سلام على الدنيا .. سلام على الورى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لم يتسن للدنيا أن تقعد بعد، لقد فازت الفنانة الأردنية \"ديانا كرزون\" بلقب سوبر ستار العرب، والذي يعني فوزها بثقة الجماهير العربية، فهي نجمة عربية تحمل وعد التجديد في الساحة الفنية الأردنية والعربية.

وقد كان الحدث من الأهمية بمكان أن جندت له كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، بل لقد كانت النتيجة على غاية من الأهمية لدرجة أن يقوم ملك وملكة الأردن بتهنئة \"ديانا كرزون\" بفوزها بلقب \"سوبر ستار العرب\" واعدين إياها الدعم الكامل لإنجاز مسيرتها الفنية، وتوفير كل أسباب التقدم لها للمضي قدماً في تقديمها للفن العربي الأصيل والمتميز!!

والجدير بالذكر أن \"ديانا كرزون\" بدأت مسيرتها الفنية في مهرجان الأغنية العربية ومهرجان الأغنية الأردنية، اللذين رعاهما الملك عبد الله الثاني، وتقول وسائل الإعلام الأردنية أن فوز \"ديانا كرزون\" يأتي تجسيداً لشعار \"على قدر أهل العزم \" وأنها كرست بنجاحها مفهوم \" الأردن أولاً \"!!

ظاهرة \"ديانا كرزون\" ليست الأولى في الأردن، فهناك ظواهر في الأردن تتركز على الشباب، وهذه الظواهر ليست محض صدفة، ولكنها جزء من كل من البرنامج الهادف إلى سلخ الأمة عن دينها وتاريخها.

الباحثة النفسية \"اعتدال رامز\" ترى أن الدراسات النفسية لم تفرق بين الذكور والإناث في درجة الاهتمام بالمظهر، بل تعتبر أحياناً الذكور أكثر اهتماماً بمظهرهم من النساء قياساً للفترة الزمنية التي يقضيها الشباب أمام المرآة يومياً، فالمراهقون الذكور أكثر وقوفاً حيث يحادثون انعكاس صورهم على المرآة.

وتضيف: إن العوامل التي تؤدي لذلك التصرف: الفراغ وقلة الاهتمامات الثقافية والرياضية والعلمية، ومسألة أزمة الهوية التي تولد لديه صراعات كثيرة!! فالشباب في الأردن كما نقلت وسائل إعلامه ينافسون الإناث على آخر صرعات الـ \" ميك أب \"!!

قرأت الخبرين السابقين وكان بين يدي قصاصات من صفحات الجرائد أعدها لكتابة موضوع حول مطاردة بعض الحكومات للإسلام.

ففي المغرب أصدرت محكمة مغربية في ساعة مبكرة أحكاماً بالإعدام على أربعة في قضية تفجيرات الدار البيضاء، وأدانت المحكمة الأربعة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار في الهجمات الخمس التي وقعت بشكل متزامن مع السادس عشر من أيار، والأربعة الذين حكم عليهم بالإعدام كانوا من بين 87 متهماً اتهمهم الادعاء أثناء المحاكمة بالانتماء إلى تيار \" السلفية الجهادية \" وهي حركة إسلامية تُحملها السلطات المغربية المسئولية عن تفجيرات الدار البيضاء، وتقول: \" إنها تتبنى سياسة العنف ضد المصالح الأمريكية وضد اليهود في المغرب \".

ورأى مسئول في جمعية \" العدل والإحسان \" الإسلامية المغربية، أن الأحكام \" قاسية جداً \" وتعكس \" توجهاً أمنياً \"، وقال المسئول في الجمعية الإسلامية الأكبر في المغرب \"فتح الله رسلان \": إن الأحكام قاسية جداً، وهناك عدد محدود من الأشخاص الذين خططوا أو نفذوا الهجمات بينما عدد المتهمين ضخم جداً والأحكام قاسية جداً\".

وأكد \"أرسلان\" أن \" الفلسفة والتوجه الأمنيين اللذين تم اعتمادهم سيئان \" وأضاف: \" بدلاً من حصر الهجمات بعدد الأشخاص الذين نفذوها وهو عدد محدود ولكنهم يضخمون عدد المتهمين، وقال \" نشتم أيضاً في هذه القضية رائحة الأحزاب والخصوم السياسيين كما لو أنه يراد ترهيب الناس \"!!

وفي أندونيسيا قضت محكمة أندونيسية بسجن متشدد إسلامي بارز سبعة أشهر..

أما \"سامودر اقروزي\" خبير الكمبيوتر البالغ من العمر 33 عاماً، فلقد قال بعد أن استمع إلى حكم المحكمة بإعدامه: أود أن أشكر فريق الادعاء الذي طالب بتوقيع عقوبة الإعدام، لأننا في الموت نحيا في سلام بالقرب من الله، وصاح بينما كان يقتاده الحرس خارج قاعة المحكمة \" إنني مستعد للشهادة \".

أما في تايلاند فلقد ألقي القبض على \"رضوان بن عصام الدين\" المعروف بالحنبلي، بتهمة أنه يخطط لتنفيذ هجمات على سفارات أجنبية وأهداف أخرى في بانكوك!!

\"باعشير\" وعلى الرغم من براءته، وَجَّهَ مَن سجنه رسالة حث فيها المسلمين على التمسك بعقيدتهم دون أن يخشوا وصمهم بالإرهاب!!

\"الخيانة\" هي التهمة الجاهزة التي توجه إلى المسلمين الملتزمين بإسلامهم، على أنه دين ودنيا، مسجد ومصنع، سياسة وعبادة، ولم يقل لنا أحد من أركان الادعاء العام على امتداد العالم العربي والإسلامي في حق من وقعت الخيانة!! بسؤال آخر: ما هي الخيانة التي اقترفها المحكوم عليهم بالإعدام أو بالسجن المؤبد أو المطاردين على امتداد عالمنا العربي والإسلامي؟!

هل أقاموا علاقات مع سفارات الدول المتربصة بدولهم الدوائر؟!

ما هي الخيانة التي اقترفها هؤلاء؟!

الذي نعلم عن هؤلاء كلهم - دون ذكر أسماء، فكلهم مشتركون بهذا الذي نريد سرده - إنهم يحبون الله ورسوله والدار الآخرة، وأن حبهم هذا أفرز حباً لكتاب الله وسنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأحبوا تبعاً لهذا وذلك إخوانهم المسلمين فوق كل أرض وتحت كل أسماء، وتفاعلوا مع قضايا الأمة العربية والإسلامية من منطلقات: \"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه\"، و\"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً\"، و\"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى\".

والذي نود طرحه على أصحاب القرار في عالمنا العربي والإسلامي:

هل تطبيق شريعة الله - سبحانه وتعالى - والسير على هدي رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ومطالبة الأمة بالتزام هذه الشريعة، تعتبر في نظر أصحاب السطوة والقوة والصولجان والحكم خيانة؟!

وهل الدعوة إلى أمة إسلامية واحدة، ذات رسالة عالمية خالدة تخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم والمعرفة، ومن البغي والظلم إلى العدل والإحسان خيانة؟!!

وهل الدعوة إلى الاستقلالية في كل مناحي الحياة على امتداد عالمنا العربي والإسلامي ورفض التبعية للغرب وأمريكا وإسرائيل خيانة؟!!

وهل يشكل الاعتزاز بالهوية الإسلامية الحرة المستقلة المستقيمة المميزة خيانة وعمالة؟!!

لقد قلبت في زماننا المقاييس والمعايير.. وغدونا في زمن كشف عنه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عندما قال: \"كيف بكم إذا صدق الكاذب، وكذب الصادق، واؤتمن الخائن، وخون الأمين، وتحدث في الناس الرويبضة، قالوا: يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتحدث في أمور العامة!!\".

الحكومات تطارد الأيادي المتوضئة، والقامات التي تنحني في جوف الليل على كتاب الله - سبحانه وتعالى - تتلوه آناء الليل وأطراف النهار، وتوجه إليهم تهمة الخيانة لا لأنهم خانوا، ولكن لأنهم قرءوا بصوت مسموع: {قُل يَا أَيٌّهَا الكَافِرُونَ[1]لا أَعبُدُ مَا تَعبُدُونَ[2]وَلا أَنتُم عَابِدُونَ مَا أَعبُدُ[3]وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُم[4]وَلا أَنتُم عَابِدُونَ مَا أَعبُدُ[5]لَكُم دِينُكُم وَلِيَ دِينِ} [الكافرون].

ولأنهم مارسوا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُستَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السٌّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ} [الأنعام:153].

ولأنهم نأوا بأنفسهم عن ولاية أعداء الله - سبحانه وتعالى -: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم} [المائدة:51] ولأنهم قالوا وترجموا بعدما استوعبوا: {قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ[162]لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرتُ} [الأنعام:163].

لا يزعج أعداء الله - سبحانه وتعالى - صلاة المسلم وصيامه أن يكون هذا المسلم على مستوى إسلامه وعصره الذي يعيش فيه علماً ووعياً قولاً وعملاً.. يزعجهم جداً أن يروا المسلم وقد غدا قرآناً يمشي على الأرض لا يراه الله - سبحانه وتعالى - حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره..

لذا تكاتفت الجهود لمحاربة هذا النوع من المسلمين لدرجة أن تقام لهذه المحاربة مؤتمرات إقليمية ودولية، فلقد أعلن وزير الخارجية الاسترالي \"الكسندرا داونر\" أن استراليا وأندونيسيا ستشاركان في استضافة مؤتمر إقليمي لمكافحة الإرهاب العام القادم، لزيادة التعاون في هذا المجال في كل أنحاء آسيا لمكافحة الأنشطة الإرهابية!!\".

أليس عجيباً وغريباً جداً أن الدول التي تدعي أنها مسلمة، حيث تنص قوانينها كلها بأن \" الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع\"!! أليس غريباً أن المسلمين الصادقين فيها لا يجدون لهم فيها موضع قدم يقفون عليه، كما يقول المتنبي:

ولكن الفتى العربي فيها        غريب العين واليد واللسان!!

لماذا تفتح حكومات بلادنا ذراعيها لكل أصوات النشاز، في الحين الذي تطارد فيه الصوت الإسلامي المستقيم.

لقد غدا الإسلام والملتزمون غرباء في بلادهم، يضطر للهث ليأخذ خيطاً من الرداء أو يجد موطئ قدم في الساحة المزدحمة، فإذا هو أمسك بطرف الخيط أو بدأ يمارس إسلامه من موضع وموطئ القدم الذي أخذه طورد ووسم بأنه إرهابي!!

إن على الأمة الإسلامية من المحيط إلى المحيط أن تعي وتعلم، إن إسلامها مهدد، وأن المخلصين من أبناء الأمة العربية والإسلامية مهددون، وأن المحاولات تجري حتى يغدو المعروف منكراً والمنكر معروفاً.

لماذا يسكت المسلمون وهم يرون حرمات المسلمين تنتهك، ومقدساتهم تدنس، وبلادهم تسلب، وخيراتهم تنهب، ودماء إخوانهم المسلمين تهراق بسبب وبلا سبب؟!!

نناصب الإسلام وأهله العداء، في الحين الذي يحظى فيه أهل الزيغ والباطل بكل أصناف الرعاية والاهتمام، فإذا كان الجهاد محرماً والدماء المسلمة تهراق في كل مكان وزمان، فمتى يا ترى سترفع رايات الجهاد والفداء؟!

وأخيراً:

إذا ارتفع النور وانخفض النسر فسلام على الدنيا وسلام على الورى.

ويا له من زمن قال فيه شاعرنا:

تموت الأسد في الغابات جوعاً        ولحم الضأن تأكله الكلاب 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply