أين الفاتح المنتظر ... لفضائية هادفة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حكاية أسطورية جرمانية تروي قصة مارد عملاق ذو قوة خرافية خارقة، وكان يسلطها على أهل القرية المجاورة لمسكنه في الغابة، فيبعث فيهم الهلع ويحطم كل ما تصل يده إليه حتى تحولت حياة القرية إلى جحيم لا يطاق. وذات يوم اجتمع عقلاء القرية واستجمعوا طاقتهم في التفكير حتى يخلصوا أنفسهم من هذا الوحش الخطير، وبعد بحث وتدقيق توصلوا لنتيجة بارعة هي أن يركّبوا للمارد عقلاً يمكنهم من التحكم فيه، وانتهزوا فرصة سانحة كان يغط الماردفيها بنوم عميق، وطبقوا خطتهم بإحكام.. وماذا كانت النتيجة؟! صار المارد العملاق يعمل خادماً لأهل القرية واستفادوا من قدراته الخارقة في حمل الأثقال عنهم. إن هذه القصة على الرغم مما يبدو عليها من خرافة وطفولية.. إلا أن ما صنعه أهل القرية هو فعلاً طريقنا الوحيد لانطلاق فضائية هادفة..

 

سخافات فضائية!

ماذا يشاهد الناس اليوم على قنواتهم الفضائية.. يجيب الأستاذ عادل العبد العالي بقوله: «إن الناظر في أحوال الناس والمعايش لمجالسهم يخرج بتصور هو أن أفراد المجتمع ليسوا سواء في التلهف لبرامج الفضائيات. فطائفة تعتبر ما يبث فيها ترفيه متجدد يخرجون به عن روتين حياتهم وجديتها، وطائفة أخرى تبحث عن ما يلبي شهواتها. فالمهم الصورة المتبرجة والأغنية الماجنة. وأعداد من المثقفين من يبحث عن الخبر المصور والحوار الجاد. لكن الفضائيات وبسبب تخبطها وعجزها خسرت هؤلاء. وحديث المجالس لا يخرج عن التذمر والسخط. يقول أحد الشباب: جلست يوماً أتنقل بين القنوات فإذا بها لا تخرج عن (فيديو كليب) ومهرجانات غنائية وحوارات سخيفة وإعلانات تجارية. فكدت أنفجر من الغيظ وصرخت ـ وكنت لوحدي ـ وقلت للشاشة: أنا إنسان ولست بهيمة. يريد أن ما تبثه هذه القنوات لا يخرج عن الجنس واللبس. وهذا ما يتفق عليه المشاهدون.. وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يمنعهم من الاستغناء عن الفضائيات. والذي يظهر لي والله أعلم أنهم لا يجدون البديل أو بعبارة أدق يتكاسلون في البحث عن بديل عنها وإلا فإن البدائل كثيرة.. ». وكان للأستاذ طارق إبراهيم رأيه حول هذه النقطة الذي قال فيه: «تختلف توجهات الفضائيات فيما تطرحه من برامج للمتلقي العربي. فمنها ما يركز على الجانب الخبري فقط ومنها ما هو منوع ومنها ما هو مخصص للغناء أو الرياضة وهكذا، وبالتالي فإن اهتمامات الناس باختلاف أجناسهم وأعمارهم ومستوى وعيهم هو الحكم في مثل هذه المسألة. لكن وجهة نظري الشخصية أن هناك محطتان أو ثلاث فقط حققت لي حداً لا بأس به من اهتماماتي واهتمامات أسرتي.. أما بقية المحطات ففيها الغث والسمين إلا أن الغث حتمًا هو الطاغي على برامجها. بل إن هذه المحطات من حيث تعلم أو لا تعلم تساهم بشكل فاعل في تهميش وتسطيح فكر المواطن العربي». ويضم الشيخ إسماعيل الخطيب العالم المغربي صوته إذ يقول: لكن الواقع هو أن الفضائيات العربية صورة للإعلام الغربي في كل ما تنتجه بل إنها تقدم للمشاهد العربي مالا يمكن أن يشاهده في القنوات الأخرى فقنواتنا (عربية اللسان، أجنبية الهوية) وهذا ماخرجت به بعد مراقبتي لها مدة، فلم أجد فيها سوى الميوعة والانحلال والدعوة إلى تقليد الغرب في كل شيء وإلى الإبتعاد عن ا لقيم. وحتى البرامج الدينية التي تقدم بين الفينة والأخرى تبدو نشازاً غير متفقة مع الجو العام لهذه الفضائيات.

انطلاقة نحو الوراء

بعدما اكتسحت الفضائيات البيوت، وعاشت في أرجائها أعواماً بعد أعوام.. أين الحال الذي نحن عليه الآن؟ وماذا تحقق لنا من هذه الفضائيات؟ تلخص الأستاذة وفاء القروني في قسم التوعية الدينية بمكتب الإشراف التربوي الأمر قائلة: إن القنوات الفضائية أثرت على المسلمين بصفة خاصة فلسنا كالماضي بالقوة والمجد ولسنا كالغرب الآن باختراعاتهم وابتكاراتهم المتوالية. رضينا بالتبعية المطلقة والتقليد الأعمى حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من ضعف. ويضيف الشيخ عبدالله بن عبداللطيف الحميدي: لقد أصبح من الطبيعي أن ترى في هذه الشاشات المفسدة المدمرة من يطوف بالقبور ويتبرك بالأشجار والأحجار ويظهر البدع والخرافات والشبهات ويدعو إلى منابذة الكتاب والسنة واتباع الأهواء وتتبع الرخص وترك الدين الحق.. بل وأصبح وللأسف الشديد شيئاً مألوفاً أن ترى العري بأبشع صوره والتفسخ بأشد ألوانه، وبعد ذلك كله ترى القبل والعناق والضمّ بين الجنسين.. وربما رأى ما وراء ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.  وأصبح أمراً عادياً أن ترى فيها شرب الخمور وترويج المخدرات والمسكرات والدعاية لها والدعوة إلى المعاملات المحرمة بل والربا الصراح. كما أصبح من المعتاد ـ ويا للأسف ـ أن يلتقي مئات بل آلاف الشباب في المقاهي والمنتزهات لمشاهدة فيلم ماجن أو مسلسل هابط في ساعات متأخرة من الليل. وحول هذه النقطة أضاف الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: إن من هذه السلبيات ما تلعبه القنوات الفضائية التي ثُبت من بلاد ضاع الوازع الديني فيها، إما لأنها غير مسلمة، وإما لسيطرة الفكر العلماني على عقيدة أفرادها، فنشأت عن قنواتها أفكار مسمومة باتت تغزو كل البيوت عن طريق التليفزيون ولم يعد هناك ضابط ولا رابط لها بعد أن سهل استقبال هذه القنوات، وأصبحت غير مشفرة، بحيث يستطيع كل من لديه جهاز استقبال أن يشاهد ما تعرضه من مشاهد وأفكار هي في أكثرها أفكار مغلوطة منحرفة ومشاهد ماجنة لا تتفق ومبادئ الديانات السماوية أو الأخلاق الفاضلة. الشاب هو الهدف وإذا كان التحدي الكبير في الفضائيات ينصب كالحية القاتلة على المجتمع بشكل عام فهو موجه بشكل خاص إلى الشباب والفتيات من أبناء الجيل.. فهل إلى سبيل لصد هذه الهجمات؟!.. يعبر الدكتور صابر عن هذه القضية بقوله: على الرغم من كل ما يكتب عن علاقة الإعلام بالتربية، والتأثيرات التي يمكن أن تتركها القنوات الفضائية والإنترنت والتليفزيون وبعض المجلات الهابطة على تربية الأولاد والبنات والأسرة العربية عامة، إلا أنه لا تزال الأسرة العربية حتى الآن في حالة حيرة وقلق إزاء تعاملها مع وسائل الإعلام والمعلومات والتي يطلق عليها التربويون الوسائط التربوية».

ولعل من الوجاهة أن نتساءل أولاً: من حيث المبدأ هل نتعامل مع الفضائيات أو الإنترنت أم لا؟ ومبعث هذا السؤال أن كثيراً مما تقدمه الفضائيات أو ما تحمله مواقع الإنترنت قد يكون مدمراً للقيم والأخلاقيات وعمليات التنشئة الاجتماعية وخاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين هم في طور التكوين ولا يملكون دفاعات ذاتية كافية للجمع بين المشاهدة وعدم التأثر كما يحدث بالنسبة لبعض المثقفين وممن لديهم وعي ديني ورغبة قوية في الالتزام لا تهتز لمجرد رؤية المشاهد الإباحية أو الفكر العلماني والقيم المادية الغربية. غير أن السؤال الأهم: هل نستطيع فعلاً حجب أولادنا وبناتنا عن الفضائيات حتى لو رفضنا شراءها ودخولها منازلنا؟ إن الواقع أثبت أن الأولاد والبنات الذين لم يجدوا الفضائيات في بيوتهم ذهبوا خصيصاً إلى زيارة أصدقائهم لمشاهدة هذه القنوات، حتى من دافع الفضول وحب الاستطلاع. إن أولادنا وبناتنا في المدارس والجامعات وأماكن العمل يتبادلون الحديث بالإعجاب والانبهار وأحياناً بالنقد والاستغراب حول ما شاهدوه في القنوات الفضائية. فمن لم يستطع أن يسمع عن الشهيد محمد الدره، أو عن تخاريف الدكتورة نوال السعداوي التي تطالب بإلغاء عقد الزواج الرسمي، أو عن مسابقة ملكات الجمال، أو برامج الرقص والفرفشة بقناة «البسي» عفوًا L.B.C، أو ببرنامج «سري للغاية» بقناة الجزيرة.. إلخ من البرامج الإيجابية أو السلبية على السواء والتي تتميز بالجاذبية التي لا تقاوم؟!

إن الولد أو البنت التي لا تجد طبقاً فضائياً في بيتها وتسمع من الآخرين ما يُعرض فيها تشعر مع نفسها بالاغتراب وأنها تعيش في غير زمانها وأنها مختلفة عن بقية الناس. ولاشك أن الدراسات النفسية التي لاحظت واستبينت ميول هذه الفئات وجدت لديها رغبة عالية أكثر من غيرها في مشاهدة ومتابعة ما تقدمه الفضائيات. خلاصة القول أن أولادنا وبناتنا حينما لا يجدون عندنا ما يرغبون فإنهم يذهبون إلى أماكن أخرى قد تكون بيتاً آخر، كافتريا، سكن عزاب.. إلخ والأخطر من ذلك أننا حين نمنعهم أو نحرمهم من متابعة قنوات معينة تزداد لديهم الرغبة في معرفة هذه القنوات والاطلاع عليها.

كما أننا نتساءل إلى أي مدى من الزمن يمكن حرمان أبنائنا من مشاهدة الفضائيات؟

حتى مرحلة الجامعة، حتى مرحلة الزواج، حتى تظهر ثورات تكنولوجية أخرى في مجال الإعلام والمعلومات. لقد أثبتت التجربة أننا نقاوم كل جديد في بدايته ثم سرعان ما نستسلم لتقبله والتركيز على سلبياته مع الاستمرار في التعامل معه. وأضافت الأستاذة وفاء القروني رأياً فيما يتعلق بالأطفال عند قولها: إن حب الأطفال لكل شخصية كرتونية تظهر واقتداءهم بها وتعلقهم بها.. ما حدث ذلك كله إلا حينما فقدوا القدوة الصالحة واتبعوا ما وضع لهم دون توجيه.. لذلك يجب توعية أبنائنا دوماً بأن هناك مكائد تدس حقداً. ليس في القنوات الفضائية فحسب بل في أمور كثيرة.

 

الفضائيات والبرامج الدينية

كان طبيعياً لقنوات تكرّس لمثل هذه البرامج ألا تعير اهتماماً للبرامج الدينية والأخلاقية والقيمية، فمن عجب أن الفضائيات مازالت تتعامل مع الإسلام كدين وكقضية وفق الأساليب النمطية القديمة ويتجلى ذلك في مظاهر عدة: الافتتاح بالقرآن الكريم وكذا الختام، مروراً بنقل شعائر صلوات الجمعة والأعياد، والإشارة إلى مواعيد الأذان، فضلاً عن تقديم الأحاديث الدينية اليومية ذات الأسلوب التلقيني الخطابي الجامد.. أسلوب خال من الإثارة والتشويق ووسائل الجذب، بالرغم من أن روح العصر تفرض علينا الابتكار والجدة والإبداع وإيجاد وسائل تشويق، سيما الأطفال والشباب ومن ثم الإنطلاق نحو فضاءات أرحب وأوسع لإيصال صورة الإسلام الحقيقية إلى الآخر..

 

وجه الصفحة الآخر

بالرغم من الملحوظات المثارة على الفضائيات العربية إلا أن ذلك لا ينبغي أن يصرفنا عن رؤية نصف الكوب المملوء، ولعل ما يحسب لهذه الفضائيات اهتمامها بربط المسلمين في أنحاء العالم بشعائرهم ورموزهم المقدسة خصوصاً في بعض المناسبات الإسلامية كأىام الجمع ومواسم رمضان والحج وغيرهما فضلاً عن اهتمامها بشؤون الجاليات المسلمة والتعريف بهم، بالإضافة إلى تخصيص برامج دينية موجهة بلغات أخرى غير العربية، وهذا الدور تميزت به عن غيرها محطة الشارقة الفضائية..

 

الطريق إلى فضائية هادفة

إن الدعوة إلى إنشاء قناة فضائية إسلامية دعوة قديمة منذ أن ظهرت الأقمار الصناعية واستخدمت في مجالات البث التليفزيوني، حتى تعرضت المنطقة العربية للعديد من القنوات الفضائية الغربية التي حملت أفكاراً وثقافات تختلف عن الثقافة العربية والإسلامية.. كان هذا سياقاً من حديث الدكتور سامي ال شريف أستاذ الإذاعة بجامعة القاهرة الذي قال فيه: وإن هذه القنوات تهدد الهوية الثقافية العربية والإسلامية، ومن هنا شرعت الدول العربية في إنشاء العديد من القنوات الفضائية وكان أحد الأهداف التي تسعى إليها هذه القنوات تحسين صورة العرب والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية والرد على الافتراءات التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية عن الإسلام. وفيما يتعلق بالقناة الإسلامية كان للشيخ عادل العبدالعالي رأيه الجاد الذي قال فيه: إن حاجتنا لفضائية إسلامية حاجة ماسة ماسة وقد حُدّثت أن برنامجاً إسلامياً يبلغ مشاهدوه ما يقارب العشرون مليون مشاهد! فكيف بك لو سخرت قناة كاملة لبيان التوحيد ونواقصه وإرشاد الناس إلى صحيح السنة وتحذيرهم من الخرافات والبدع ورفع راية الفضائل وكشف عوار الرذائل.. إنه خير يبحث عنه المسلمون ومازالوا في تلهف إلى رؤيته على أرض الواقع، فنرجو أن يكون ذلك قريباً..

ولم تقف طموحات الدكتور الشريف لدى هذا الحد بالنسبة للقناة الإسلامية وها هو يقول ويؤكد أن الطموحات الإعلامية هي إطلاق قمر صناعي إسلامي، كما أطلقنا قمراً صناعياً عربياً وآخر مصرياً موضحاً أن هذا القمر يهدف إلى الدفاع عن الدعوة الإسلامية، وأن آليات هذه المنظومة الوصول إلى الجمهور الأجنبي باللغات الأجنبية والتوجه صوب الولايات المتحدة الأمريكية وصوب دول أوروبا الغربية.

وكانت الدكتورة ماجي الحلواني أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة حاضرة الفكرة وساندت رأي الأستاذ الشريف بقولها: ليس فقط قناة فضائية إسلاميةـ بل قمر صناعي إسلامي يهدف الوصول إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم لزيادة معارفهم في المجال الدينيº لأن نسبة كبيرة جداً منهم لديهم أمية دينية، وأيضاً لمحاولة محو الأمية التعليمية لديهم لارتفاعها خاصة في الدول العربية كما يهدف إلى التوجه للدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية وتقديم البرامج التي تخدم أهدافها، ولتعريفهم بالدين الإسلامي الصحيحº لأن هذه الدول تشتاق لتعلم اللغة العربية لغة القرآن الكريم وفهم تعاليم الدين الإسلامي.

وتضيف أن من أهداف القمر أيضاً محاولة تعديل أو تغيير الصورة المكونة عن الإسلام والدول الإسلامية لدى الدول الأجنبية، وهذا يستلزم التوجه إليهم بلغتهم وهو ما بدأت فيه بعض الدول العربية والإسلامية. مشيرة إلى أهمية إنشاء قناة باللغة العبرية للوصول للرأي العام الإسرائيلي وشرح وجهة النظر العربية الإسلامية. وتشدد د. ماجي على ضرورة الاهتمام بالأقليات المسلمة في دول العالم من خلال القمر الإسلاميº لأن نسبة الأقليات المسلمة في العالم كثيرة جداً تصل إلى ملايين،

 

الدكتور مالك الأحمد في حوار صريح.. ترقبوا الفضائية الهادفة على عربسات

في حوار صريح ومباشر أكد الدكتور مالك الأحمد المشرف العام على مجلة «سنان» أن مشروع القناة الهادفة هام جداً ويجب أن تبذل له الكثير من الجهود والطاقات ويجب أن ترصد له موازنة ضخمة حتى يستطيع المنافسة في خضم هذه القنوات. ولذلك لابد أن تكون البداية قوية حتى تعطي مصداقية وقبولاً منذ بدء البث وليس بعد حين. وقد تم تسجيل هذا الحوار معه.

 

*قناة هادفة « هل توجد معايير لهذا المصطلح»؟

ـ القناة الهادفة هي تلك التي تعتمد الرؤية الإسلامية فيما تقدمه. بمعنى أنها تنضبط بضوابط الدين بالكلية. ولا يعني هذا أنها فقط تقدم مواد دينية.

*ما الأسس التي تقوم عليها تلك القناة؟

ـ من الأسس أنها تعتمد الشمولية فيما تقدمه، فهي تقدم المادة التربوية والثقافية والدينية فضلاً عن المواد الترفيهية ضمن الضوابط الإسلامية.

*وأي الشرائح تستهدف وما لغة الخطاب؟

ـ القناة يجب أن تكون عامة لكل أفراد المجتمع، الطفل له نصيب والمرأة كذلك فضلاً عن الرجل. و شريحة الشباب بجنسيه مهمة حتى تكون القناة بديلاً معقولاً عن الغثاء النازل من الفضاء. أما لغة الخطاب فتكون بسيطة وعامة وتستهدف المشاهد العادي بالجملة ولا بأس من وجود مواد قليلة للمثقفين والنخب الاجتماعية.

*وكيف لها أن تنافس في ظل الزخم الفضائي؟

ـ يمكن لهذه القناة أن تنافس وبقوة. فالناس بدأت تمل القنوات الأخرى التي لا تحترم عقل المشاهد ولا ذوقه ولا تعبأ بخلفيته الدينية وقيمه الاجتماعية. وأعتقد ـ جازماً بإذن الله ـ أنها ستنجح ليس بالضرورة مادياً لكن من المؤكد أدبياً. فالناس يتلمسون مثل هذا المشروع وينتظرونه.

*كيف يمكن للقناة أن تجمع الرأي حول القضايا المصيرية؟

ـ ليس من مهمة القناة جمع الناس حول قضايا معينة، بل يكفي أنها تؤدي دوراً توعوياً في قضايا الأمة الكلية، أما واقعها الحالي فهي تساهم في دعم قضايا المسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين مما لا يختلف عليه اثنان.

*ما توقعات النجاح والفشل بالنسبة للقناة؟

ـ النجاح والفشل بيد الله، والإعلاميون الإسلاميون أدوات للتنفيذ إن أحسنوا النيات وأخلصوها لله وبذلوا الأسباب الصحيحة وتوكلوا على الله فإنهم لا محالة ناجحون، ليس بالضرورة بالمعيار المادي ولكن بالمعيار الأخروي.

أريد أن أفرق بين مفهوم القناة الإسلامية والقناة الهادفة. فالأولى ـ كما يعبر عنها ـ قاصرة على البرامج الدينية بكافة وسائلها، أما القناة الهادفة فهي أوسع من ذلك فهي تقدم مواداً دينية وموادًا تعليمية عامة وموادًا ترفيهية لأفراد الأسرة لكن كل ذلك داخل الإطار الإسلامي بمعنى آخر أنها تقدم كل شيء بشرط ألا يخالف أصول الدين وضوابطه المحددة والمتفق عليها.

مدير قناة «اقرأ» لـ«الشقائق».. علينا تقديم (النجوم) كقدوات صالحة

وعلى مائدة التحقيق تقدمت قناة «اقرأ» وتفضلت بالجلوس لمناقشة بعض المحاور فكان هذا اللقاء..

1 - لماذا نريد الفضائية الهادفة؟

لا يخفى على أحد أهمية القنوات الفضائية لسعة الرقعة التي تصلها من أرجاء العالم أولاً، ولزيادة أهمية جهاز التلفاز في حياة كل فرد تقريباً في المجتمعات العالمية عامة وفي مجتمعاتنا الشرقية خاصة، ولأن المجال مفتوح فإن فقاعات الفضائيات من أنواع الترفيه الغث منها والسمين لاقت رواجاً عند فئات مختلفة من المشاهدين، ووسط هذه المعمعة لابد من بروز رسائل الخير ووسائط الحق {فأما الزبد فيذهب جفاءً}.

2 - وماذا عن الشريحة المستهدفة؟

لابد أن نحدد أولوياتنا، فنحن في اقرأ بدأنا بشريحة الملتزمين والمحافظين الذين لا يجدون بدائل وسط زخم الفضائيات. والآن دخلنا مرحلة التوسع في الشرائح لنخاطب الجميع بهذه الدعوة للإسلام والإرشاد للمفاهيم الحق فنخاطب المرأة والطفل والشاب والعامة والنخبة. وبدأنا بخطاب الناطقين باللغات الإنجليزية والفرنسية وكذلك الأردية، وبدأنا كذلك بإعداد برامج لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام.

3 - هل يسعنا إطلاق قمر إسلامي؟:

في الواقع إن أهل الخير قادرون على إرسال القمر الفضائي الإسلامي، ولكن بالإمكان الاستفادة من الأقمار الحالية لأنها عملية تجارية من إستئجار مساحة فضائية كما هي تجربة شبكة راديو وتلفزيون العرب بالبث للقارات كلها.

4 - العالم الإسلامي متعدد الرأي والتوجيهات كيف يمكن جمعه حول القضايا المصيرية؟

لابد أن تقوم الجهات الإعلامية الإسلامية بالوصول لشتى العقليات، أما بخصوص القضايا المصيرية فتجربتنا تقول (العقل والعاطفة) هما العنصران الأساسيان، ولذا فإن «اقرأ» تقدم رسالة واضحة في موضوع فلسطين، ونرى مردودها عند الجميع، وحتى اليهود انزعجوا من ذلك فبدؤوا بإرسال رسائل تهديد شخصي لي وللقناة.

5 - كيف تخرج الفضائية من الإطار الضيق إلى الرحاب الواسعة؟

 الشكل التلفزيوني ولغته وفنياته تتطلب مرونة وكياسة (دون الخروج على الثوابت الإسلامية)، وهذا هو الطريق للمنافسة والإبهار.

6 - هل من عقبات حكومية أو سياسية؟

يحفل عالمنا الإسلامي والعربي بخطوط حمراء عديدة. وعلى القنوات المختلفة أن تختار بين الوصول للجميع مما يفي إرضاء الجميع مع التنازل عن بعض الأهداف، أو عبور بعض الخطوط الحمراء لتحجب رسالتها عن بعض الفئات. والحل الوسط هو الذكاء في المعالجة والمداراة بعيداً عن المماراة والتورية بعيداً عن التعرية.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply