ!

إِن تَـنـصُروا اللهَ العَظيمَ يُثِبكُم * * * نَـصـراً وَإِلا فَـالـعِقَابُ كِفَاءُ!

ذاك الكتاب منار من طلب الهدى * * * وهـدى الرسول محجة بيضاء!


أضف تعليق