بسم الله الرحمن الرحيم
لنبينا الكريم - عليه السلام - مواقف خاصة مع الشباب، يتلمّس احتياجاتهم، ويتفقد أحوالهم، ويصوب توجهاتهم، بحكمته المعهودة، وخٌلقه الفذ، وتواضعه الجم!.
استمع إليه وهو يُنادي شباب أمته، بصوته الحاني ومنطقه العذب: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوجº فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) [1].
إنه - عليه السلام - يشعر بمعاناة الشباب مع العزوبة، ويتألم لسياط الشهوة تُلهب صدورهم، ونيران الغريزة تؤجج نفوسهم، فيصف لهم البلسم الواقي، والدواء الشافي، ويدفعهم وهو المطاع أبداً إلى تعجيل الزواج حيث الرباط الشريف، والوصال النظيف والعفة الدائمة، والضمير التقي النقي!.
وما أنفك - عليه السلام - يتفقد أبناءه الشباب، ويكثر من سؤالهم حول هذه القضية بالذات فها هو يُسائل جابراً - رضي الله عنه - ((تزوجت يا جابر؟ قال: نعم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أ بكرٌ أم ثيب؟ قال: بل ثيب، قال: فهلّا بكراً تلاعبها وتلاعبك. أو قال: تضاحكها وتضاحكك)). [2]
تأمل أخي الشاب:
أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكتف بمجرد زواج جابر، بل تمنى لو كانت بكراً شابة تلاعبه، وتضاحكه، وتمازحه، وتملأ عليه حياته وبيته فرحاً وسروراً، وبهجة وحبوراً. وتملأ عينه من جمالها ودلالها!!.
وشتان والله بين أن يأوي الشاب إلى بيته، فتقابله صبوح ملاح، عذبة الكلام، بالغة الوئام، تخفف آلامه، وتهيئ طعامه ومنامه.
وبين أن يعود إلى حُجرة العزوبة فلا يظفر إلا بجدران كئيبة، ومناظر رتيبة، وثياب مبعثرة.
ناهيك عن نفس يائسة، وأعصاب ثائرة، وذهن مشغول. وبال مكدود!!.
ولقد حرص الشيطان المنكود إبقاء هذه الحال النشاز كما هي واضعاً في خَلَد الشباب كل العقبات الكؤود، الحائلة دون إتمام صفقة العُمر.. بما يُصوره في أذهانهم من صعوبة الزواج، واستحالة تحقيقه بتكلفة معقولة، وكأنّ الأُسر الباحثة عن الستر والعفة لبناتها قد ابتلعتهم الأرض فما يُوجد لهم أثر، أو يُعرف لهم ذكر ولو صّدَق الشاب مع ربه - تعالى -، ونَشَد العفة لنفسه لوجد ألف فتاة تنتظره والتجربة خير برهان!!.
وأعلم أيها المُحب أنك بغير الزواج ستكون فريسة سهلة، وغَنيمة باردة في يد عدوك اللعين، يتلاعب بك ذات اليمين وذات الشمال، وسيظل يمارس ضغطه المعتاد، ووسوسته الدائمة، مسولاً لك ممارسة الحرام.. !!
حماك الله ووقاك، وحفظك ورعاكº فعجل.. عجل.. - يرحمك الله إلى الزواج الثمين، والحصن الحصينº
لتقر العين ويطمئن القلب، وتهنأ النفس فالدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة.
والله المستعان.
----------------------------------------
[1] أخرجه مسلم وغيره.
[2] متفق عليه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد