حماية الأطفال من الأفلام المحظورة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تم تسجيل الأعراض التالية التي ظهرت على بعض الأطفال بعد مشاهدة أفلام الرعب السينمائية: 

  · الخوف ليلاً.

  · حدوث الكوابيس الليلية بصورة متكررة.

  · تذكّر الأشياء المخيفة التي رآها الطفل في الأفلام أثناء النهار.

  · فقدان التركيز وعدم القدرة على المذاكرة.

  · تتكون لديهم صورة مخيفة عن العالم الذي يعيشون فيه. 

وليس هناك داع للدهشة من وجود هذه الأعراض طالما أن هذه النوعية من الأفلام قد أنتجت لتخويف المراهقين والكبار! كما أن كثرة تعرض الطفل لمشاهد العنف المتكررة تفقده الإحساس بالمعاناة البشرية، إلا أن تأثيرها قد يذهب لمدى أبعد من ذلك لدى الأطفال متعكري السلوك حيث يحاول البعض منهم محاكاة ما شاهده في الأفلام.

 

الأسباب:

تنتج معظم ردود الفعل السيئة من الأفلام التي تحتوي على مشاهد الرعب والعنف الحي أو العنف الجنسي، وقد تغير مضمون هذه النوعية من الأفلام خلال العشر سنوات الأخيرة، وأصبح التشويه هو الرسالة السائدة بفضل المؤثرات الخاصة المتطورة التي تمكننا من رؤية طرق العذاب والوحشية بالتفصيل عن قرب وبالحركة البطيئة.

ويقع معظم الخطر لردود الأفعال الشديدة على الأطفال في سن الثانية عشرة أو ما دونهاº فأطفال المرحلة الابتدائية ليس لديهم طرق الدفاع التي لدى الكبار للتكيف مع هذه النوعية من الأفلام، وأكثر ما يخيف هؤلاء الأطفال هو شخصية (الشرير) في السينماº لأن تلك الشخصية تبدو في الأفلام حقيقيةº وتزرع الخوف في أعماق هؤلاء الأطفال (كمشاهد الهجوم المفاجئ، والخطف والتعذيب، أو حتى القتل).

إن الأطفال الأصغر من سبع أو ثماني سنوات من العمر لديهم نمط من التفكير يسمى التفكير المادي (غير التخيلي)، وهذا يجعلهم يفكرون بأنه إذا كان ذلك يحدث على الشاشة فمن الممكن أن يحدث لهم الليلة.

وقد أصبح الحصول على هذه الأفلام أكثر سهولة حيث إن بعض النسخ الأصلية غير المنقحة من هذه الأفلام تنقل عبر قنوات المحطات الخاصة وأفلام الفيديو، ويقول الآباء: (إنهم لم يعرفوا أن أطفالهم كانوا يشاهدون تلك الأفلام، كما أنهم لا يستطيعون فحص كل شيء قبل أن يراه الأطفال)، ومن الألعاب المنتشرة في المدارس الآن استئجار أحد أفلام الفيديو (في أمريكا) التي تتسم بالرعب والعنف، وعرضها بين الأصدقاء لتبين أي منهم يستطيع مشاهدة أكبر قدر قبل أن يصاب بالغثيان أو التعب.

وقد استخدمت مشاهد العنف في التلفزيون في معظم الأبحاث التي أجريت حول تأثير العنف على الأطفال، وأكدت هذه الأبحاث أن التلفزيون يؤثر على سلوكيات الأطفال، ولن تستطيع أي لجنة لإجازة الأبحاث الموافقة على دراسة يتعرض فيها الأطفال لأفلام العنف، ولا يلزمك أن تكوني اختصاصية نفسانية لتفهمي أن أفلام العنف السينمائي (التي هي أشد عنفاً من أفلام العنف التي تعرض في التلفزيون) لها تأثير ضار على الأطفالº ومع ذلك مازال بعض الآباء للأسف يسمحون لأبنائهم بمشاهدتها.

 

المسلك المتوقع لحالات الخوف:

قد تستمر هذه المخاوف عند الطفل بدون أي تدخل علاجي لفترة تراوح من شهر إلى ستة أشهر، وبالعلاج تتحسن هذه الحالة في العادة خلال عدة أسابيع.

حماية الطفل من مشاهدة أفلام العنف السينمائية:

1 - معرفة نظام تصنيف الأفلام السينمائية:

لا تعتبر كل أفلام الرعب (آر ريتد) متساويةº إذ إن المقصود بهذا الرمز: الأفلام التي لا يسمح للأطفال أقل من سبعة عشر عاماً بمشاهدتها دون اصطحاب أحد الأبوين، حيث تتضمن هذه الأفلام مشاهد عارية، ومشاهد عنف تستعمل فيها ألفاظ غير مهذبة، وقد ساهم وجود اللغة غير المهذبة المستعملة في الأفلام في تفشي مثل هذه الألفاظ لدى الأطفال في ملاعب المدرسةº لكن العنف هو أسوأ ما في هذه المشاهد نظراً لتأثيره المزعج على الأطفال، وفي الواقع عند قراءة تصنيف هذه الأفلام جيداً، نجد أن درجة العنف الموجودة في الفيلم قد ذكرت (مثل مشاهد العنف التصويري، أو مشاهد الاغتصاب).

 

2 - منع الأطفال دون ثلاثة عشر عاماً من مشاهدة أفلام الرعب (الخاصة بالكبار فقط):

لا تسمحي أبداً للطفل قبل بلوغه ثلاثة عشر عاماً بمشاهدة هذه النوعية من الأفلام مهما كنت متحررة، حيث يجب مراعاة نضج الطفل وحساسيته عند بلوغه ثلاثة عشر إلى سبعة عشر عاماً ووضع ذلك في الاعتبار، وحين تقررين الوقت المناسب لمشاهدة هذه النوعية من الأفلام لا تسمحي له بمشاهدة الأفلام التي يتخللها مشاهد من العنف الجنسي (العنف التصويري)º لأن هذه النوعية من الأفلام لا تمثل جزءاً من الخبرة المكتسبة في الحياة في أي مرحلة من مراحل العمر.

 

3 - انتقاء الأفلام التي يشاهدها الطفل:

لا تدعي الطفل يشاهد أي فيلم قبل أن تتأكدي من نوعيته وموضوعه، ولا تستسلمي لضغط الطفل عليك لمشاهدة أي من الأفلام التي قد تسفر مشاهدتها عن حدوث ضرر له، يجب أن يبقى هذا القرار في يد البالغين فقطº واحتفظي بقائمة بأسماء الأفلام التي تسمحين للطفل بمشاهدتها، قومي بقراءة المراجعات التي تمت للأفلام من خلال نظرة الطفل، ولاحظي الأشياء التي قد تزعج الأطفال (مثل القسوة على الحيوان).

 

4 - مراقبة ما يشاهده الطفل على قنوات التلفزيون الخاصة:

لا تسمحي له بفتح قنوات التلفزيون المستقبلة بالأقمار الصناعية إلا لمشاهدة أحد البرامج المعينة التي أذنت له بمشاهدتها، حتى بعض النسخ المنقحة من الأفلام المعروضة على شاشات محطات التلفزيون الخاصة قد تكون مخيفة بالنسبة للطفل، فبعض الأطفال ينتابهم الخوف وعدم الاطمئنان على أنفسهم عندما يشاهدون الحرائق والأعاصير والزلازل والإرهاب والحروب التي تتخلل أخبار المساء.

 

5 - تحذير الطفل من مشاهدة أفلام العنف خارج المنزل:

يجب حماية الطفل من الوقوع دون قصد ضحية لمشاهد العنف في الأفلام المعروضة، ويجب أن تكوني شديدة الحذر في السماح للطفل في حضور بعض الحفلات الخاصة التي قد تعرض فيها هذه الأفلام، عوّدي الطفل الاتصال بك إذا كانت العائلة التي يزورها أو الحاضنة تعرض أياً من أفلام الرعب، وعوّديه أن يهرب من الأفلام التي قد تسبب له الخوف أو الاكتئاب والإحباط.

 

6 - مناقشة الطفل في الفيلم الذي سبب له الإزعاج بعد مشاهدته:

يجب أن تقدّري المخاوف التي تنتاب الطفلº فلا تحاولي أن تسخري منهاº بل شجّعيه على أن يحدثك عن الأشياء التي أفزعته، وساعديه تدريجياً على السيطرة على الموقف.

 

7 - تطبيق الوسائل الوقائية:

يجب حماية الصحة العقلية للطفل من مداهمة المخاوف التي قد تنتابه، فالأفلام المخصصة للكبار حتماً تترك آثارها الضارة على الأطفال الصغار في المرحلة الابتدائية لذا يجب توخي الحذر منهاº ومحاولة اختيار نوعية الأفلام التي تتلاءم مع سن الطفل، ولا تسمحي للطفل على الإطلاق بمشاهدة الأفلام التي قد تخيفك أنت نفسك.

قد يرث الطفل من أهله المال الوفير، أو الأراضي الشاسعةº أو يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، إلا انه يولد ودماغه فارغة من أي معلومة، وكل معلومة يملكها لاحقاً إنما هي مكتسبة من البيئة، اختاري لولدك البيئة الصالحة، لا تتركيه فريسة للجنون الإعلامي والإعلاني المعاصر. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply