الشيخ محمد حسان : الإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم كل شؤون الحياة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

شدد الداعية الإسلامية الشيخ محمد حسان على ضرورة أن يكون الدعاة علي بصيرة بما يراد لأمتنا الإسلامية. وأن يتعاملوا مع الناس بحكمة ورحمة وتواضعº معللا ذلك بأن الدعاة لا يتعاملون مع ملائكة بررة ولامع شياطين مردة ولامع أحجار صلبة بل يتعاملون مع نفوس بشرية داعيا الدعاة إلى التسلح بالعلم.

 

وقال في حوار خاص مع (الفرقان) إن الفتوى مسؤولية خطيرة لا ينبغي أن يتصدر لها إلا من توفرت فيه الأهلية علما وعملا مؤكدا أن الفتوى إذا صدرت من عالم فلن تجد إفراطا ولا تفريطا ولو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف.

وبين الشيخ محمد حسان أن هناك من يريد تمييع الأصول والثوابت مشيرا إلى أن الإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة كل شؤون الحياة وأن العودة للعقيدة الصحيحة الصافية تمثل الخطوة الأولي علي طريق النصر والسعادة في الدنيا والآخرة.

ودعا الشيخ حسان العلماء والدعاة إلى الوصول إلى المنابر الإعلامية لأنها أصبحت الآن في كل بيت، منوها بأننا لو تخلينا عن هذه المنابر فمن لها؟!

 

 سلاح العلم

- الفرقان: ما النصيحة التي يمكن أن تقدمها للدعاة لاسيما وأنتم لكم باع طويل في هذا المجال؟

 - الشيخ حسان: في الحقيقة إنني أنصح بل أرجو إخواني الدعاة أن يتسلحوا بسلاح العلم لاسيما وأننا نعيش في زمن الشبهات، ولاشك أن أعظم دواء ناجح للشبهات هو العلم فيجب أن نتعلم عن الله تبارك وتعالي وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما أن المصادر الأصلية التي يجب علي الدعاة إلى الله - عز وجل - أن ينهلوا منها العلم الصافي أولها ٍ,القرآن الكريم فلابد على الدعاة أن ينهلوا من القرآن حفظا وفهما وإتقانا، ومن هنا أستطع أن أقول إنه علي الداعية أن يكون بصيرا بجل الأبواب المتعلقة بكتاب الله تعالي، ثم السنة النبوية المطهرة، ولا عذر للداعية إلى الله الآن في رواية الأحاديث، الضعيفة والموضوعة لأن الكتب متوفرة الآن وفي متناول الجميع.

 ثالثا لابد أن يكون الداعية علي معرفة بالتاريخ الإسلامي، ولابد أن يكون علي بصيرة بالتاريخ الإنساني، إلى غير ذلك من المعارف والعلوم، أما فيما يتعلق بالنقطة الرابعة فيجب أن نتخلق بالأخلاق الكريمة وأن نقدم للناس الأسوة والقوة الحسنة من خلال أخلاقنا ل-قد كان ٍ,لكم في رسول الله أسوة حسنة- لأن الناس بلا شك ينظرون إلينا وإلى تصرفاتنا فيجب أن نكون علي قدر المسؤولية.

 

إفراط وتفريط

 - من المعروف أن مصر بلد الأزهر وبها العديد من العلماء الأجلاء، ولكن في الفترة الأخيرة تهجم بعض المشايخ على الأحكام الشرعية لاسيما المعلوم من الدين بالضرورة..ما السبب في ذلك؟

 

- لاشك أن الفتوى أمانة عظيمة ومسؤولية خطيرة ولا ينبغي أن يتصدر للفتوى إلا من توفرت فيه الأهلية علما وعملا، ونرى أهل الفضل طوال القرون الماضية ابتداء من القرون الخالية الأولى نراهم يتورعون عن الفتوى، وربما تعرض المسألة علي الصحابي فيردها إلى أخيه حتى ترجع المسألة مرة أخرى إلى الأول، وهناك بكل أسف في هذا العصر الذي يسمى بعصر الفضائيات، قد تصدر للفتوى كثير من غير المؤهلين ممن تزببوا قبل أن يتحصرموا، وبالغوا قبل أن يبلغوا وادعوا العلم قبل أن يتعلموا فربما تسمع الفتوى ولا تسمع فيها دليلا من كتاب الله ولا من سنة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل ولا حتى نقرأ فيها قولا لإمام من الأئمة المعتبرين، فالفتوى بين إفراط وتفريط بين غلو وتنطع وبين تمييع للأصول والثوابت لهذا الدين، ولاشك أن الوسط هو الخير فأمتنا هي أمة الوسط، وإذا صدرت فتوى من عالم فلن تجد إفراطا ولا تفريطا، وأقول لوسكت من لا يعلم لسقط الخلاف.

 

تمييع الفتوى

- هل هناك من يريد أن ينزع رهبة الفتوى من صدور الناس أو تمييع الفتوى بشكل عام؟

- في الواقع أن هناك نوعان من الفتاوى النوع الأول هو من يريد أن يميع الأصول والثوابت، وسترى في المقابل لهذه الفتوى نوعا آخر من الفتوى، وهو الفتاوى المتشددة فهذا يعد انفعالا حقيقىا وثمرة طبيعية لهذا التسيب الذي ترى في مقابلة التشتت، ولاشك أن الوسط هو الخير كما ذكرت، فهذه الفتاوى المراد بها تمييع الدين وأصوله وثوابته، وهذا لا يقبل علي الإطلاق لأن للدين أصولاً وثوابت لا نبغي لمسلم أن يفرط فيها، قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديثين من حديث النعمان ابن بشير \"إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام\".

 

الكلمة المسموعة

- لماذا أصبحت الكلمة الآن غير مسموعة علما بأننا في عصر الفضائيات والندوات؟

-لا أتفق مع هذا الرأي بأن الكلمة غير مسموعة، فنحن نرى بفضل الله - عز وجل - توجها ملفتا للنظـر بالمقـارنة بسنــوات قليلة ماضية ترى إقبالا على الله تعالي، والـذي يسـعد القـلب أنـك ترى شبابا وفتيات في عمر الورد والزهور، ولو ألقيت نظرة على المعتمرين والحجاج لوجدت جل هؤلاء من الشباب، فالشباب بدأ الآن يولى ظهره لعواصم الكفر ويوجه وجهه إلى القبلة التى ارتضاها الله - سبحانه - وتعالي، وهم يرددون الآن مع السابقين الأولين قولتهم الخالدة ٍ,سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصيرِ، ونسأل الله تبارك وتعالي أن يرد هذه الأمة إلى الحق وأن يهديها إلى الصراط المستقيم.

 

-ماحكم التبرك بالقبور والتوسل إليها؟

- هذا لايجوز وأحب أن أقول لشبابنا لا ينبغى أن نضيع الوقت في الحكم علي أصحاب القبور فهؤلاء قد أفضوا إلى عزيز غفور، وإنما تعالوا لنتفق على ما يحدث حول المقابر مما لا يرضى الله - جل وعلا – ولا يرضي النبي - صلى الله عليه وسلم - فضلا عن أن يرضى صاحب هذا القبر إن كان من الصالحين، فلنعلم الناس بأدب وحكمة ورحمة وتواضع، العقيدة الصحيحة بصفاتها وشمولها وكمالها، ومن هنا أود أن أوضح أن العودة للعقيدة الصحيحة الصافية تمثل الخطوة الأولي علي طريق النصر والسعادة في الدنيا والآخرة، فالإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة تنظم هذه الشريعة كل شؤون الحياة، ولا يقبل الله من قوم شريعتهم إلا إذا صحت عقيدتهم.

 

المنابر الإعلامية

- هل تؤيد الإقبال الواضح من الدعاة علي الفضائيات، لاسيما بعد أن شاهدناك في العديد من الفضائيات العربية؟

- الإعلام أصبح اليوم ضرورة مهمة بالنسبة للدعوة الإسلامية، ومن هنا أذكر كل أحبابى وإخواني أن يبذلوا كل سبب للوصول إلى هذه المنابر الإعلامية الخطيرة التي دخلت إلى بيوت الناس وأصبح الناس بفضل الله تعالي يلتفون حولها، ويسمعون لأهلها لأننا لو تخلينا عن هذه المنابر فمن لها الآن، فيجب التركيز على الإعلام بشرط ألا يتخلى كل داعية إلى الله عن ثوابته وأصول منهجه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply